لِنَكُنْ مَجوسًا
شُخوصُ المَجوس الَّذين نَضَعُهم أَمامَ المَغارَةِ في مِنازِلنا ونَراهُم بأَماكِنَ كَثيرَة في كُلِّ عامٍ شيءٌ مألوف. فمُنذُ طُفولَتِنا ونَحنُ نَعلَمُ بِأَنَّ هُناكَ مَجوسٌ قَدِموا مِنَ المَشرقِ لِيَسجُدوا للمَلِكِ المَولود، مُقَدِّمينَ له ذَهَبًا وبَخورًا ومُرًّا.
المَجوس، مُراقبينَ النُّجوم، عَبَدَةُ النُّجوم،… سَمِّهِم ما شِئت! فَهُم مَن آمَنوا بِما يَعتقدونَ إِلى المُنتهى فَساروا وَراءَ نَجمٍ بالسَّماء غَيرَ مُتَشكِّكين، تاركينَ كُلَّ شيءٍ كالمَجانين، لِيَصلوا إِلى هَدَفِهِم أَلا وهو: رؤيةُ المَلِكِ والسُّجودَ لَه.
لِنَسأَلْ أَنْفُسَنا، هل نَسيرُ خَلفَ إِيمانِنا غَير مُتَشكِّكين؟
بالنَّجمِ تَكَلَّمَ اللهُ لكي يُفهِمَ المَجوس، فٱستَجابوا لِظهورِه مُتَّحَدِّينَ العَوائِقَ في سَبيلِ مُعتَقداتِهِم لِيَصلوا لهذا المَولود. وكَم حاولَ هيرودس أَنْ يَخدَعَهُم؟ وما إِن وَصلوا إِليه فَرِحوا فَرَحًا عَظيمًا جِدًّا. فَسَجدوا وقَدَّموا لَهُ الهَدايا، وبِحُلُمٍ عادوا إِلى ديارِهِم تارِكينَ هيرودس بِحَسرَتِه.
قادَهُم اللهُ بِكُلِّ سُهولَةٍ مِنَ الوَثَنِيَّةِ إِلى الإِيمانِ بِه. بَدَأَها بِنَجمٍ لِيَفهَموا وأنهى الأَمرَ بِحُلُمٍ إِلهِيٍّ يَحمِلَهُم إِلى آفاقِ الإِيمان. هذا هو إِلهُنا، يَتَكَلَّمُ بأَيِّ لُغَةٍ، ولا تَقِفُ أَمامَه المُعتَقَداتِ عائِقًا لأَنَّ هَدَفَه هو أَن نَعلَمَ مَن هو.
لِنَكُنْ مَجوسًا! نَعم، مَجوسًا… بٱستِسلامِنا لإِيمانِنا ولنَسِر وراءَ ما نُؤمِنُ بِه، مُتَخَطِّينَ كُلَّ العوائِقِ والصُّعوبات، لِنُعطي اللهَ فُرصَةً بأَنْ يُكَلِّمَنا ويَتَعامَلَ مَعَنا ويولَدَ داخِلَ قُلوبِنا لِيُغَيِّرَها ويحيا بِها.
فَلْنَخْتَرْ نَجمًا لِيَقودَنا إِلى مغارَتِه، ولْنَنْتَظِرْ الحُلُمَ الإِلهي مِنه.
الطالب الإكليريكي: لويس سلمان
سنة الروحانيات