المجمع الفاتيكاني الثاني
الدرجة الكهنوتية – Presbyterorum Ordinis
قرار في “حياة الكهنة وخدمتهم الراعوية”
مدخل عام
شهدت الكنيسة قبل المجمع الفاتيكاني الثاني أزمة في الدعوات الكهنوتية أصابتها في العمق لِما لهذه الدرجة من الأهمية. وقد عزا بعضهم أسبابَ هذه الأزمة إلى نقصٍ في تحديد الدرجة الكهنوتية وخصائصها. لذلك لم ينتظر الكهنة من المجمع مجرّد إلتفاتةٍ كريمة تبثّهم التقدير والاحترام، بل توضيحاً لهوية الكاهن وللصلة التي تربطه بكهنوتِ السيد المسيح من جهة، وتدفعه نحو العالم من جهة أخرى. فانفصاله عن العالم ليس لأداء العبادة للآب السماوي، وخدمة الأسرار فحسب، بل للحضور حضوراً خاصاً ومتميّزاً في وسط هذا العالم بعينه. إن للكاهن دوراً فاعلاً في بشارة هذا العالم وخلاصه، ولن يتمكن من القيام به على أحسن وجه ما لم يتصل بهذا العالم ويحيا فيه. وقد جاء القرار المجمعيّ “في خدمة الكهنة وحياتهم” جواباً على انتظار الكهنة بتخطّيه الإطار الطقسيّ والأسراري الضيق، وبتشديده على العلاقة العضوية القائمة بين الإيمان والحياة من جهة، وبين العبادة والحياة من جهة أخرى، معيداً إلى الكاهن دورَه الرسولي والراعوي الأصيل. فهو يستمد كهنوته من السيد المسيح ومن الرسل ومن الأسقف، ليُنشئ الإيمان، ويقود إلى الأسرار، دون أن يهمل الوحدة الحياتيّة التي تربط الإيمان بالسر. عاد المجمع إلى مناهل العهد الجديد ليذكّر بأن الكاهن هو خادم الإنجيل المقدس ليحمل البشارة إلى الأمم. “والكهنة باشتراكهم، بما قُسِم لهم، في وظيفة الرسل يؤتيهم الله النعمة التي يصيرون بها للمسيح خدّاماً في الأمم، فيؤمنّون خدمة الإنجيل المقدسة لكي يصير الأمم قرباناً مرضيّاً يُقدّسه الروح القدس” (الرقم 2).
في مرحلة ثانية، لفت آباء المجمع النظر إلى موهبة الكاهن الشخصية وطالبوا بتنميتها والإفادة منها، عبر استخدام الوسائل الحديثة والقديمة، في سبيل خدمة أفضل للكنيسة والله. وانطلاقاً من هذه المبادئ، أعاد المجمع الاعتبار للتقليد الشرقيّ الذي يسمح بوجود كهنة متزوجين، دون أن يتساهل في اختيار الكنيسة اللاتينية أو يتعرّض له، وفتح الباب مرة أخرى أمام الكهنة العمّال أو المتفرغين لأبحاث علمية بحتة… بعد أن شُجِبوا قبل المجمع.
كانت ولادة هذا القرار صعبة، والدليل على ذلك كثرة المسودّات والمشاريع، قبل الوصول إلى الإقرار النهائي عشيّة اختتام المجمع في السابع من كانون الأول 1965.
لم تنجح هذه الوثيقة في تطوير لاهوت الدرجة الكهنوتية بما فيه الكفاية، لكنها، في المقابل، أزاحت العقبات والحواجز التي تحول دون انطلاقة هذا اللاهوت، ووضعت له الأسس الأولى، ووفرت له التوجّه الصحيح، فامتازت بنظرة مستقبليّة بالغة الشأن.
من الأسقف بولس، خادم خدّام الله، مع آباء المجمع المقدس، للذكرى الخالدة.
المقدمة
1– أعاد المجمع المقدس أكثر من مرة إلى أذهان الجميع، أهمية الدرجة الكهنوتية في الكنيسة *. ولما كان لهذه الدرجة في تجديد كنيسة المسيح دور ذو شأن، تزداد صعوبته مع الأيام، فقد بدا مفيداً جداً أن يُبحث في الكهنة بصورة أعمّ وأعمق. وما يُقال في هذا القرار يُطبق على جميع الكهنة، وخاصة على الذين يتفرغون لخدمة النفوس. أما فيما يتعلق بالكهنة الرهبان فيُطبق عليهم القرار حسب المقتضى. أجل، لقد جُعل الكهنة برسامتهم المقدسة ورسالتهم التي تسلموها من الأساقفة خُداماً للمسيح المعلم والكاهن والملك. فإنهم يشتركون في مهمته التي تبني صرح الكنيسة باستمرار، وتجعلها شعب الله وجسد المسيح وهيكل الروح القدس على هذه الأرض. ولما كانت أوضاعهم الراعوية والإنسانية تستلزم مساندة فعالة أوفر وعناية ً أفضل، نظراً إلى التقلبات التي تعترض حياتهم، يُعلن المجمع المقدس ويقرر ما يلي:
الفصل الأول: الكهنوت في رسالة الكنيسة
جوهر الكهنوت
2– إن السيد المسيح “الذي قدسه الآب وأرسله إلى العالم” (يو 10 / 36) أشرك جسده السري كله في مسحة الروح التي مُسح بها (1). فيه يُصبح المؤمنون جميعهم كهنوتاً مقدساً وملوكياً، يقدمون الذبائح الروحية لله بيسوع المسيح، ويخبرون بعظائم ذاك الذي دعاهم من الظلمة إلى نوره العجيب (2). فليس من عضو إلا وله دور في رسالة الجسد كله، إنما على كل واحد أن يقدس يسوع في قلبه (3) ويشهد للمسيح بروح النبوّة (4). ولكي يجمع المؤمنين في جسد واحد “ليست فيه لجميع الأعضاء الوظيفة ذاتها”، (رومية 12 / 4) أقام السيد نفسه فيهم خداماً يتمتعون في جماعة المؤمنين بسلطات الكهنوت المقدس، لاقامة الذبيحة ولغفران الخطايا (5)، وليمارسوا علناً باسم المسيح واجبهم الكهنوتي في خدمة البشر. وكما أرسله الأب، أرسل المسيح رسله (6) وأشرك بواسطتهم خلفائهم الأساقفة (7) في مسحته ورسالته، وسُلمت أيضاً إلى الكهنة مسؤولية مهمة الأساقفة بصورة تربطهم دوماً بهم (8)، لكي يصيروا في الدرجة الكهنوتية التي أقيموا فيها معاوني (9) الدرجة الأسقفية، لتتميم الرسالة الرسولية التي أئتمنهم عليها المسيح. فوظيفة الكهنة، بما أنها متحدة بالدرجة الأسقفية، تشترك في السلطة التي بها يبني المسيح نفسه جسده ويقدسه ويدبره. ولهذا وإن كان كهنوت الكهنة يرتكز على أسرار التدريب المسيحي، إلا أنه يمنح بواسطة ذلك السر الذي به يوسم الكهنة وسماً مميزاً، إذ يمسحهم الروح القدس فيُشبههم بالمسيح الكاهن ليستطيعوا القيام بأعمالهم باسم المسيح رأس الجسد بالذات (10). وبما أنهم يشتركون في مهمة الرسل على صعيدهم الكهنوتي، يعطيهم الله النعمة كي يكونوا خدام المسيح يسوع في الأمم: يؤدون رسالة الإنجيل المقدس، فتصير ذبيحة الأمم مقبولة مقدسة في الروح القدس. فبشارة الإنجيل الرسولية يُدعى شعب الله ويُجمع، حتى يقدم كل أعضاء هذا الشعب أنفسهم، وقد قدسهم الروح القدس (11)، “ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله” (روم 12 / 1). إنما بخدمة الكهنة تكتمل ذبيحة المؤمنين الروحية بإتحادها بذبيحة المسيح، الوسيط الوحيد، تلك التي يقدمونها باسم الكنيسة جمعاء في الإفخارستيا بصورة سرية وغير دموية إلى أن يعود الرب نفسه (12). ففي هذا غاية الخدمة التي تبدأ بالبشارة الإنجيلية تستمد قوتها وفاعليتها من ذبيحة المسيح، وتهدف إلى “كمال المدينة المُخلَّصة أي جماعة القديسين وتضامنهم، فتُقدم الذبيحة المطلقة الشاملة لله بواسطة الكاهن الأعظم الذي قدم نفسه فداءً عنا في آلامه كي نصير جسد ذلك الرأس العظيم (13)“. فالغاية التي يهدف إليها الكهنة إذاً في حياتهم وخدمتهم الراعوية، هي مجد الله الآب في المسيح. وهذا المجد يقوم على أن البشر يتقبلون عمل الله المتمم في المسيح، بوعي وحرية وشكر، فيتلألأ في حياتهم كلها. فالكهنة، إذ يسهمون في إنماء مجد الله بصلواتهم وعبادتهم، وبتبشيرهم وتقديم ذبيحة الأفخارستيا، وبمنح سائر الأسرار والقيام بما تبقى من الخدمات في سبيل الناس، يحملون البشر على التقدم في الحياة الإلهية. كل ذلك – إذ ينبع من فصح المسيح – يكتمل في مجيء السيد نفسه بمجده، عندما “يسلم الملك لله الآب” (14).
وضع الكهنة في العالم
3– لقد أُخذ الكهنة من الناس وأقيموا لأجل الناس في ما هو لله، ليقربوا تقادم وذبائح عن الخطايا (15)، ويعيشوا مع سائر البشر كإخوةٍ لهم. هكذا كان من أمر الرب يسوع، ابن الله، أنَّ الآب بعث به إلى الناس، فأقام معنا وأراد أن يشابه أخوته بكل شيء ما عدا الخطيئة (16). ولقد اقتدى به الرسل القديسون وشهد الطوباوي بولس معلم الأمم “لمنتقى لإنجيل الله” (روم 1 / 1) بأنه صار “كلاً للكل ليخلص الكل” (17). فكهنة العهد الجديد يُفرزون بنوعٍ ما، بدعوتهم ورسامتهم، من شعب الله، لا ليفصلوا عنه أو عن أي فرد من أفراده، ولكن ليُكرسوا بكليتهم للعمل الذي من أجله إختارهم الرب (18). فلن يستطيعوا أن يكونوا خدام المسيح ما لم يكونوا شهوداً ووكلاء لحياة أخرى غير هذه الفانية. ولكنهم لن يستطيعوا أن يخدموا الناس إذا ظلوا غرباء عن حياتهم وظروفها (19). فالخدمة عينها التي يقومون بها تقتضي بصورةٍ خاصةٍ ألا يتشبهوا بهذا الدهر (20). وتضطرهم في الوقت نفسه أن يعيشوا في هذا العالم مع الناس، وأن يَعرفوا كرعاةٍ صالحين خرافهم، وأن يعملوا الجهد ليجذبوا إلى هذه الحظيرة مَن ليس منها، ليسمعوا صوت المسيح وتصير حظيرة واحدة وراع واحد (21). ولكي يبلغوا الهدف المنشود، لا بد لهم من التحلي في معاملاتهم البشرية بالفضائل التي يقدرها الناس حق التقدير، منها العطف، والإستقامة، والشجاعة، والثبات، والمواظبة المتواصلة على العدل واللطف وغيرها مما يوصي به بولس الرسول في قوله: “مهما يكن من حق أو عفاف أو عدل أو طهارة أو صفة محببة أو حسن صيت، ان تكن فضيلة أو مديح، ففي هذه فلتكن أفكاركم” (فيلبي 4 / 8) (22).
الفصل الثاني: خدمة الكهنة
أولاً: مهمّات الكهنة
الكهنة خدام كلمة الله
4– يجتمع شعب الله أولاً بكلمة الله الحي (1)، التي يحق له أن يسمعها كاملة من فم الكهنة (2)، وبما أنه لا يخلص إنسان ما لم يؤمن (3) أولاً، فيجب على الكهنة في أول الأمر، بما أنهم معاونو الأساقفة، أن يبشروا (4) الجميع بإنجيل الله “إذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها” (مرقس 16 / 15) (5) كي يكونوا شعب الله وينموه، متممين هكذا وصية الرب، أجل، هي كلمة الخلاص التي توقظ الإيمان في قلوب غير المؤمنين، وتغذيه في قلوب المؤمنين، ذلك الإيمان الذي فيه بدء جماعة المؤمنين ونموها حسب قول الرسول، “الإيمان من السماع والسماع بكلمة الله” (روم 10 / 17). ولذلك فالكهنة ملزَمون بإشراك الجميع في حقيقة الإنجيل (6) التي هي لهم فرح في الرب. لئن تعاطوا المعاطاة الخيرة مع الأمم وقادوها (7) إلى تمجيد الله، إن وعظوا علناً وبشروا غير المؤمنين بسرّ المسيح، إن لقنوا التعليم المسيحي أو شرحوا عقيدة الكنيسة، إن اهتموا بدرس مشاكل الساعة بنور المسيح، فمن واجبهم المستمر أن لا يعلِّموا حكمتهم الخاصة ولكن كلمة الله، وأن يدعوا الجميع بالحاح إلى التوبة والقداسة (8). فالتبشير في ظروف عالم اليوم أمر صعب جداً على الكهنة. فلكي يحركوا فعلاً عقول السامعين، عليهم ألا يعرضوا كلام الله على وجه العموم وبطريقةٍ نظريةٍ فحسب، ولكن أن يطبقوا حقيقة الإنجيل الدائمة على ظروف الحياة الراهنة. ولذا فخدمة الكلمة تتمّ بصورٍ متعددة، حسب حاجات السامعين العديدة ومواهب الواعظين. ففي المناطق والجماعات غير المسيحية، يقود التبشير بالإنجيل الشعب إلى الإيمان وأسرار الخلاص (9). أما في جماعة المسيحيين، وخاصة عند الذين نراهم لا يعون ما يمارسون أو لا يؤمنون به، فإن الكرازة ضرورية لخدمة الأسرار بالذات، بما أنها أسرار الإيمان الذي ينبع من الكلمة ويتغذى منها (10). وهذا ينطبق أكثر ما ينطبق على ليتورجية الكلمة في الإحتفال بالقداس، حيث يتحد دون إنفصام التبشير بموت الرب وقيامته، وجواب الشعب المستمع والتقدمة نفسها، تلك التي صدق بها المسيح العهد الجديد بدمه، وتلك التي يشترك فيها المؤمنون بتوسلاتهم وبقبول السر (11).
