الدعوة الكهنوتية هي كالبذرة التي تحتاج إلى رعاية واهتمام لتنمو في جو مناسب*. والمعهد الإكليريكي هو الجو والمكان المناسبين لتنمية واكتشاف دعوة الله للإنسان، وذلك من خلال النظام الموضوع، وطريقة العيش الخاصة المليئة بعلامات وإشارات تساعد المدعو على اكتشاف دعوة الله له، وعلى اتخاذه قرار تكريسه المقدس بكل قناعة وإرادة ثابتة.
يبدأ الطالب حياته في الإكليريكية الصغرى من عمر 14 سنة، فيتعلم على عمر مبكر على حب المسيح والتكرس له. كما ويهيأ له المعهد مسيرة تربوية يتنشأ فيها روحياً وثقافياً واجتماعياً ورياضياً ليستعد للالتحاق بالإكليريكية الكبرى.
يقوم الكهنة ومجموعة من المعلمين الأكفاء بمتابعة دروس الطلاب وتنمية قدراتهم في كافة الجوانب ليضمنوا النمو السليم والطبيعي للطالب في احضان المعهد. ويشتمل البرنامج اليومي على برامج عدة تدخل كلها في صلب تنمية شخصية الطالب لتجعله انساناً مسيحياً واعياً لما هو مقدم عليه. وبعد الانتهاء من الدراسة (بعد التوجيهي) ينتقل الطالب إلى الإكليريكية الكبرى ليتابع دراساته العليا.
“لا يصبح الطالب كاهناً منذ دخوله الإكليريكية، وانما تساعده الإكليريكية على اكتشاف مستقبله مع الله، فهناك الكثير من الطلاب يدخلون الإكليريكية الصغرى ويتركونها؛ وذلك ليس لضعف فيهم، وانما لاكتشاف دعوة أخرى في حياتهم من خلال انشاء اسرة مسيحية صالحة. وهناك من وجد هذه الدعوة الثمينة واستجاب لها وبدأ يسير على دربها الطويل ليأتي اليوم الذي يكرس فيه على صورة المسيح”.
* نستخدم عادة بالإضافة إلى المعهد الإكليريكي كلمة “السمنير” التي تعود إلى اللغة اللاتينية وتعني بذرة أو منبت.