“رحمةُ اللهِ في عالمٍ ليسَ فيهِ رحمة”
فدنوا منه و ايقظوهُ وقالوا لهُ:”يا معلم!يا معلم ! لقد هلكنا ” فاستيقطَ وزجر الريح و الموج فسكنا و عاد الهدوء فقال لهم “اين ايمانكم يا قليلي الايمان”.
رحمةُ الله غير محدوده،رحمةُ الله لا حدود لها، رحمةُ الله للجميع، رحمةُ الله تمنحنا الهدوء و السكينه، رحمةُ الله تعتمدُ على ايماننا!.
يسألنا يسوع:”اين ايماننا”
الايمان في بعض الاحيان مخفي بسبب الشك بالله وبرحمتهِ، ورغم الشك الموجود في قلب كل شخص يدخل يسوع الى حياتهِ و يزجر الموج و الريح فتعود نفس هذا الشخص الى الهدوء والسكينه. ولكن هنا دور الانسان هل يقول ليسوع: (يا رب انا سامري و انت يهودي). ام يقول: (ارحمني يا رب انا الخاطئ). الانسان يلعب دوراً مهماً في نشر رحمةُ الله لكن اذا كان الانسان خالياً من رحمةِ الله فما الفائده من كلامه الزائد عن رحمةِ الله وهو خالياً منها وبذلك هو لا يعيش هذه الرحمة.
نحن نرى ونلتمس رحمةُ الله لانه منذ بدايه الخلق وخطيئةُ الانسانِ الاول لا يزال ينظر الينا بعين رحمة. الله فضّل الانسان وميزهُ عن سائر عجائب الخلق و هذه هي اسمى رحمه وضعها الله للانسان و هذا لا يعني ان رحمةُ الله انتهت بل هي مستمره الى انقضاء الدهر.
في عالم اليوم لا نرى سوى الكثير من النزاعات، والمجموعات القوميه التي تسعى الى تدمير العالم، وفصل الانسان عن الله، ونرى في تاريخ عالمنا المؤسف انه لا يوجد فيه اي علامه على الرحمة، ونرى الناس تسعى الى الحكم وتسعى الى مصلحةِ الذات وتدمير الاخرين واشباع الرغبات وننسى الامر الأهم الاساسي لحياتنا الذي دعانا اليه السيد المسيح وهو التقرب من الله ونسيان الذات والتفكير بالاخر والتوبه الحقيقيه المبنية على رحمةِ الله الشفوقه التي تخلقُني من جديد وتجعلُني انساناً جديداً محباً وشفوقاً ورحيماً.
إن رحمةُ الله مستمره على الرغم من جميع الاحوال، ورغم قسوةِ الدهر ورغم النزاعات، وما زال الله ينشرُ رحمتهُ لا يكل ولا يمل من ذلك، والدليل على رحمةِ الله في هذا العالم هي الكنيسه الجامعه التي تدعو الى التوبه والمصالحه مع الله .
الله رحيم في عالم ليس فيه اي نوع من الرحمه لذلك يجب علينا أن نسعي الى ان نرى رحمةُ الله وننشرها الى الاخرين رغم الوضع المأساوي الذي يمرُ فيه عالمنا اليوم، رحمةُ الله مستمره لذلكَ يجبُ أن نستمرَ في التوبه إلى الله و معرفةِ رحمةُ الله و نقل الرحمه الى الاخرين من خلال عيشنا لرحمةِ الله .
(كونوا رحماء كما انّ اباكم السماوي رحيم).(لوقا:6/36)