الكهنة خَدَمَةُ الأسرار والقربان
5– أراد الله الذي هو وحده قدوس ومقدِّس، أن يتخذ أناساً بمثابة رفاق له ومساعدين، ينصرفون بتواضع إلى عمل الخلاص. ولذا فيكرّس الله الكهنة بواسطة الأسقف شركاء في كهنوت المسيح بصورة مميزة ليعملوا في الاحتفالات المقدسة خداماً لذاك الذي يتمّم باستمرار خدمته الكهنوتية بواسطة روحه القدوس فداءً عنا في الليتورجيا (12). فبالعماد يُدخِلون الناس في شعب الله، وبسرّ التوبة يُصالحون الخطأة مع الله ومع الكنيسة، وبمسحة المرضى يخففون أوجاع السقماء، وخاصة يقدمون في القداس ذبيحة المسيح بصورة سرية. وفي تتميم كل من هذه الأسرار، كما يطلعنا على ذلك القديس أغناطيوس الشهيد في العصور الأولى للكنيسة (13)، كان الكهنة يرتبطون لأسباب مختلفة بالاسقف إرتباطاً تراتبياً، وهكذا كانوا يجعلون الاسقف حاضراً نوعاً ما في كل من إجتماعات المؤمنين (14). أما ما تبقى من الأسرار وكل الخدم الكنسية وأعمال الرسالة، فله مع القربان المقدس صلة وثيقة وإليه يتجه (15). فالقربان المقدس يحوي كل خير الكنيسة الروحي (16)، أي المسيح فصحنا والخبز الحي الذي يُعطي الحياة للبشر بجسده الحي والمحيي بالروح القدس. بهذا يدعون كلهم ويقادون إلى تقدمة أنفسهم وأعمالهم وكل الخليقة مع المسيح. ولذلك فإن القربان يبدو ينبوع التبشير كله وقمّته، إذ أن الموعوظون يقادون شيئاً فشيئاً إلى شركة القربان، والمؤمنون الموسومون بسرّي العماد والتثبيت يندمجون بقبولهم القربان إندماجاً كلياً في جسد المسيح. فالإجتماع الإفخارستي إذاً، هو محور جماعة المؤمنين التي يرئسها الكاهن. ففي ذبيحة القداس يعلِّم الكهنةُ المؤمنين أن يقدموا الذبيح الإلهي لله الآب، وأن يقدموا معه حياتهم؛ يدرّبونهم بروح المسيح الراعي على أن يضعوا خطاياهم، بقلبٍ منسحقٍ، تحت سلطان سر التوبة، لكي يتوبوا إلى الرب أكثر فأكثر ويوماً بعد يوم، متذكرين كلامه “توبوا فقد إقترب ملكوت السماوات” (متى4 / 17)، يعلمونهم أيضاً أن يشتركوا في الإحتفالات الطقسية المقدسة، ليَصلوا بها إلى الصلاة الصادقة؛ يحملونهم على التعمق في روحانية الصلاة دون إنقطاع فيتمرسون بها طوال حياتهم، وفقاً لنعم كلٍّ منهم وحاجاته، فيشوّقون الكلّ إلى أن يكونوا أمينين لواجبات وظيفتهم الخاصة، والمتقدمين منهم في ممارسة المشورات الإنجيلية حسبما تنطبق على كل فرد منهم؛ وبالتالي يعلمون المؤمنين أن يرتلوا لله المزامير والتراتيل الروحية في قلوبهم، شاكرين دائماً عن الجميع لله الآب (17) باسم ربنا يسوع المسيح. فالمديح والشكر اللذان يرفعهما الكهنة في الإحتفال بالذبيحة، يمددانهما في ساعات النهار المختلفة في أداء الفرض الإلهي، الذي به يبتهلون إلى الله باسم الكنيسة من أجل الشعب الذي أوكل إليهم، أو قل من أجل العالم كله. ويجب أن يكون بيت الصلاة الذي فيه يحتفل بالأفخارستيا، ويحفظ القربان المقدس، ويجتمع المؤمنون ويكرم حضور ابن الله مخلصنا المقرب ذاته على المذبح لأجل إفتدائنا تعزية ً وعضداً للمؤمنين، نظيفاً ولائقاً بالصلاة وبالاحتفالات المقدسة (18). ففي ذلك البيت يُدعى الرعاة والمؤمنون إلى أن يجاوبوا بروح طيبة على عطاءِ مَن بطبيعته البشرية، يُغدق الحياة الإلهية باستمرارٍ على أعضاء جسده السري (19). فليسهر الكهنة على معرفة علوم الليتورجيا وفنونها بإتقان، لكي بواسطة خدمتهم الطقسية يزداد تمجيد الله الآب والأبن والروح القدس في الجماعات المسيحية التي أوكل أمرها إليهم.
الكهنة قادة شعب الله
6– إن الكهنة، وهم يمارسون مهمة سلطة المسيح الرأس التي تعود لهم، يَجمعون باسم الأسقف عائلة الله، تنعشها الوحدة الأخوية ويقودونها بالمسيح في الروح إلى الله الآب (20). ولممارسة هذه الخدمة والقيام بسائر المهمات، يعطى الكاهن سلطة روحية للبنيان (21). فعلى الكهنة أن يتعاطوا مع الجميع في بنيان الكنيسة بإنسانيةٍ متناهية، أسوةً بالرب، وأن يتعاملوا معهم لا بحسب الميول البشرية (22)، ولكن حسب مقتضيات العقيدة والحياة المسيحية، يعلمونهم ويؤنبونهم كأبناء أعزاء (23)، عملاً بكلام الرسول “اعكف على ذلك في وقته وفي غير وقته، وحاجج ووبخ وعظ بكل أناة وتعليم” (2 تيم 4 / 2) (24). ولهذا فعلى الكهنة أيضاً، وهم مربّو الإيمان، أن يهتموا شخصياً أو بواسطة غيرهم، بأن يقودوا بالروح القدس كل مؤمن إلى إنماء دعوته الخاصة حسب الإنجيل، وإلى المحبة الصادقة والفعالة، وإلى الحرية التي بها حررنا المسيح (25). ولا منفعة تُرجى من الاحتفالات، وإن كانت جميلة، ومن الإجتماعات، وإن كانت مزدهرة، إن لم تكن موجهة إلى تربية البشر لبلوغ النضج المسيحي (26). وللوصول إلى هذا النضج، فإن لهم في الكهنة مساعدين، ليروا من خلال الأحداث كلها، صغيرة أو كبيرة، ما هي مقتضيات الظروف وماهي إرادة الله. فليتدرب المسيحيون ليعيشوا لا لأنفسهم فحسب، ولكن ليضع كل واحد النعمة التي أعطيها في خدمة الآخرين (27)، حسب مقتضيات محبة الشريعة الجديدة، ويتمم الجميع واجباتهم كلها، على هذا المنوال، بصورة مسيحية، في جماعة البشر. وإن يكن من واجب الكهنة الإهتمام بالجميع، فعليهم أن يعنوا بنوع خاص بالذين أظهر الرب أنه قاسمهم الحياة (28)، وكان حملُ البشارة إليهم علامة العمل المسيحاني (29). وليعيروا إنتباهاً خاصاً للشباب، وللأزواج والأهالي. ومن المرغوب فيه أن ينضمّ هؤلاء إلى رابطات ودية، فيعيشوا مسيحيين بسهولةٍ أوفر وبكمالٍ أعمق حياة كثرت صعوباتها. على الكهنة أيضاً ألا ينسوا الرهبان والراهبات الذين لهم في بيت الرب الحصة الكبرى: فإنهم أهل بكل إهتمام كي يتقدموا روحياً لخير الكنيسة كلها. وأخيراً عليهم أن يهتموا بصورةٍ بالغة بالمرضى والمنازعين، يزورونهم ويقوّونهم بالرب (30). إنما مهمة الراعي لا تقتصر فقط على الإهتمام بالمؤمنين أفراداً، ولكنها تمتد حقاً إلى تكوين الجماعة المسيحية الأصلية. ولكي يُنمي روح الجماعة كما يجب، عليه أن يتخطى الكنيسة المحلية ليشمل الكنيسة بكاملها. إذ على الجماعة المحلية، لا أن تعزز العناية بالمؤمنين فقط، ولكن أن تغذّيهم بالغيرة الرسولية، وتمهد الطريق للجميع للوصول إلى المسيح، كما عليها أن تعنى خاصة بالموعوظين وحديثي العهد في إيمانهم المسيحي، فتربيهم شيئاً فشيئاً على معرفة الحياة المسيحية وممارستها. فلا تبنى جماعة مسيحية إن لم تتأصل في الإحتفال بالقربان المقدس ويكون محور حياتها، إذ من الإفخارستيا مبدأ تربية (31) الروح الجماعية. ولكي يكون الإحتفال بالإفخارستيا صادقاً وكاملاً، يجب أن يحمل المؤمنين على أعمال المحبة المختلفة، وعلى المساعدة المتبادلة، وعلى العمل الرسولي، وعلى الشهادة المسيحية المتعددة الأوجه. علاوة على ذلك، فإن الجماعة الكنيسة لتعيش عاطفة الأم الصادقة نحو النفوس التي تريد أن تجذبها إلى المسيح، بمحبتهم وصلاتها ومثالها وأعمال التوبة. فإنها تخلق الوسيلة الفعالة التي تدل الذين لا يؤمنون بعد، على الطريق إلى المسيح وكنيسته، أو تمهدها أمامهم، تلك الوسيلة التي توقظ المؤمنين، وتغذيهم وتقويهم للمعركة الروحية. في بناء جماعة المسيحيين لا يخدم الكهنة نظرية ما أو حزباً بشرياً، ولكنهم يكرسون عملهم رواداً للإنجيل ورعاة للكنيسة، في سبيل الإزدهار الروحي لجسد المسيح.
ثانياً: علاقة الكهنة بغيرهم
علاقة الاسقف بالكهنة
7– يشترك الكهنة جميعهم مع الاساقفة في كهنوت المسيح الواحد ورسالته. بنوع أن وحدة الرسامة والرسالة هذه، تقتضي شركتهم المتزايدة في الجسم الاسقفي (32). ويعبّرون احياناً وبصورة مثلى عن تلك الشركة في الإحتفال الليتورجي المشترك. وعن صلتهم بالاساقفة، يجاهرون إذ يحتفلون بالمائدة القربانية (33). وليعتبر الأساقفة أن الكهنة قد أصبحوا ضرورة وبحكم موهبة الروح القدس المعطاة لهم بالرسامة الكهنوتية، معاونين لهم ومساعدين في وظيفتهم الراعوية، لتعليم شعب الله و تقديسه وتدبيره (34). وهذا ما تعلنه بقوّة منذ أوائل الكنيسة القديمة نصوص طقسية، تطلب إلى الله جهاراً أن يفيض على الكاهن المقدم للرسامة “روح النعمة والحكمة كي يساعد الشعب ويدبّره بقلب نقي” (35). هكذا في الصحراء امتدّ روح موسى إلى عقول الحكماء السبعين (36)، الذين استعملهم كمساعدين، فدرّب بسهولة جماعات لا عدّ لها من أبناء الشعب (37).
فعلى الأساقفة، من أجل الوحدة في الكهنوت عينه وفي الخدمة، أن يعتبروا الكهنة (38) أخوة لهم وأصدقاء وأن يعتنوا، قدر المستطاع، بخيرهم المادّي، ولا سيما الروحي: إذ عليهم يقع قبل كل شيء، عبء قداسة كهنتهم الخطير (39). فليهتموا إذاً الاهتمام البالغ بتدريب كهنتهم المستمرّ (40). وليصغوا اليهم بطيبة خاطر، ويستشيروهم أيضاً، وليتكلموا معهم عن حاجات الرسالة وخير الأبرشية. ولكي يتحقّق ذلك، فليؤسس جماعة أو مجلس يمثل مجمع الكهنة، وذلك حسب مقتضيات اليوم وحاجات الساعة (41)، ووفق أشكال وأنظمة يقرّها الحق القانوني، فيستطيع ذلك المجلس (42) أن يساعد الأسقف بنصائحه، بصورة فعّالة، في إدارة الأبرشية.
أما الكهنة، وقد وضعوا نصب اعينهم كمال سرّ الكهنوت الذي ينعم به الأساقفة، فليحترموا فيهم سلطة المسيح الراعي الأكبر، وليتعلقوا بهم مخلصين بالطاعة والمحبة (43). وهذه الطاعة الكهنوتية المشبعة بروح التكاتف، تترسّخ في الاشتراك في الخدمة الأسقفية عينها، التي تعطى الكهنة، بسر الكهنوت والرسالة القانونية (44).
إنه لمن مقتضيات عصرنا، أن يتحد الكهنة والأساقفة لا سيما وقد تنوعت الاعمال الرسولية في أيامنا، فصار لأسبابٍ مختلفة، من الضروري أن تتعدى تلك الاعمال حدود الرعية والابرشية. ولن يكون بمقدور أي كاهن أن يتمّم رسالته، منفرداً ومنعزلاً عن الآخرين، إلاّ إذا وحّد جهوده وسائر الكهنة تحت إدارة من يرئسون الكنيسة.
اتحاد وتعاون أخوي بين الكهنة
8– إن الكهنة يتّحدون بعضهم ببعض بأخوَّةِ السر العميقة، وذلك بوضع رسامتهم الكهنوتية، فيؤلّفون مجمع كهنة. خاصة في الابرشية التي دُعوا إلى خدمتها تحت إدارة أسقفهم. ورغم كثرة المهام، فإن أولاها في سبيل الناس هي الخدمة الكهنوتية. فيرسَل الكهنة كلهم ليتكاتفوا في العمل عينه، سواء في خدمة الرعية، أو في خدمة تتعدى حدود الرعية، أو في التنقيب والتعليم العلمي، أو في الشغل اليدوي يشاركون فيه وضع العمال أنفسهم، حيث يبدو ذلك حسناً للسلطة المختصة، أو أخيراً في أعمال رسولية غير هذه، أو في تلك التي تنظّم للرسالة. فكلهم يهدفون إلى غاية واحدة، وهي بنيان جسد المسيح، ذلك البنيان الذي يتطلب في زمننا خاصة، خدمات عديدة وتكييفات جديدة. ولهذا فإنه لمن الأهمية بمكان أن يساعد الكهنة بعضهم بعضاً، علمانيين كانوا أو رهباناً، لكي يتكاتفوا دائماً مع الحقيقة (45)، فكل عضوٍ من أعضاء مجمع الكهنة، يرتبط بسائر الأعضاء برباطاتٍ خاصة، من محبةٍ رسوليةٍ وخدمةٍ وأخوّةٍ، ولقد برز ذلك في الطقسيات منذ الأزمنة القديمة، عندما كان الكهنة الحاضرون يدعون إلى وضع اليد مع الأسقف على المختار الجديد للكهنوت، ويحتفلون معاً بقلبٍ واحدٍ بالقداس المشترك. ولهذا ليتحد الكهنة مع إخوتهم برباط المحبة والصلاة والتكاتف على مختلف أنواعه: فتظهر هكذا تلك الوحدة التي أراد المسيح أن يصهر فيها تلاميذه، فيصيروا واحداً، ليعرف العالم أن الابن مرسلٌ من قِبل الآب (46).
ولهذا السبب يجب على من تقدموا منهم في السن، أن يقبلوا الكهنة الشبان إخوةً لهم حقاً وأن يساعدوهم في أولى أعمالهم وفي أعباء الخدمة، وليحاولوا أن يتفهموا عقليتهم، وإن مغايرة، وأن يساندوا أعمالهم برفق. أما الشبان فعليهم ايضاً أن يحترموا سنّ الشيوخ وخبرتهم، وأن يتشاوروا وإياهم في شؤون النفوس والعناية بها متكاتفين وإياهم عن رضى.
على الكهنة ألاّ ينسوا (47) أمر الضيافة، منقادين بروح الأخوّة، وأن يواظبوا على الإحسان وعلى شركة الخيرات (48)، وأن يهتموا خاصة بالمرضى، والحزانى، والمرهقين بالأعمال، وبمن يعيشون في عزلةٍ وبالمنفيين من وطنهم وبالمضطهدين (49). عليهم أن يجتمعوا، راضين فرحين للترويح عن النفس متذكّرين كلام الرب الذي به دعا رسله وقد اعياهم التعب “هلموا إلى موضع قفر واستريحوا قليلاً ” (مرقس 6 / 31). علاوة على ذلك ، فلكي يجد الكهنة العون المتبادل في إنماء حياتهم الروحية والعقلية، لكي يستطيعوا التعاون في الخدمة بصورة أنجح، ولكي ينجوا من أخطار العزلة، إذا ما حدثت، عليهم أن يعززوا نوعاً من الحياة المشتركة في ما بينهم، أو فليتقاسموا بعضها، حياةً بمقدارها أن ترتدي أشكالاً مختلفة، حسب الحاجات الشخصية أو الراعوية: المساكنة حيث هي ممكنة، والمائدة المشتركة، أو على الأقل اجتماعات متكررة او دورية. فليقدروا جداً الرابطات ولينهضوا بها، بعد أن تعترف السلطة الكنسيّة المختصة بقوانينها اذ تعزّز، بنظامٍ أهلٍ ولائق وبالمساعدة الأخوية، قداسة الكهنة في تتميم خدمتهم، هادفين من وراء ذلك إلى خدمة الدرجة الكهنوتية كلها.
وأخيراً فليعلم الكهنة، بما أنهم شركاء في الكهنوت، أن عليهم بصورة خاصة مساعدة المرهقين ببعض الصعوبات. فليقدموا لهم الاسعاف في وقته، ولو اضطروا إلى تنبيههم بفطنة. اما الذين زلّوا ، فعلى الكهنة أن يحيطوهم دائماً بمحبةٍ أخويةٍ وبنفسٍ كبيرةٍ، مقدمين من أجلهم الصلوات المتواترة إلى الله، وعائشين معهم باستمرار إخوةً وأصدقاء حقيقيين.
الكهنة والعلمانيون
9– إن كهنة العهد الجديد، وإن تمموا في سر الكهنوت مهمة عالية جداً وضرورية في شعب الله ومن أجله كآباء ومعلمين، فهم مع سائر المسيحيين تلاميذ الرب يشتركون في ملكوته (50) بنعمة الله الذي يدعوهم. فالكهنة اخوة بين اخوة (51)، مع كل من تجدّدوا بماء العماد، أي أنهم أعضاء جسد المسيح الواحد والوحيد، الذي أوكل بنيانه إلى الجميع (52).
فعلى الكهنة أن يترأسوا، لا كمن يفتشون عمّا لهم ولكن عمّا هو للمسيح (53)، وليشاركوا العلمانيين المؤمنين أعمالهم، وليكونوا بينهم حسبما كان المعلم الذي لم يأت بين البشر “ليُخدَم بل ليَخدِم وليبذل نفسه فداءً عن كثيرين” (متى 20 / 28). ليعرفوا بإخلاص كرامة العلمانيين وكرامتهم الشخصية التي يشترك فيها العلمانيون في رسالة الكنيسة، ويعملوا على انمائها. وليحترموا بدّقة الحرّية الصحيحة التي هي من حق الجميع في المدينة الأرضية. ليسمعوا العلمانيين عن رضى، وليعتبروا بصورة أخوية امنيّاتهم، وليبقوا اختبارهم واختصاصهم في شتّى مجالات العمل البشري. ليتوصلوا معهم إلى معرفة علامات الأزمنة. وإذ يمتحنون الأرواح (54) اذا كانت من الله، فليكتشفوا ويميّزوا عطايا الله العديدة للعلمانيين، الوضيعة منها والعالية، بروح ايمان، وليتحققّوها بفرح وليعزّزوها بنشاط. فبين عطايا الله التي توجد بغزارة في المؤمنين، إنها لجديرة بعناية فريدة تلك التي يجذب الله بواسطتها عدداً كبيراً منهم إلى قمم الحياة الروحية. فعلى الكهنة أن يكلّفوا العلمانيين ببعض الوظائف لخدمة الكنيسة واثقين بهم، وتاركين لهم حريّة العمل في مجالاته الواسعة، وداعينهم ايضاً في الوقت المناسب إلى أن يباشروا أعمالهم طوعاً (55). وقصارى القول، قد وُضع الكهنة بين العلمانيين كي يقودوهم إلى الوحدة في المحبة “محبين بعضكم بعضاً حباً أخوياً، مبادرين بعضكم بعضاً بالإكرام” (روم 12 / 10). فمن واجبهم إذاً، أن يوفقوا بين العقول المختلفة، كي لا يشعر أحد في جماعة المؤمنين بأنه غريب. فإنهم حماة الخير الشامل الذي بإسم الأسقف يولونه عنايتهم، وهم أيضاً شهود أشداء للحقيقة، لكي لا يذهب المؤمنون إلى كل ريح تعليم (56). وعليهم أن يحيطوا بعناية خاصة من ابتعدوا عن ممارسة الأسرار أو الذين تركوا الإيمان، فلا يتأخرون عن زيارتهم كرعاة صالحين. وإذا ما إنتبهوا إلى تعاليم الكنيسة عن وحدة المسيحيين، فلن ينسوا إخوة لا يتمتعون معنا بتمام الشركة الكنسية. وليعتبروا (57) إنهم مكلفون بكل الذين لا يعرفون المسيح مخلصاً لهم. أما المؤمنون فعليهم أن يعوا أنهم مدينون لكهنتهم. ولهذا فليحيطوهم بمحبة بنوية بصفتهم رعاةً لهم وآباءً. وليشاركوهم أيضاً همومهم وليساعدوهم بصلواتهم وأعمالهم، قدر المستطاع، كي ينتصروا على صعوباتهم بصورة أنجع، ويأتوا بثمار غزيرة في تتميم وظيفتهم (58).
ثالثاً: توزيع الكهنة والدعوات الكهنوتية
توزيع الكهنة
10– إن العطية الروحية التي يتقبلها الكهنة برسامتهم تهيؤهم لا لرسالةٍ محدودةٍ وضيقةٍ، ولكن لرسالةِ الخلاص الشاملة الواسعة “إلى أقصى الأرض” (أع 1 / 8)، إذ إن كل خدمة كهنوتية تشترك في سعة وشمول الرسالة التي كلف بها المسيح الرسل. فكهنوت المسيح الذي فيه يشترك الكهنة حقاً، يتناول بحكم الضرورة شعوب الأرض قاطبةً في جميع الأزمنة، ولا ينكمش في حدود الدم أو الوطن أو العمر كما يتمثل ذلك بطريقة سرية في شخص ملكيصادق (59). فليتذكر الكهنة إذاً أن من واجبهم أن يهتموا بجميع الكنائس. ولهذا فعلى كهنة الأبرشيات الثرية بغزارة الدعوات، أن يكونوا مستعدين عن رضى، بسماحٍ من أسقفهم أو بهديه، ليتمموا خدمتهم في المناطق، وفي الرسالات وفي الأعمال التي تعاني نقصاً في عدد الكهنة. فليُنظَر إذاً في قواعد الإعفاء من التقيد بالأبرشية أو الالتحاق بها، لتتجاوب بصورة أنجح مع حاجات العصر الراعوية، شرط أن يحافظ على ثبات هذه المؤسسة العريقة. فإذا ما إقتضت ذلك أسباب الرسالة، فليسهّل لا توزيع الكهنة الملائم فقط، ولكن أيضاًَ الأعمال الراعوية الخصوصيّة حسب مختلف الهيئات الإجتماعية على مستوى المنطقة او البلد أو بقعة من الأرض. وللتوّصل إلى هذا الهدف، قد يكون من المفيد أن تؤسَّس مدارس عالية دولية، وأبرشيات خاصّة أو حبريات شخصيّة وغيرها من المؤسسات، يتعلّق بها الكهنة أو ينتمون اليها لخير الكنيسة الشامل، حسب طرق يجب أن تقرر وتتعلق بكل عمل السلطات الأسقفية المستمرّ وباحترامها.
ومع هذا فلا يُرسل كاهن وحده، قدر المستطاع، إلى منطقة جديدة، إذا كان يجهل بعد لغتها وعاداتها، ولكن فليرسلوا، على غرار تلاميذ المسيح (60) أقلّ ما يكون اثنين أو ثلاثة، كي يساعد بعضهم بعضاً. وفي الوقت عينه يحسن أن يعتنى بحياتهم الروحية وبصحتهم العقلية والجسدية أيضاً. ولتهيأ، قدر المستطاع، أماكن عملهم وشروطه حسب إمكاناتهم الشخصية. وإنه لمن الأهمية بمكان أن كلّ من يقصد شعباً جديداً ليس عليه أن يعرف لغة تلك المنطقة معرفة كافية فحسب، بل العقلية النفسانيّة والاجتماعية الخاصة بالشعب الذي يريدون خدمته أحسن خدمة بتواضع، مشتركين معه كي يقتفوا مثل بولس الرسول الذي استطاع أن يقول عن نفسه “لأني كنت حراً من الجميع، عبّدت نفسي للجميع لأربح الأكثرين. فصرت لليهود كيهودي لأربح اليهود…” (1كو 9 / 19-20).
اهتمام الكهنة بالدعوات الاكليريكية
11– إن راعي نفوسنا وأسقفها (61)، قد أسّس كنيسته كي يكون لهذا الشعب الذي اختاره وافتداه بدمه (62) كهنته دائماً وحتى منتهى الدهر. فلن يكون المسيحيّون خرافاً بدون راع (63). والرسل، وهم يعلمون ما هي إرادة المسيح، فكّروا بهدي الروح القدس أن من واجبهم أن يختاروا خدّاماً “أهلاً لأن يعلّموا الآخرين” (2 تيم 2 / 2). هذه الوظيفة تتعلق طبعاً بالرسالة الكهنوتية عينها، التي بها يشترك الكاهن في العناية بالكنيسة جمعاء، كي لا ينقطع العمّال أبداً عن هذه الأرض في شعب الله. وبما أن لرُبّان المركب وللمسافرين معه المصير ذاته (64)، فيجب أن يعلَم الشعب المسيحي بأجمعه، أن من واجبه التعاضد في ذلك على أوجه عديدة، إن بصلاته المستمرة أو بوسائل غيرها تحضره (65)، كي يكون للكنيسة دوماً أولئك الكهنة الذين تحتاجهم لتتميم رسالتها الإلهية. وليَعنَ الكهنة، بقوّة وبادئ ذي بدء، بخدمة الكلمة وبالشهادة بحياتهم الشخصية، التي يظهر منها علانيةً روح الخدمة والفرح الحقيقي الفصحي، واضعين أمام أعينهم عظمة الكهنوت وضرورته للمؤمنين. وعليهم أن يهيئوا الشبّان أو البالغين الذين يرونهم بفطنتهم أهلاً لخدمة عالية كهذه، مضحّين بكلّ شيء وبرفاهيتهم في سبيل مساعدتهم لكي يتهيأوا. وبالتالي يستطيع الأسقف يوماً ان يدعوهم محترماً حريتهم الكاملة الخارجية والداخليّة. وللوصول إلى هذا الهدف فان الرشاد الروحي، الجدّي والفطن، لمن الفائدة العظيمة بمكان. وعلى الأهل والمعلّمين وعلى كلّ من تهمّهم بصورة من الصور تربية الأولاد والشبان، أن يربّوهم كي يفهموا عناية الرب برعيته، ويقدّروا حاجات الكنيسة، ويتأهبّوا للجواب بسخاء على دعوة الرب القائل بالنبي “هاءنذا فأرسلني” (اش 6 / 8). إنما لا يجب أبداً ان ينتظروا صوت الله ودعوته وكأنهما يصلان إلى أذن كاهن المستقبل بصورة غريبة. فعليهم أن يفهموا ذلك الصوت بصورةٍ فضلى، وأن يميّزوه من العلامات التي بها تظهر كلّ يوم إرادة الله للمسيحيين ذوي الفطنة. على الكهنة أن يقدروا هذه العلامات بانتباه (66).
إن أعمال الدعوات في الأبرشية أو في الوطن (67)، توكل بقوة إلى الكهنة. ففي الوعظ أو في التعليم المسيحي أو في المجلات الدوريّة، فلتعرض بإسهاب حاجات الكنيسة المحليّة أو الشاملة، وليوضع في وضوح كامل معنى الخدمة الكهنوتية وعظمتها التي تشترك فيها الأفراح الكبيرة مع الأعباء والتي فيها يستطيع الانسان خاصة، كما يعلّم الآباء، أن يشهد الشهادة العظمى للمحبة (68).
الفصل الثالث: حياة الكهنة
أولاً: دعوة الكهنة إلى الكمال
دعوة الكهنة إلى القداسة
12– إن الكهنة هم خدّام المسيح رأس الكنيسة، يعملون على بناء وتشييد جسده الذي هو الكنيسة ذاتها، وذلك كمساعدين للهيئة الأسقفية. فبسرّ الكهنوت تنطبع فيهم صورة المسيح الكاهن. لقد قبلوا بتكريس العماد، كسائر المسيحيين، موهبة النعمة وعلامتها والدعوة العظيمة هذه، كي يستطيعوا، مع ضعفهم البشري (1)، الوصول إلى الكمال الذي يجب عليهم نيله، حسب كلام الرب القائل “كونوا كاملين كما أنّ أباكم السماوي كامل هو” (متى 5 / 48). فعلى الكهنة ان يحصّلوا بصورة خاصّة هذا الكمال، وقد صاروا آلات حيّة للمسيح الكاهن الأزلي بتكريسهم الجديد لله بسرّ الكهنوت. فيستطيعون أن يتمّموا عبر الزمن (2) عمل المسيح الفريد الذي، بفاعلية فائقة، جدّد الجماعة البشرية كلّها. وبما أن كلّ كاهن يقوم مقام المسيح على طريقته الخاصة، فإنه يمنح نعمة فريدة لكي بخدمة الجماعة الموكل اليه أمرها، وبخدمة شعب الله كلّه، يتوصّل، بصورة أنجح، إلى اكتساب كمال ذلك الذي يمثل، ولكي تداوي ضعف جسدنا البشري قداسة من صار الحبر “القدوس، البريء، الزكي، المنزّه عن الخطأة” (عب 7 / 26).
فالمسيح الذي قدّسه أي كرّسه الآب وأرسله إلى العالم (3)، “بذل نفسه لأجلنا ليفتدينا من كلّ اثم ويطهر لنفسه شعباً خاصاً غيوراً على الأعمال الصالحة” (تيطس 2 / 14)، وهكذا دخل في مجده بعد ان تحمّل الآلام (4). وعلى غراره، يجب على الكهنة الذين كرّستهم مسحة الروح القدس وأرسلهم المسيح، أن يميتوا فيهم أعمال الجسد وينذروا أنفسهم بكاملها لخدمة البشر، فيستطيعون بالقداسة التي وهبهم ايّاها المسيح أن يقتربوا من الإنسان الكامل (5). لهذا ، وإذ هم يمارسون خدمة الروح والبرّ (6)، فإنهم يتثبتون في الحياة الروحية شرط أن يظلّوا طيّعين لروح المسيح الذي يقتادهم ويحييهم. فما يوجّه حياتهم نحو الكمال هو تلك الأعمال الطقسيّة اليوميّة وخدمتهم الكاملة التي يمارسونها مع الأسقف والكهنة. فقداسة الكهنة هذه لهي من المقدرة بأن تجعل الخدمة التي يقومون بها بالذات أوفر ثماراً. ومع أن نعمة الله تستطيع أن تتمّ عمل الخلاص أيضاً بواسطة خدّام غير مستحقين، فالله يؤثر عادة أن يُظهر عجائبه بأولئك الذين يتوصّلون، بخضوعهم لإلهام الروح القدس ولقيادته، إلى القول مع الرسول، وقد اتحدوا بالمسيح اتحاداً عميقاً وقدّسوا حياتهم : “أنا حي، لا أنا بل إنما المسيح حيّ فيّ” (غلا 3 / 20). ولذا فان المجمع المقدّس، توصّلاً إلى أهدافه الرعائية في تجديد الكنيسة الباطني، ونشر الانجيل في العالم كلّه، والحوار أيضاً مع عالم اليوم، يحضّ جميع الكهنة بالحاح على أن يُقبِلوا، باستعمالهم الوسائل الملائمة التي توصي بها الكنيسة (7)، على تلك القداسة المتكاملة التي تجعلهم أدوات تتزايد أهليتها يوماً بعد يوم في خدمة شعب الله بأجمعه.
الوظيفة الكهنوتية المثلثة تقتضي القداسة وتحبّذها
13– يبلغ الكهنة القداسة بالقيام بواجبهم بروح المسيح بصدق واجتهاد. وكخدّام لكلمة الله يقرأون كل يوم ويسمعون كلامه الذي عليهم أن يعلّموه للغير، وإذا ما اجتهدوا لقبوله أيضاً في أنفسهم، غدوا للربّ تلامذةً أكثر كمالاً يوماً بعد يوم، حسب كلام بولس الرسول إلى تيموتاوس : “تأمّل في ذلك وكن عليه عاكفاً ليكون ترقيّك واضحاً للجميع. لاحظ نفسك والتعليم واستمرّ على ذلك فانك اذا فعلته تخلّص نفسك والذين يسمعونك” ( تيم 4 / 15-16). وبينما يفتشون عن الوسيلة الانجح لايصال ما تأمّلوه إلى الغير (8)، فإنهم يتذوّقون بعمق زائد “غنى المسيح الذي لا يستقصى” (أف 3 / 8) وحكمة الله المتنوّعة (9). وإذا فهموا أن الرب هو الذي يفتح القلوب (10) وأن القداسة تنبع من قدرته لا منهم (11)، فانهم بقيامهم بالوعظ يتوصّلون إلى أن يتحدوا اتحاداً وثيقاً بالمسيح المعلّم وينقادون للروح القدس. فإذا ما اتحدوا هكذا بالمسيح فإنهم يشتركون في محبة الله التي ظهر سرّها في يسوع، ذلك السرّ الذي كان خفياّ منذ الدهور (12).
يقوم الكهنة كخدّام المقدَّسات، ولا سيّما في القدّاس، مقام المسيح الذي قدّم نفسه ذبيحة لتقديس البشر، ولهذا فهم مدعوّون إلى ان يقتدوا بما تلمس ايديهم. فإن هم احتفلوا بسرّ موت الربّ، عملوا على إبعاد أعضائهم عن الشهوات والرذائل (13). ففي سرّ ذبيحة الافخارستيا، الذي فيه يتمّمون مهمّتهم العليا، يتم عمل خلاصنا باستمرار (14)، ولذا يوصي المجمع المقدّس بقوّة، أن يحتفل بالذبيحة كلّ يوم إذ هي عمل المسيح والكنيسة (15)، وإن لم يكن باستطاعة المؤمنين أن يحضورها. وبما أن الكهنة يتّحدون بعمل المسيح الكاهن فانّهم يتقدّمون بكاملهم لله كلّ يوم، وبما أنهم يتغذون من جسد المسيح فانهم يشاركون في أعماقهم محبة ذلك الذي يقدّم نفسه قوتاً للمؤمنين. وكذلك في خدمة الأسرار فإن الكهنة يتحدون بنية المسيح ومحبته، وهذا ما يقومون به بصورة خاصة عندما يكونون دوماً وبكليتهم متأهبين لخدمة سرّ التوبة، كلما طلب المؤمنون ذلك السرّ بصورة معقولة. وفي تلاوة الفرض الإلهي فإنهم يعيرون صوتهم للكنيسة التي تستمر في الصلاة بإسم الجنس البشري كله، مع المسيح الذي “هو حي كل حين ليشفع فينا” (عب 7 / 25). وإذ يسوس الكهنة شعب الله ويرعونه، يدفعهم محبة الراعي الصالح لكي يبذلوا ذاتهم فداءً عن خرافهم (16)، ويتهيأون أيضاً للذبيحة الكبرى مقتفين في ذلك مثل الكهنة الذين في أيامنا الحاضرة لم يترددوا في بذل حياتهم؛ وبما أنهم يهذبون الإيمان ولهم “ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم المسيح” (عب 10 / 19) “يتقربون إلى الله بقلبٍ صادق وإيمانٍ كامل” (عب 10 / 22) ويبنون رجاءً ثابتاً (17) للمؤمنين كي يستطيعون تعزية من هم في ضيق بواسطة التعزية الذي به عزّاهم بها الله (18)؛ وفي قيادة جماعة المؤمنين فإنهم يعيشون حياة راعي النفوس التقشفية مضحّين بمصالحهم الشخصية، ولا يفتشون عما يعود إليهم بالنفع بل عما هو لخير الكثيرين كي يخلصوا (19)، ويتقدمون دوماً في تتميم العمل الرعائي بكمال أعظم، متأهبين حيثما تدعو الحاجة لشقّ طرقات راعوية جديدة، يوجههم روح المحبة الذي يهب حيث يشاء (20).
وحدة حياة الكهنة وتناغمها
14– في عالم اليوم، عالم تكاثرت فيه المهام التي على الإنسان أن يُجابهها وإختلفت المشاكل التي تقض مضجعه والتي عليه أن يجد لها حلاً عاجلاً، غالباً ما يكون الإنسان في حيرة من جراء تضعضعه في مختلف هذه الأمور. ولا يستطيع الكهنة، وقد إنغمسوا في واجبات مهمتهم العديدة التي تتنازعهم، أن يُفتّشوا بدون قلق، كيف يقدرون أن يوفقوا بين مقتضيات عملهم الخارجي وحياتهم الداخلية. فلا يستطيع أن يؤلف وحدة الحياة هذه تنظيم أعمال المهمة الخارجي الصرف، ولا القيام بالأعمال التقوية فقط، مع أنها تساعد جداً على تعزيزها. فأولئك الكهنة الذين في تتميم واجباتهم يقتفون مثل المسيح الربّ، الذي كان طعامه أن يصنع إرادة من أرسله ليكمل عمله (21)، هم وحدهم يستطيعون أن يبنوها. وفي الحقيقة فإن المسيح يعمل بواسطة خدامه، ليتمم في العالم إرادة الرب تلك، بواسطة الكنيسة وبصورة مستمرة. ولهذا فإنه يظل المبدأ والينبوع لوحدة حياتهم. والكهنة إذاً يحققون وحدة حياتهم بإتحادهم بالمسيح، في معرفة إرادة الآب وفي تقدمة ذواتهم عن القطيع المكلفين به (22). فإنهم إذ يقومون هكذا بدور الراعي الصالح، يجدون في عمل المحبة الراعوية نفسها رباط الكمال الكهنوتي يوحد حياتهم وعملهم. وهذه المحبة الراعوية (23) تفيض على الأخص من الذبيحة القربانية التي هي محور حياة الكاهن كلها وأصلها. فما يتمّم على هيكل الذبيحة يعمل الروح الكهنوتي على تطبيقه على نفسه. ولا يمكن الوصول إلى هذا ما لم يدخل الكهنة بالصلاة المتواصلة إلى أعماق سر المسيح. ولكي يتوصل الكهنة أيضاً إلى التأكد من وحدة حياتهم بصورة واقعية، عليهم أن ينظروا إلى أعمالهم ويختبروا ما مشيئة الله (24) وما مطابقة تلك الأعمال مع قواعد رسالة الكنيسة المستمدة من الإنجيل. فالأمانة للمسيح لا يمكن فصلها عن الأمانة لكنيسته. فالمحبة الراعوية إذاً تتطلب من الكهنة ألا يسعوا باطلاً (25)، وأن يعملوا دائماً برباط الوحدة مع الأساقفة ومع إخوتهم الكهنة. وإذا ما عملوا هكذا فإنهم يجدون وحدة حياتهم في وحدة رسالة الكنيسة، ويتحدون إذاك بسيدهم وبه بالآب في الروح القدس، كي يمتلئوا تعزية ويفيضوا فرحاً (26).
ثانياً: مقتضيات روحية خصوصية في حياة الكاهن
التواضع والطاعة
15– من الفضائل التي تتطلبها الخدمة الكهنوتية بصورة خصوصية، يجب أن نذكر ذلك الإستعداد الداخلي الذي به يتهيأ الكهنة مفتشين لا عن إرادتهم الاتية بل عن إرادة لك الذي أرسلهم (27). فالعمل الإلهي الذي دعاهم الروح القدس إلى تتميمه (28) يعلوا كل القوى البشرية والحكمة الإنسانية، “فلقد إختار الله الضعيف من العالم ليُخزي القوي” (1 كو1 / 27). ولذا خادم المسيح الحقيقي، وهويعي ضعفه، يعمل بتواضع ويختبر ما يُرضي الله (29)، وكأني به مأسور بالروح (30)، ينقاد دوماً إلى إرادة ذلك الذي أراد أن يخلص البشر أجمعين. وبإستطاعة الكاهن أن يكشف ويحقق تلك الإرادة في ظروف حياته اليومية، ويخدم بتواضع جميع الذين أوكل الله أمرهم إليه في الوظيفة التي أعطيت له وفي أحداث حياته المتعددة. والخدمة الكهنوتية – وهي خدمة الكنيسة عينها – لا يمكن إتمامها إلا في الإتحاد التسلسلي في الجسد السري كله. فالمحبة الراعوية إذ تحث الكهنة على أن ينذروا في إتحادهم هذا إرادتهم بالذات طائعة في خدمة الله وخدمة إخوتهم، قابلين بروح الإيمان ومتممين ما يأمرهم أو يوصيهم به الحبر الأعظم والأسقف الخاص وغيرهما من الرؤساء، مقدمين أنفسهم ومنفقينها (31) في كل مهمة يُكلَّفون بها مهما كانت وضيعة وبسيطة. وبهذا يحفظون الوحدة الضرورية ويوطدونها مع إخوتهم في الخدمة، وخاصة مع من أقامهم الله ليدبروا كنيسته بصورة مرئية، وليعملوا لبنيان جسد المسيح الذي ينمو “بكل المفاصل المتعاونة” (32). وهذه الطاعة التي تقود إلى إختمار حرية أبناء الله المتزايد، تتطلب بطبيعتها أن يفتشوا في تتميم وظيفتهم، مدفوعين بالمحبة، عن طرق جديدة لخير الكنيسة الأكبر، فيعرضون بثقة مبادراتهم ويطلعون بإستمرار على حاجات الشعب المكلفين به، خاضعين دوماً لأحكام من لهم الشأن الأول في سياسة كنيسة الله. بهذا التواضع وبهذه الطاعة الإرادية والمسؤولة يتشبه الكهنة بالمسيح متحسسين ما في المسيح يسوع الذي “أخلى ذاته آخذاً صورة عبد وصار يطيع حتى الموت، موت الصليب” (فيل 2 / 3-8). وبطاعته هذه إنتصر على عصيان آدم وخلصه، حسب شهادة الرسول “بمعصية إنسانٍ واحد جُعل الكثيرون خطأة كذلك بطاعة واحد يُجعل الكثيرون أبراراً” ( روم 5 / 19).
إختيار العفة وإعتبارها عطيّة
16– إن العفة الكاملة والمستمرة من أجل ملكوت السماوات التي أوصى بها السيد المسيح (33)، قد حافظ عليها على ممرّ الأجيال وفي أيامنا الحاضرة أيضاً، عدد غير يسير من المسيحين، فعاشوا بصورةٍ تستحق المديح، وقبلوها بطيبة خاطر. ولقد نظرت إليها الكنيسة دوماً وخاصة في الحياة الكهنوتية، نظرة إعتبارٍ فائق. فهي في الوقت عينه علامة المحبة الراعوية والدافع إليها، والمصدر الفريد للخصب الروحي في العالم (34)، فإنها ليست من صلب الكهنوت بحد ذاتها، وهذا ما يبدو في حياة كنيسة الأجيال الأولى (35)، وفي تقاليد الكنائس الشرقية، حيث نجد كهنة متزوجين لهم أجر عظيم، بالإضافة إلى الذين إختاروا مع جميع الأساقفة، وبموهبة النعمة، حياة البتولية. وإذ يوصي المجمع المقدس ببتولية الكهنة، فإنه لا ينوي تغيير مثل هذه الأنظمة، التي نجدها حية شرعاً في الكنائس الشرقية. وإنه يحث كل الذين قبلوا الكهنوت إذ هم متزوجون على أن يثابروا في دعوتهم المقدسة وعلى أن يستمروا في تقديم حياتهم كاملة كريمة للقطيع المكلفين به (36). أما التبتل فإنه يتلاءم والكهنوت بأشكالٍ عديدة، إذ أن رسالة الكاهن الكاملة تُكرس كلياً لخدمة البشرية الجديدة، التي يبعثها في العالم المسيح المنتصر على الموت، بواسطة روحه القدوس، والتي تنبع “لا من دم ومن إرادة لحم ولا من إرادة بشر ولكن من الله” (يو 1 / 13). فالكهنة يكرسون أنفسهم بصورة جديدة وسامية إذ يحفظون البتولية أو العزوبية من أجل ملكوت السماوات (37)، فيسهل عليهم أن يلتحقوا بالمسيح بقلبٍ غير متجزئ (38)، ويتكرسون في المسيح وبه، بمزيد من الحرية، لخدمة الله والبشر، ويتأهبون لخدمة ملكوته ويجددون الناس تجديداً روحانياً، فُيصبحون هكذا مؤهلين لأن تصير أبوتهم بالمسيح واسعة الآفاق. وعلى هذا المنوال يعلنون أمام البشر، أنهم يريدون تكريس أنفسهم بصورةٍ غير مجزأة للخدمة المعطاة لهم، أي ليخطبوا المؤمنين إلى رجلٍ واحد، ويقدموهم للمسيح بكراً عفيفة (39). وهكذا يذكِّرون بالزواج السري الذي وضعه الله والذي سيتجلى ملياً يوماً ما، به تخطب الكنيسة خطيباً واحداً وهو المسيح (40). ويصيرون بالإضافة إلى ذلك علامةً حيةً للعالم الآتي، الحاضر اليوم بالإيمان والمحبة، حيث أبناء القيامة لا يزوّجون ولا يتزوجون (41). ولهذه الأسباب المتأصلة في سر المسيح وفي رسالته، أن البتولية التي كان يوصى بها أولاً للكهنة، فُرضت بعد ذلك شرعاً في الكنيسة اللاتينية على كل من يتقدم إلى سر الكهنوت المقدس. وإن هذا المجمع المقدس ليصدق مجدداً هذا التشريع ويثبته لكل من يتأهب لقبول الكهنوت، وله الثقة بالروح بأن الله الآب يمنح بسخاء عطية البتولية التي تتلاءم وكهنوت العهد الجديد شرط أن تطلبها بتواضع وإلحاح الكنيسة جمعاء والذين يشتركون بسر الكهنوت في كهنوت المسيح. وإن هذا المجمع المقدس ليحث كل الكهنة الذين وثقوا بنعمة الله وقبلوا البتولية بحرية حسب مثل المسيح، على أن يتمسكوا بها بسخاء الروح والقلب، وأن يثبتوا على هذه الحال بأمانة، وأن يتعرفوا إلى تلك العطية التي أعطاها الآب والتي عظمها الرب بوضوحٍ تام (42)، وأن يجعلوا نصب أعينهم الأسرار الكبيرة التي ترمز إليها البتولية وتتكمل فيها. وبقدر ما يقول العدد الكبير من البشر أن العفة الكاملة غير ممكنة في عالمنا الحاضر، على الكهنة أن يطلبوا مع الكنيسة نعمة الأمانة بتواضع متزايد وبإستمرار متصاعد، وهي لا تُرفض لمن يطلبها، وأن يستعملوا كل الوسائل الطبيعية والفائقة الطبيعة، التي هي في متناول الجميع، وألا يبتعدوا عن إتباع القوانين الروحية، وخاصة تلك التي إختبرتها الكنيسة والتي يحتاج إليها عالمنا اليوم. وإن هذا المجمع المقدس يطلب لا من الكهنة فقط ولكن من جميع المؤمنين أيضاً، أن يقدروا عطية البتولية القيمة هذه، وأن يبتهلوا إلى الله كي يُدفق بغزارة دائمة هذه العطية على كنيسته.
موقف الكهنة من العالم والخيرات الأرضية – الفقر الإختياري
17– يستطيع الكهنة، بحياتهم الأخوية وبالصداقة في ما بينهم ومع سائر الناس، أن يحترموا القيم الإنسانية ويقدروا الخيرات كعطايا الله. بينا هم في العالم، فليعلموا دائماً أنهم ليسوا من العالم، حسب كلمة الرب معلمنا (43)، يستعملون العالم وكأنهم لا يستعملونه (44)، فيصِلون إلى تلك الحرية التي تحررهم من كل إهتمام فوضوي، ويتهيأون لسماع الصوت الإلهي في حياتهم اليومية. ومن هذه الحرية وهذه الطاعة، ينبثق ذلك التمييز الروحي الذي تتميز به الصلة الصادقة مع العالم والخيرات الأرضية. وإن هذه الطاعة لهي ذات قيمة للكهنة، لأن رسالة الكنيسة تتم في العالم، ولأن الخيرات ضرورية جداً لتقدّم الإنسان الشخصي. فليشكروا للآب السماوي ما أعطاهم ليحيوا حياة لائقة وعليهم أن يميزوا بنور الإيمان كل ما يعرض لهم لكي يستعملوا الخيرات إستعمالاً صحيحاً، حسب الإرادة الإلهية، وينبذوا كل ما من شأنه أن يحول دون رسالتهم. على الكهنة أن يستعملوا الخيرات الزمنية، فقط للغايات التي يسمح باستعمالها حسب تعليم السيد المسيح وأوامر الكنيسة، لأن “الرب هو نصيبهم وميراثهم” (عدد 18 / 20). أما الخيرات الكنسية بالمعنى الحصري فعليهم أيضاً أن يتدبروها حسب طبيعتها، أي حسب القوانين الكنسية، طالبين إلى خبراء علمانيين أن يساعدوهم في ذلك، وأن يستعملوها للأهداف التي من أجلها تسمح الكنيسة بإقتناء الخيرات الزمنية، أي لتنظيم الطقوس الإلهية، ولتأمين العيش اللائق للكهنة، وأيضاً لأعمال الرسالة المقدسة والمحبة، خاصة نحو المعوزين (45). على الكهنة والأساقفة أن يستعملوا الأموال التي يحصلونها بقيامهم بأعمال وظيفة كنسية – مع المحافظة على التشريع الخاص (46) – لمعيشةٍ كريمةٍ ولتتميم أعمال وظيفتهم. وما تبقى فليستعملوه لخير الكنيسة وأعمال الرحمة. ولذا فلا يُسخِّروا وظيفتهم الكنسية للربح، ولا يستعملوا ما ربحوه من وظيفتهم لتوسيع ميراثهم (47) الخاص. ولهذا فعلى الكهنة ألا يستعبدوا قلوبهم للثروات (48)، وأن يتحاشوا الجشع ويمتنعوا بدقةٍ عن كل ما له شكل البيع والشراء. وإنهم لمدعوون إلى إعتناق الفقر الإختياري، به يتشبهون بصورةٍ أوضح بالمسيح ويسعون السعي الحثيث للخدمة المقدسة. فالمسيح، محبة ً لنا، صار فقيراً وهو الغنيّ، لنصير أغنياء بفقره (49). والرسل بدورهم شهدوا بمثلهم، على أن ما أخذوه مجاناً من عطايا الله، عليهم أن يعطوه (50) مجاناً. وقد تعلموا أن يعيشوا في الرغد وأن يتحملوا القلة (51). إنما هناك مشاركة في إستعمال خيرات الأرض، على صورة الشركة في الخيرات التي تتباهى بها الكنيسة في تاريخ أجيالها الأولى (52). وهذه المشاركة تمهد الطريق للمحبة الراعوية، بها يستطيع الكهنة أن يعيشوا، بصورةٍ يُشكرون عليها، روح الفقر الذي نصح به المسيح. على الكهنة والأساقفة، وهم منقادون بروح الرب الذي مسح المخلص وأرسله لتبشير الفقراء (53)، أن يتحاشوا كل ما بإمكانه أن يُبعد الفقراء بأية صورةٍ كانت، وأن يرذلوا، أكثر من سائر تلاميذ المسيح، كل أشكال الزهو الدنيوي في أمورهم. عليهم أن يرتبوا بيوتهم بصورةٍ لا يبتعد عنها أحد، ولا يخاف أحد من التردد إليها حتى الوضيع من الناس.
وسائل لإنماء الحياة الروحية
18– لكي يستطيع الكهنة تعزيز إتحادهم بالمسيح في ظروف حياتهم كلها، لهم، بالإضافة إلى القيام الواعي بخدمتهم الكهنوتية، الوسائل العادية والخصوصية، القديمة والحديثة، التي لم يكف أبداً الروح القدس عن إثارتها في شعب الله، والتي توصي بها الكنيسة لتقديس أعضائها وتأمر مراراً بإستعمالها (54). تعلو كل الإسعافات الروحية تلك الأعمال التي بها يتغذى المؤمنون من كلمة الله (55)، على مائدة الكتاب المقدس وعلى مائدة القربان. ولا أحد يجهل ما لترددهم إلى هذا القوت من قيمة تقديس نفوس الكهنة. إن خدّام نعمة الأسرار يتحدون بقوة بالمسيح المخلص والراعي بقبولهم الأسرار قبولاً مثمراً، ولا سيما بقبول سر التوبة بتواتر، ذلك السر الذي يهيَّأ بمحاسبة النفس اليومية، ويعزز بقوة الرجوع اللازم إلى محبة أبي المراحم. فإذا ما تغذوا من قراءة الكتاب المقدس على نور الإيمان، إستطاعوا التفتيش اليقظ عن علامات الإرادة الإلهية وعن الإندفاع الذي تُعطيه نعمته في أحداث الحياة المتنوعة، وتجعلهم يوماً بعد يوم أكثر إستعداداً للقيام بالرسالة التي إستلموها من الروح القدس. وإنهم يجدون دائماً مثل تلك الطاعة العجيبة في الطوباوية مريم العذراء، التي قدمت نفسها بكاملها لسر خلاص البشر (56) بإلهام الروح القدس. فعلى الكهنة أن يقدموا لها الإكرام والعاطفة البنوية اللائقة بأمّ الكاهن الأعظم الأزلي وبسلطانة الرسل وبمساعدة خدمتهم الكهنوتية. ولكي يتمموا هذه الخدمة بأمانة، فليحبذوا المناجاة اليومية مع السيد المسيح في زيارة وعبادة القربان المقدس الشخصية؛ وليتحرروا للخلوة الروحية بطيبة خاطر، وليقدروا تماماً الإسترشاد الروحي. وليفتش الكهنة بمختلف الوسائل وخاصة بالصلاة العقلية التي قبلت بها الكنيسة وبأشكال الصلوات التي يختارونها بحرية، ويطلبوا إلى الله بإلحاح روح العبادة الحقيقية الذي به يتحدون إتحاداً عميقاً برفقة الشعب الموكول إليهم أمره، بالمسيح وسيط العهد الجديد، فيستطيعون اذاك أن ينادوا كأبناء التبني: “أبّا، أيها الآب” (روم 8 / 15).
الدروس والعلوم الراعوية
19– يحث الأسقف الكهنة، وقت رسامتهم على أن يكونوا “ناضجين في العلم” وعلى أن يكون تعليمهم “الدواء الروحاني لشعب الله” (57)، فالعلم عند الخادم المكرس، يجب أن يكون مقدساً، لأنه ينبع من ينبوعٍ مقدس ويهدف إلى غاية مقدسة. ولذا فإنه يستقيه قبل كل شيء من قراءة الكتاب المقدس والتأمل فيه (58). ويجده أيضاً غذاءً نافعاً في درس الآباء القديسين ومعلمي الكنيسة وغيرهم من مصادر التقليد. علاوة على ذلك، لكي تكون الأجوبة وافية للمشاكل التي يثيرها الناس اليوم، على الكهنة أن يعرفوا وثائق التعليم الكنسي، خاصة وثائق المجامع والأحبار الرومانيين وأن يستشيروا أفضل اللاهوتيين الذين يشهد لهم بالعلم. وبما أن الثقافة الإنسانية والعلوم المقدسة تتقدم في أيامنا بخطى متجددة، فعلى الكهنة أن يتقنوا علومهم عن الإلهيات والإنسانيات بدون إنقطاع وبصورة مؤاتية، فيتهيأون لحوارٍ جدي مع معاصريهم. ولكي ينكب الكهنة بسهولة على الدروس، ويتعلموا بصورةٍ مفيدة طرق التبشير والرسالة المجدية، فليعطَوا بكل إهتمام الوسائل التي يحتاجون إليها: من تهيئة حلقات ومؤتمرات وفقاً للظروف المحلية، وتأسيس مراكز للدروس الراعوية، وإنشاء مكتبات والعهد إلى رجال أكفاء بتنظيم الدروس وإدارتها. وليفتش الأساقفة أيضاً أفراداً وجماعات، عن الطريقة الأنجح كي يستطيع كهنتهم في الأوقات المعينة خاصة بضع سنوات بعد رسامتهم الكهنوتية (59)، من حضور الدروس التي تكون لهم الظرف المؤاتي للاطلاع على الطرق الرعائية الكاملة، وعلى العلوم اللاهوتية ولتقوية الحياة الروحية ولتبادل الإختبارات الرسولية مع إخوتهم الكهنة (60). بهذه الوسائل المؤتية أو بغيرها، فليساعَد الكهنة الجدد مساعدة خاصة لا سيما الذين يكلفون بعمل راعوي جديد، وأولئك الذين يرسَلون إلى أبرشية جديدة أو بلد جديد. وأخيراً فليسهر الأساقفة على أن ينكب بعض الكهنة بصورة خاصة، على تحصيل العلوم الإلهية، كي لا ينقص عدد المعلمين الكفوء لتربية الأكليروس، لكي يساعد سائر الكهنة والمؤمنين في تحصيل العقيدة الضروري، ولكي يعزز في العلوم المقدسة ذلك التقدم السليم الذي تحتاج إليه الكنيسة بصورة ملحة.
الأجر العدل للكهنة
20– إن الكهنة، بينما يقدمون ذواتهم لخدمة الله في الوظيفة الموكولة إليهم، لأهل أن يتقاضوا أجرة عادلة، لأن “العامل يستحق أجرته” (لو 10 / 7) (61)، ولأن “الرب رتب أن الذين يبشرون بالإنجيل يعيشون من الإنجيل” (1 كور 9 / 14). ولهذا، حيث لم تدبر أجرة الكهنة العادلة بطريقة ما، على المؤمنين وخاصة الذين يصرف الكهنة في سبيلهم حياتهم وأعمالهم، أن يهتموا بإعطائهم الوسائل ليعيشوا حياة كريمة ولائقة. وعلى الأساقفة أن ينبهوا المؤمنين عل واجبهم هذا، وأن يسهروا كل في أبرشيته أو، بطريقة أنجع، أكثرهم معاً في منطقة ما تخصهم، كي يسنوا القوانين التي تسهر بصورة أمينة على معيشة كريمة، لمن يتعاطى عملاً ما في خدمة شعب الله، أو لمن تعاطوه في ما مضى. فلتكن الأجرة التي يتقاضاها كل كاهن بالنسبة إلى وظيفته وإلى ظروف المكان والزمان، مطابقةً لحالته وتقدره على أن يسهر لا على أجرة من يخدمونه فحسب، بل أيضاً على إسعاف البؤساء. فكانت الكنيسة منذ أوائل عهدها تحيط خدمة الفقراء بإجلالٍ كبير، علاوة على هذا، يجب أن تسهل الأجرة للكهنة عطلة سنوية كافية يستحقونها. وعلى الأساقفة أن يسهروا على ذلك. يجب أن يعطى المركز الأعلى للمهمة التي يقوم بها الكهنة. ولهذا فلتُلغَ الطريقة المعبّر عنها بالدخل أو، على الأقل، فلتُجدّد، ليعتبَر جزء من الربح أو الحق في المدخول العائد للمهمة، ثانوياً وليسجَّل المركز الأول في القانون للمهمة الكنسية التي يجب أن نفهمها ككل مهمة تُعطى بصورة ثابتة، لأهداف روحية.
إنشاء صندوق مشترك وتنظيم الضمان الإجتماعي للكهنة
21– فلنُبقِ دائماً أمام أنظارنا مثل المؤمنين في الكنيسة الأورشليمية الأولى، فيها “كان كل شيء مشتركاً” (أعمال 4 / 32) “فيوزع لكل واحد على حسب إحتياجه” (أعمال 4 / 35). من المستحب إذاً، أقله في المناطق التي فيها تتعلق إعاشة الكهنة كلهم أو أكثرهم بتقادم المؤمنين، أن تجمع تلك التقادم مؤسسة أسقفية يدبرها الأسقف، بعينه في ذلك كهنة منتدبون، وحيث تشير الفائدة إلى ذلك، فليعنه أيضاً علمانيون خبراء في الشؤون الإقتصادية. ويتمنى المجمع المقدس – حسب المستطاع – أن تجمع في كل الأبرشيات أو المناطق كمية أموال مشتركة يستطيع بها الأساقفة القيام بواجباتهم نحو سائر الأشخاص الذين يخدمون الكنيسة ويتجاوبون وحاجات الأبرشيات المختلفة. وبها تستطيع أيضاً الأبرشيات الثرية أن تساعد الفقيرة، لكي تسد زيادة هذه نقصان تلك (62). ولتجمع هذه الكمية المالية أولاً من تقادم المؤمنين ومن مصادر أخرى يحددها القانون. أما في البلدان التي لم يترتب فيها بعد الضمان الإجتماعي لخير الأكليروس، بصورة ملائمة، فلتهتم الجماعات الأسقفية بأن تؤسس، محترمة القوانين الكنسية والمدنية، مؤسسات في الأبرشيات وان تعمل أيضاً لتخلق بينها رباط وحدة، أو مؤسسات موحدة لأبرشيات مختلفة أو مؤسسةً لمنطقة بكاملها، تستطيع تحت إشراف الأساقفة أن تسهر على الضمان أو المعونة الصحية كما يسمونها، وأيضاً على القيام بأود الكهنة الذين أثقلهم المرض أو العجز أو الشيخوخة. وعلى الكهنة أن يساعدوا المؤسسة تلك، وقد حركتهم روح التكاتف نحو أخوة يشاركونهم في مضايقاتهم (63) ويعتبرون أنهم، دون قلق على مستقبلهم، يعيشون الفقر بروح إنجيلية مرحة، ويستطيعون الإستماتة في سبيل خلاص النفوس. وليهتم من يعنيهم الأمر بأن يشدوا تلك المنظمات المؤسسة في مختلف البلدان بعضها إلى بعض، لكي تزداد رسوخاً وتنتشر إنتشاراً أوسع.
خاتمة وإرشاد
22– إن هذا المجمع المقدس، وإن تطلع إلى أفراح الحياة الكهنوتية فلا يقدر أن يتجاوز الصعوبات التي يتحملها الكهنة في أيامنا هذه. وهو يعلم أيضاً أن الظروف الإقتصادية والإجتماعية قد تبدلت، وتغيرت عادات البشر ونظام القيم في نظرهم. ولذا خدام الكنيسة والمؤمنون يشعرون مراراً بأنهم غرباء في هذا العالم، ويفتشون بقلق عن الوسائل الناجحة وعن الكلام الذي يمكنهم من الإتصال به. فالحواجز الجديدة أمام الإيمان وقحط العمل الرسولي الظاهر والعزلة القاسية التي يختبرونها، تضعهم في خطر الإرهاق النفساني. أما العالم الذي تعنى به اليوم محبة رعاة الكنيسة وخدمتهم، فلقد أحبه الله لدرجة أنه أعطى ابنه الوحيد ليفتديه (1). وفي الحقيقة أن هذا العالم الذي تثقله خطايا عديدة، وينعم بطاقات غير يسيرة، يقدم للكنيسة حجارةً حية (2) تُبنى معاً مسكناً لله في الروح (3). والروح القدس نفسه الذي يدفع الكنيسة لتفتح في سيرها إلى عالم اليوم طرقاً جديدة، ينبه الكهنة ويشجعهم على أن يطبقوا خدمتهم على عقلية العصر. وليتذكر الكهنة أنهم لا يمارسون وحدهم العمل الموكول إليهم. بل أنهم يرتكزون على قدرة الاله القوي العظيم. وإذ هم يؤمنون بالمسيح الذي دعاهم إلى مشاركة كهنوته، فليقوموا بخدمتهم بثقة تامة، ويعلموا أن الله قدير على أن يزيد فيهم المحبة (4). وليتذكروا أيضاً أن إخوتهم في الكهنوت والمؤمنين في العالم كله، هم شركاؤهم. ويتعاون الكهنة أيضاً كلهم في تتميم تصميم الله الخلاصي، أي سر المسيح المخبأ في الله منذ الأجيال (5)، والذي يتمم رويداً رويداً بتكاتف الخدمات المختلفة لبنيان جسد المسيح، إلى أن يبلغ قامة المسيح. كل هذا المخبأ مع المسيح في الله (6) لا نستطيع أن نفقهه إلا بالإيمان. فعلى قادة شعب الله أن يسيروا بالإيمان، مقتفين في ذلك اثر ابراهيم المؤمن “أطاع أن يخرج إلى الموضع الذي كان له أن يأخذه ميراثاً فخرج لا يدري إلى أين يتوجه” (عبر 11 / 8). وفي الحقيقة يمكن أن يشبه موزع أسرار الله برجل يزرع حقله الذي قال عنه الرب: “وينام ويقوم ليلاً ونهاراً والزرع ينمو ويطول وهولا يشعر” (مرقس 4 / 27). والسيد المسيح الذي قال: “آمنو فإني قد غلبت العالم” (يوحنا 16 / 32) لم يعد كنيسته بالإنتصار الكلي في هذا الزمن. إنما يفرح المجمع المقدس، إذ أن الأرض وقد زُرعت بزرع الإنجيل، تثمر الآن في مناطق عديدة تحت قيادة روح الرب الذي يملأ الكون كله، والذي أيقظ في قلوب العديدين من الكهنة والمؤمنين روح الرسالة. فلأجل هذا يشكر المجمع كهنة العالم كله بمحبة كلية. “وللقادر أن يصنع كل شيء، بحيث يفوق جداً ما نسأله أو نتصوره، على حسب القوة التي تعمل فينا، المجد في الكنيسة وفي المسيح يسوع” (أفسس 3 / 20-21).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع
المقدمة:
*) المجمع الفاتيكاني الثاني، دستور عقائدي في الطقسيات، 4 ك1 1963: راجع أعمال الكرسي الرسولي 56 (1964) ص 97 وما يتبع؛ دستور عقائدي في الكنيسة 21 ت2 1964: راجع أعمال الكرسي الرسولي 57 (1965) ص 5 وما يتبع؛ قرار في خدمة الأساقفة الراعوية 28 ت1 1965 أعمال الكرسي الرسولي 58 (1966) صفحة 673؛ قرار في التنشئة الكهنوتية 28 ت1 1965 . أعمال الكرسي الرسولي 58( 1966) صفحة 713.
الفصل الأول:
1) راجع متى 3 / 16؛ لوقا 4 / 18؛ أعمال الرسل 4 / 27؛ 10 / 38
2) راجع 1بطرس 2 / 5، 9
3) راجع 1بطرس 3 / 15
4) راجع رؤيا يوحنا 19 / 10؛ المجمع الفاتيكاني الثاني في دستوره العقائدي عن الكنيسة، 21 ت2 1964، عدد 35؛ راجع أعمال الكرسي الرسولي 57(1965) ص 40- 41
5) المجمع التريدنتيني، الجلسة الثالثة والعشرون، الفصل 1 والمادة 1: دنتسنغر 957 و 961 (1764، 1771)
6) راجع يوحنا 20 / 21؛ المجمع الفاتيكاني الثاني في دستوره العقائدي عن الكنيسة 21 ت2 1964، عدد 18: راجع أعمال الكرسي الرسولي 57(1965) ص 21- 22
7) راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، المرجع عينه، عدد 28: أعمال الكرسي الرسولي 35(1965) ص 33- 36
8) المرجع عينه
9) راجع “الشرطونية الرومانية” في رسامة الكاهن، المقدمة. نجد هذه الكلمات في كتاب الأسرار لأبرشية فيرونا (طبعة ل.ش. مهلبرج، روما 1956 ص 122)؛ وأيضاً في كتاب قداس الفرنج ( طبعة ل. ش.مهلبرج، روما 1957 ص 9)؛ وأيضاً في كتاب الأسرار للكنيسة الرومانية (طبعة ل.ش. مهلبرج، روما 1960 ص 25)؛ وأيضاً في كتاب الرسامات الروماني- الألماني (طبعة فوجل – الزي مدينة الفاتيكان 1963، المجلد 1، ص 340)
10) راجع المجمع الفاتيكاني الثاني في دستوره العقائدي عن الكنيسة 21 ت2 1964، عدد 10: أعمال الكرسي الرسولي 57(1965) ص 14- 15
11) راجع رسالة بولس الى أهل رومية 15 / 16 في النص اليوناني.
12) راجع 1كور 11 / 26
13) القديس أغسطينوس: مدينة الله 10 / 6 : آباء الكنيسة اللاتينية 41 / 284
14) راجع 1كور 15 / 24
15) راجع عبرانيين 5 / 1
16) راجع عبرانيين 2 / 17؛ 4 / 15
17) راجع 1كور 9 / 19- 23 في النص الشائع (فولغاتا).
18) راجع أعمال الرسل 13 / 2
19) “إن غيرة على الكمال الديني والأخلاقي من هذا النوع تستمر وتتزايد أيضاً يوماً بعد يوم بواسطة الظروف الخارجية التي تعيش فيها الكنيسة التي لا تستطيع أن تبقى مكتوفة الايدي إزاء تطورات الأمور البشرية أو عديمة الأهتمام بها. فإن تلك التطورات المحيطة بها تؤثر تأثيراً بعيد المدى في طرق عملها وتفرض عليها شكل ذلك العمل وشروطه. ومن الواضح أن الكنيسة لا تنفصل عن الجماعة البشرية ولكنها تعيش فيها. وإن أعضاءها يتأثرون بالعالم، ويتنشقون ثقافته، ويرضون بقوانينه ويلتزمون بأخلاقه. ولصلة الكنيسة بهذا المجمع البشري صعوبات تنجم تواً وهي اليوم في غاية الخطورة…(…) كان رسول الأمم يعظ مسيحيي عصره بهذه الكلمات: “لا تكونوا شركاء الكفرة في نير واحد. فإنه أية شراكة بين البر والأثم وأية مخالطة بين النور والظلمة … وأي حظ للمؤمن مع الكافر” (2 كور 6 / 14- 15). ولهذا فعلى المربين والمعلمين في كنيسة اليوم أن ينبهوا الشبيبة الكاثوليكية الى عظمة الحياة والواجب الذي ينبع منها في أن يعيش الشبان في هذا العالم لا حسب شعور هذا العالم ولكن حسب صلاة المسيح التي قالها من أجل تلاميذه: “لست أسأل أن ترفعهم من العالم بل أن تحفظهم من الشرير. إنهم ليسوا من العالم كما أني لست من العالم” (يو17 / 15- 16). والكنيسة تشترك في هذه الصلاة. وعلى كل فإن هذا الفرق لا يعني تفرقة ولا يدل على إهمال ولا على خوف ولا على إزدراء. فالكنيسة عندما تتميز عن البشرية لا تقف حاجزاً أمامها ولكنها تشترك معها (بولس السادس في رسالة “كنيسة المسيح” 6 آب 1964 عدد 44، 64، 65: راجع أعمال الكرسي الرسولي 56(1964) ص 627، 638).
20) راجع رومية 12 / 2
21) راجع يوحنا 10 / 14- 16
22) راجع القديس بولكاربوس في رسالته الى أهل فيلبي 6 / 1: “فليمِل الكهنة الى الرأفة وليكونوا رحومين نحو الكل، مصلحين الأضاليل، زائرين كل المرضى، غير مهملين الأرامل واليتامى والفقراء؛ ولكن فليهتموا دائماً بالخير أمام الله والناس، بعيدين عن كل غضب وعن كل تفضل بين الأشخاص وعن الحكم الظالم، بعيدين أيضاً عن كل بخل، غير مسرعين للتصديق في ما يقال ضد أحد، غير قساوة في الحكم، عالمين أن الكل ليسوا مدينين للخطيئة” (طبعة ف.ك. فونك: الآباء الرسوليون 1 ص 273).
- الفصل الثاني
- راجع 1بطرس 1/23؛ أعمال الرسل 6/7؛ 12/24. ((بشر(الرسل) بكلمة الحق واوجدوا الكنائس))(القديس أغسطينس في تفسير المزامير 44/23: آباء الكنيسة اللاتينية 36/508).
- راجع ملخيا 2/7؛ 1تيموتاوس 4/11- 13؛ 2تيموتاوس 4/5؛ تيطوس 1/9
- راجع مرقس 16/16
- راجع 2كور 11/7. يقال عن الكهنة كمساعدي الأساقفة ما يقال عن الأساقفة. راجع الدساتير القديمة للكنيسة. الفصل 3 (طبعة ش مونيه، باريس 1960، ص 79)؛ قرار غراسيان، الفصل 6 القرار 88. طبعة فريدبرج 1، 307): المجمع التريدنتيني: القرار في التجديد. الجلسة 5، الفصل 2، العدد 9 (راجع قرارات المجامع المسكونية. طبعة هردر، روما 1963 ص 645)؛ الجلسة 24، الفصل 4 (ص 739)؛ المجمع الفاتيكاني الثاني، دستور عقائدي في الكنيسة، 21 ت2 1964، العدد 25: أعمال الكرسي الرسولي 57(1965) ص 29- 31
- راجع ((الدساتير الرسولية))، المجلد 2 ص26 و27: ((فليكن (الكهنة) معلمي العلم الإلهي ولقد أمرنا الرب نفسه قائلاً: ((اذهبوا وعلموا)). الخ)). طبعة ف. ك. فونك: الدسقولية ودساتير الرسل، المجلد1، بادربرن1905 ص105. الشرطونية اللاونية وسائر الشرطونيات الى الشرطونية الرومانية، المقدمة لرسامة الكاهن: ( وبهذه العناية يا رب ، لقد شركت مع رسل أبنك كمساعدين ملافنة الإيمان وبصوت هؤلاء الوعاظ ذوي الكرامة الثانية ملأوا العالم))؛ كتاب الرسامات حسب الطقس الاسباني ((موزراب))، المقدمة لرسامة الكاهن: ((معلم الشعوب ورأس أعضاء الكنيسة فليظل متعلقاً بالإيمان الكاثوليكي وليبشر الجميع بالخلاص الحقيقي)) طبعة م. فروتن، باريس 1904 عمود 55).
- راجع غلاطية 2/5
- راجع 1بطرس 2/12
- راجع طقس رسامة كاهن في الكنيسة اليعقوبية الأسكندرية ((… أجمع شعبك بكلمة العقيدة كما تدفىء المرضعة أبناءها)): ه . دنزنجر: الطقوس الشرقية، المجلد 2، فرسبرج1863، ص14
- راجع متى 28/19؛ مرقس16/16؛ ترتليانوس: المعمودية14، 2 في مجموعة الكتاب المسيحيين، (المجموعة اللاتينية، 1، ص289/11- 13)؛ القديس اثناسيوس: كتاب ضد الآريوسيين2، 42 (آباء الكنيسة اللاتينية26/237)؛ القديس ايرونيموس: تفسير إنجيل متى28/19 (آباء الكنيسة اللاتينية26/226 د): ((يعلمون أولاً الأمم كلها وبعدئذ يعمدون منها من تهيأت لتقبل السر. فلا يمكن أن يقبل الجسد سر العماد ما لم تكن النفس قبلت سابقاً حقيقة الإيمان))؛ القديس توما: شرح مجموعة القرارات الأولى، القسم الأول: لقد أرسل ربنا رسله الى التبشير وأمرهم أن يتموا ثلاثة أمور: أولاً أن يعلموا الإيمان؛ ثانياً أن يشبعوا المؤمنين من الأسرار)) (طبعة ماريتي: المؤلفات اللاهوتية الصغيرة، تورينو- روما1954/1138). ] ولم يعط النص الأمر الثالث[ .
- راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، دستور عقائدي في الطقسيات، 4كانون الأول 1963، عدد 35 المقطع الثاني: أعمال الكرسي الرسولي 56(1964)، ص109
- المرجع عينه، الأعداد 33، 35، 48، 52 الصفحات 108- 109، 113، 114
- المرجع عينه، عدد7 (ص 100- 101)؛ بيوس الثاني عشر في رسالته عن جسد المسيح السري، 29 حزيران1943: أعمال الكرسي الرسولي 35(1943) ص230
- القديس اغناطيوس الشهيد: رسالته الى أهل أزمير8/1- 2 (طبعة ف. ك. فونك ص240؛ دساتير الرسل، المجلد8/12، 3، (طبعة ف. ك. فونك ص496)؛ والمجلد 8/29، 2(ص 532).
- راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، الدستور العقائدي في الكنيسة21 ت2 1964، عدد28: أعمال الكرسي الرسولي57(1965) ص33- 36
- ((الأوخارستيا هي كتتمة الحياة الروحية وغاية سائر الأسرار))(القديس توما، الخلاصة اللاهوتية3، السؤال73، المقال3ج)؛ راجع المجموعة عينها3، ص65، م. 3)
- راجع القديس توما الاكويني: الخلاصة اللاهوتية3، س 65، م3 الجواب الأول، وس79، م1 ج والجواب الأول.
- راجع رسالة بولس الى أهل أفسس 5/19- 20
- راجع القديس ايرونيموس: رسالة 114/2: ((…(وان نحيط) الكؤوس المكرسة والأغطية المقدسة وكل ما له صلة بعبادة آلام الرب… بتلك العظمة التي نؤديها لجسده ودمه وللشركة التي لكل ذلك بالجسد والدم (آباء الكنيسة اللاتينية 22/934)؛ راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، دستور عقائدي في الطقسيات، الأعداد122- 127: أعمال الكرسي الرسولي 56(1964) ص130- 132
- ((فلا يهملوا زيارة القربان المقدس الذي يجب أن يحفظ في موضع محترم وباكرام عظيم في الكنائس حسب القوانين الطقسية، كما ولو زاروا السيد المسيح الموجود فيه فذاك علامة عرفان الجميل وعربون المحبة وواجب العبادة)) (بولس السادس، رسالته ((سر الإيمان)) 3أيلول 1965: أعمال الكرسي الرسولي57(1965) ص771.
- راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، دستور عقائدي في الكنيسة،العدد28: إعمال الكرسي الرسولي 57(1965) ص33- 36
- راجع 2كور 10/8؛ 13/10
- راجع غلاطية 1/10
- راجع 1كور 4/14
- راجع التعليم الرسولي 2/34، 3؛ 2/46؛ 6؛ 2/47، دساتير الرسل 2/47، 1 (طبعة ف. ك. فونك: التعليم الرسولي ودساتير الرسل1. ص116، 142، 143)
- راجع غلاطية 4/3؛ 5/1؛ 13
- راجع القديس ايرونيموس: رسالة 58/7: ((فما الفائدة من أن الجدران تلمع بالحجارة الكريمة ومن أن المسيح يموت في الفقر؟)) (آباء الكنيسة اللاتينية22/584)
- راجع 1بطرس 4/10 ومايتبع
- راجع متى 25/34- 45
- راجع لوقا 4/18
- وبالإستطاعة ذكر غير هذه من الطبقات، مثلاً المهاجرين والرحل الخ: يتكلم على هؤلاء القرار الذي يبدأ بهذه الكلمات: ((السيد المسيح)) في ((خدمة الأساقفة الراعوية في الكنيسة عدد18، أعمال الكرسي الرسولي58(1966) ص682
- راجع ((تعليم الرسل)) 2، 59/1- 3: ((إذا علمت فمر واستحث الشعب ليعود الى الكنيسة بتواتر وأن لا يغيب أبداً ولكن أن يجتمع دائماً، فإذا ما امتنعوا نقصوا الكنيسة وحذفوا عضواً من جسد المسيح … أنتم أعضاء المسيح فلا تضيعوا بعيداًُ من الكنيسة وترفضوا الإجتماع؛ فالمسيح رأسكم حسب وعده الحاضر دائماً وهو يجمعكم. فلا تهملوا أنفسكم ولا تجعلوا المخلص غريباً عن أعضائه، لا تقسوا جسده ولا تشتتوه)) (طبعة ف. ك. فونك: 1/170). – راجع بولس السادس في خطابه في الاكليروس الايطالي الذي حضر الإجتماع الثالث عشر الذي دام أسبوعاً في اورفيتو عن ((التجديد الراعوي)) 6 أيلول 1963: أعمال الكرسي الرسولي 55(1963) ص750 وما يتبع
- راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، دستور عقائدي في الكنيسة، عدد28: أعمال الكرسي الرسولي 57(1965) ص35
- راجع ما يدعى بدستور الرسل الكنسي،18 : ((الكهنة يشتركون في الأسرار ويحاربون مع الأساقفة (طبعة ث. سكرمان: في تنظيم الكنيسة العام، 1 . بادربون 1914، ص26؛ 1. هرناك: نصوص ودروس 2،5 ص 13، عدد18 و19). – ايرونيموس المزعوم: الدرجات السبع في الكنيسة: ((ففي البركة يشتركون في الأسرار مع الأساقفة)) (طبعة1. و. كالف، فرسبرج1937، ص45).- القديس ازيدور الاشبيلي: الوظائف الكنسية. 2، فصل7:….(يرئسون كنيسة المسيح ويشتركون مع الأساقفة في تحضير جسد الرب ودمه ويشتركون أيضاً في تعليم الشعب وفي مهمة الكرازة)). (آباء الكنيسة اللاتينية83/787).
- راجع تعليم الرسل2/28، 4 (طبعة ف.ك. فونك ص108) دساتير الرسل2/28، 4؛ 2/34، 3 (الطبعة عينها ص109 و 117).
- دساتير الرسل8/16، 4 0طبعة ف.ك. فونك 1 ص522/13)؛ راجع مختصر دساتير الرسل6 (الطبعة عينها2 ص80 عدد3- 4)؛ وصية السيد المسيح: ((أعطه روح النعمة والحكمة والعطاء، روح الكهنوت… ليساعد ويدير شعبك في العمل، في خوف الله، في طهارة القلب))(ترجمة أ. أ. رحماني، ميانس1899 ص69). وأيضاً في التقليد الرسولي (طبعة ب. بوط: التقليد الرسولي، للقديس هيبوليتوس مونستر في وستفالي1963 ص20).
- راجع سفر العدد 11/16-25
- هذه الكلمات موجودة في الشرطونية الرومانية: في مقدمة رسامة الكهنة. ونجد أموراً مشابهة في الليتورجيات اللاونية والجلازية والغريغورية وفي الليتورجيات الشرقية: راجع التقليد الرسولي: ((أنظر عبدك الحاضر هنا وامنحه روح النعمة والحكمة ليساعد الكهنة ويدير شعبك بقلب طاهر كما كنت نظرت الشعب الذي اخترته وأمرت موسى أم يختار الشيوخ الذي ملأتهم من روحك الذي كنت أعطيته لعبدك))(حسب نسخة فيرون اللاتينية القديمة، طبعة ب. بوط: التقليد الرسولي عند القديس هيبوليط: العمل على تركيبها مجدداً: مونستر في وستفالي1963 ص20)؛ دساتير الرسل 8/16، 4 (طبعة فونك 1/522/16- 17)؛ ملخص الدستور الرسولي 6 (طبعة ف. ك. فونك2، ص20/5- 7)؛ وصية السيد المسيح (ترجمة 1،1، رحماني. ميانس1899 ص69)؛ صلوات سيرابيون27 (طبعة ف. ك. فونك: التعليم والدساتير2. ص.190/1- 7)؛ طقس الرسامة في الليتورجيا المارونية (ترجمة ه. دنزنجر: طقس الشرقيين2. فرسبورج1863 ص161). ونستطيع بين الآباء ذكر تيودورس المصيصي في شرحه الرسالة الأولى الى تيموتاوس3، 8 (طبعة سويت 2 ص119- 121). – تيودوريتوس: بعض المشاكل في كتاب العدد18(آباء الكنيسة اليونانية80/369 ج الى 373 ب).
- أعمال المجمع الفاتيكاني الثاني: دستور عقائدي في الكنيسة21 ت2 1964. عدد28: أعمال الكرسي الرسولي57(1965) ص35
- راجع يوحنا الثالث والعشرين في رسالته ((أوائل كهنوتنا)) في 1 آب 1959: أعمال الكرسي الرسولي51(1959) ص576؛ القديس بيوس العاشر في عظته للاكليروس في 4 آب 1908: أعمال القديس بيوس العاشر، المجلد 4(1908) ص237 وما يتبع.
- راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، قرار مجمعي ((السيد المسيح)) في خدمة الأساقفة الراعوية في الكنيسة، الأعداد15 و16: أعمال الكرسي الرسولي 58(1966) صفحة 679- 681
- في ظروف الحق القانوني الحاضرة، إن للأسقف ((كمجمع إستشاري)) مجلس الكاتدرائية (القانون391) أو، إذا لم يوجد هذا، مجمع مستشاري الأبرشية (راجع القوانين423- 428). إنما من المستحب أن يعاد النظر في هذه المؤسسات ليكون هناك تجاوب مع الظروف الراهنة والحاجات. وإن هذه اللجنة المؤلفة من الكهنة تتميز عن المجمع الإستشاري الذي يتكلم عليه القرار((السيد المسيح)) في خدمة الأساقفة الراعوية في الكنيسة، 28 ت1 1965،عدد27: فهو مؤلف أيضاً من أعضاء علمانيين ولا سلطة له إلا لفحص مشاكل العمل الراعوي. أنظر تعليم الرسل في ما يتعلق بالكهنة مستشاري الأسقف:2، 28، 4(طبعة ف. ك. فونك1، ص108) دساتير الرسل 2، 28، 4 (طبعة ف. ك. فونك ص109)؛ القديس أغناطيوس، رسالة الى أهل أغنازيا 6/1؛ فونك194؛ رسالة الى أهل تراليا3، (طبعة ف. ك. فونك ص244)؛ أوريجنوس: ضد سلسيوس3/30: الكهنة هم مستشارون (آباء الكنيسة اليونانية11/957 د- 960 أ).
- القديس أعناطيوس الشهيد في رسالته الى أهل ماغنزي6/1: ((أضرع الى الله أن تهموا في عمل كل شيء بالإتفاق معه، حيث يرئس الأسقف مقام الله والكهنة مقام المجمع الرسولي والشدايقة الأحباء على قلبي الذين أئتمنوا على خدمة المسيح يسوع الذي كان عند الآب قبل الدهور وظهر في آخر الأزمنة))(طبعة ف. ك. فونك ص195)؛ وفي رسالته الى أهل تراليا3/1: ((فليحترم الجميع الشدايقة كما يحترمون المسيح وليحترموا الأساقفة الذين هم صورة الآب، والكهنة الذين هم مجلس الله ومجمع الرسل: بدون هؤلاء ليست كنيسة))(المرجع عينه ص204)؛ القديس ايرونيموس في تفسير كتاب أشعيا2/3 (آباء الكنيسة اللاتينية24/61د): ((ولنا في الكنيسة مجلسنا، مجمع الكهنة)).
- راجع بولس السادس في خطابه في الكهنة والوعاظ لايام الصوم في روما. لفظه في المعبد السكستيني 1 آذار 1965: أعمال الكرسي الرسولي 57(1965) ص326
- راجع دساتير الرسل 8/46، 39: ((على الكهنة ألا يعملوا شيئاً بدون رأي الأسقف: إذ هو أئتمن على شعب الرب ومنه سيطلب حساب النفوس)) (طبعة ف. ك. فونك ص577).
- راجع 3 يوحنا 8
- راجع يوحنا 17/23
- راجع عبرانيين 13/1- 2
- راجع عبرانيين 13/16
- راجع متى 5/10
- راجع 1تسالونيكي 2/12؛ كولوسي 1/13
- راجع متى 23/8. – ((يجب علينا أن نصير أخوة البشر إذ أننا نصبو الى ان نكون رعاتهم وأباءهم ومعلميهم)) (بولس السادس في رسالته ((كنيسة المسيح. 6 آب 1964: راجع أعمال الكرسي الرسولي 56(1964) ص647).
- راجع أفسس 4/7، 16؛ دساتير الرسل8/1، 20: ((على الأسقف ألا يقاوم الشدايقة والكهنة، ولا الكهنة على الشعب إذ أن الجماعة تتركب من هؤلاء وأولئك)) (طبعة ف.ك. فونك 1/467).
- راجع فيلبي 2/21
- راجع 1يوحنا 4/1
- راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، دستور عقائدي في الكنيسة، عدد37: أعمال الكرسي الرسولي57(1965) ص42- 43
- راجع أفسس 4/14
- راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، قرار مجمعي في وحدة المؤمنين أعمال الكرسي الرسولي 57(1965) ص 90 وما يتبع.
- راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، دستور عقائدي في الكنيسة، عدد37: أعمال الكرسي الرسولي57(1965) ص 42-43
- راجع عبرانيين 7/3
- راجع لوقا 10/1
- راجع 1بطرس 2/25
- راجع أعمال الرسل 20/28
- راجع متى 9/36
- راجع الشرطونية الرومانية في ((رسامة كاهن)).
- راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، القرار في التنشئة الكهنوتية، عدد2 أعمال الكرسي الرسولي 58،(1966) صفحة 714-715
- ((إن صوت الله الذي يدعو يعبر بطريقتين مختلفتين فريدتين ومتحدتين: الواحدة، باطنية، طريقة النعمة، طريقة الروح القدس، طريقة الجاذبية الداخلية التي تفوق كل كلام والتي يحركها صوت الله الساكت والقوي في أعماق النفس البشرية التي لا يسبر غورها؛ والأحرى خارجية، بشرية، حسية، إجتماعية، تأسيسية، وضعية، طريقة خادم كلمة الله المعين، طريقة الرسول))، طريقة السلطة التي أسسها المسيح وأرادها وسيلة لا بد منها كواسطة كلفها لتعبر بلغة عملية عن بشارة الكلمة والوصية الإلهية. هذا هو تعليم العقيدة الكاثوليكية التي يعطيها القديس بولس. ((كيف يسمعون بلا مبشر… فالإيمان إذن من السماع(رومية10/14 و17) ))(بولس السادس: خطاب في 5 أيار 1965: في جريدة الفاتيكان 6/5/1965 ص1)
- راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، قرار في تنشئة الكهنوتية، عدد2 أعمال الكرسي الرسولي58(1966) صفحة 714- 715
- هذا ما يعمله الآباء عندما يفسرون كلام المسيح لبطرس: ((أتحبني؟… أرع نعاجي)) (يوحنا21/17) : هذا تفسير القديس يوحنا فم الذهب في مؤلفه عن الكهنوت 2/2 (آباء الكنيسة اليونانية48/633) – القديس غريغوريوس الكبير . past. Liber Reg (القسم 1 الفصل5) (آباء الكنيسة اللاتينية 77/19 أ).
الفصل الثالث
1) راجع 2 كور 12 / 9
2) راجع بيوس الحادي عشر، رسالته في الكهنوت الكاثوليكي في 20 ك1 1935: أعمال الكرسي الرسولي 28(1936) ص10
3) راجع يوحنا 10 / 36
4) راجع لوقا 24 / 26
5) راجع أفسس 4 / 13
6) راجع 2كور 3 / 8-9
7) راجع مصادر مختلفة منها: القديس بيوس العاشر، خطابه في الأكليروس 4 آب 1908: أعمال القديس بيوس العاشر4(1908) ص 237 وما يتبع. بيوس الحادي عشر: رسالته في الكهنوت الكاثوليكي في 20 ك1 1935: أعمال الكرسي الرسولي 28(1936) ص5 وما يتبع. بيوس الثاني عشر: إرادة رسولية في 23 أيلول 1950: أعمال الكرسي الرسولي 42(1950) ص 657 وما يتبع. يوحنا الثالث والعشرون: رسالته في “أوائل كهنوتنا” في 1 آب 1959: أعمال الكرسي الرسولي 51(1959) ص 545 وما يتبع.
8) راجع القديس توما الأكويني: الخلاصة اللاهوتية 2-2. س 188، م7
9) راجع أفسس 3 / 9-10
10) راجع أعمال 16 / 14
11) راجع 2 كور 4 / 7
12) راجع أفسس 3 / 9
13) راجع الشرطونية الرومانية في “رسامة الكاهن”.
14) راجع كتاب القداس الروماني، الصلاة التي تقال على التقادم في الأحد التاسع بعد العنصرة.
15) “كل ذبيحة وإن احتفل بها كاهن على إنفراد ليست ذبيحته الخاصة ولكن عمل المسيح والكنيسة؛ والكنيسة في الذبيحة التي تقدم تتعلم أن تقدم ذاتها كذبيحة شاملة وأن تعطي العالم كله الخلاص من قوة ذبيحة الصليب الفريدة وغير المتناهية. فكل ذبيحة يحتفل بها لا تقدم لخلاص البعض فقط ولكن لخلاص العالم كله(….) فإننا إذا نطلب بصورة أبوية وبالحاح الى الكهنة الذين هم خاصة فرحنا واكليلنا في الرب كي… يحتفلوا بالقداس كل يوم وبتقوى “(بولس السادس، رسالته “سر الإيمان”، في 3 أيلول 1965: أعمال الكرسي الرسولي 57(1965) ص 761- 762).- راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، دستور عقائدي في الليترجيا المقدسة، الأعداد 26 و27: أعمال الكرسي الرسولي56(1964) ص107).
16) راجع يوحنا 10 / 11
17) راجع 2 كور 1 / 7
18) راجع 2 كور 1 / 4
19) راجع 1 كور 10 / 33
20) راجع يوحنا 3 / 8
21) راجع يوحنا 4 / 34
22) راجع 1 يوحنا 3 / 16
23) “فليكن واجب المحبة أن يُرعى قطيع الرب” القديس أغسطينوس: تفسير يوحنا 123 / 5 (آباء الكنيسة اللاتينية 35 / 1967).
24) راجع رومية 12 / 2
25) راجع غلاطية 2 / 2
26) راجع 2 كور 7 / 4
27) راجع يوحنا 4 / 34؛ 5 / 30، 6 / 38
28) راجع أعمال الرسل 13 / 2
29) راجع أفسس 5 / 10
30) راجع أعمال الرسل 20 / 22
31) راجع 2 كور 12 / 15
32) راجع أفسس 4 / 11- 16
33) راجع متى 19 / 12
34) المجمع الفاتيكاني الثاني، دستور عقائدي في الكنيسة، عدد 42: أعمال الكرسي الرسولي 57(1965) ص 47- 49
35) راجع 1تيموتاوس 3 / 2- 5؛ تيطس 1 / 6
36) راجع بيوس الحادي عشر، رسالته في الكهنوت الكاثوليكي، 20 ك1 1935: أعمال الكرسي الرسولي 28(1936) ص 28
37) راجع متى 19 / 12
38) راجع 1 كور 7 / 32- 34
39) راجع 2 كور 11 / 2
40) راجع المجمع الفاتيكاني الثاني دستور عقائدي في الكنيسة الأعداد 42 و44: أعمال الكرسي الرسولي 57(1965) ص47- 49 و 50- 51؛ قرار في تجديد الحياة الرهبانية، العدد12 أعمال الكرسي الرسولي 58(1966) 707
41) راجع لوقا 20 / 35- 36؛ بيوس الحادي عشر = رسالته في الكهنوت الكاثوليكي 20 ك1 1935: أعمال الكرسي الرسولي 28(1936) ص 24- 28)؛ بيوس الثاني عشر، رسالته في البتولية المكرسة،25 آذار 1954، أعمال الكرسي الرسولي 46(1954) ص 169- 172
42) راجع متى 19 / 11
43) راجع يوحنا 17 / 14- 16
44) راجع 1 كور 7 / 31
45) مجمع انطاكية القانون 35؛ مانسي 2 / 1327- 1328؛ قرار غراسيان 23 / 12س1 (طبعة فريدبرج1ص 684- 685.
46) هذا يفهم خاصة عما في الكنائس الشرقية من حقوق وعادات قائمة.
47) مجمع باريس سنة 829، القانون 15؛ ك. ج. ه. سيل3، المجامع المجلد 2، القسم 6 / 622؛ المجمع التريدنتيني، الجلسة 25 عن التجديد. الفصل1 قرارات المجامع المسكونية طبعة هردر- روما1962 صفحة 760- 761
48) راجع المزمور 62 / 11
49) راجع 2 كور 8 / 9
50) راجع أعمال 8 / 18- 25
51) راجع فيلبي 4 / 12
52) راجع أعمال 2 / 42- 47
53) لوقا 4 / 18
54) راجع الحق القانوني الغربي، القانون125 وما يتبع.
55) راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، قرار في تجديد الحياة الرهبانية العدد6؛ أعمال الكرسي الرسولي 58(1966) ص 705؛ دستور عقائدي في الوحي الإلهي، العدد21، أعمال الكرسي الرسولي 58(1966) ص 847
56) راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، دستور عقائدي في الكنيسة العدد 65: أعمال الكرسي الرسولي 57(1965) ص 64- 65
57) راجع شرطونية الرومانية في “رسامة الكاهن”
58) راجع المجمع الفاتيكاني الثاني،دستور عقائدي في الوحي الإلهي، العدد 25، أعمال الكرسي الرسولي58(1966) ص 829.
59) هذه الدروس ليست تلك الدروس الراعوية التي تكمل بعد الرسامة الكهنوتية والتي يتكلم عليها القرار المتعلق بالتنشئة الكهنوتية، العدد22، أعمال الكرسي الرسولي58(1966) ص726
60) راجع المجمع الفاتيكاني الثاني، قرار خدمة الأساقفة الراعوية في الكنيسة العدد 16، أعمال الكرسي الرسولي 58(1966) ص 681
61) راجع متى 10 / 10، 1كور 9 / 7؛ 1 تيموتاوس 5 / 18
62) راجع 2 كور 8 / 14
63) راجع فيلبي 4 / 14
خاتمة وإرشاد
1) راجع يوحنا 3 / 16
2) راجع 1بطرس 2 / 5
3) راجع أفسس 2 / 22
4) راجع الشرطونية الرومانية في “رسامة الكاهن”.
5) راجع أفسس 3 / 9
6) راجع كولوسي 3 / 3