دعوتي في سطور

993503_10151858164757496_985666715_n

لويس، عرفنا عن نفسك؟

أنا لويس سلمان من رعية تلاع العلي، عمري 25 سنة، أنا الإبن البكر لغسان و منى و عندي ثلاثة أخوة هم فادي و مازن و لين. خريج جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا – بكالوريوس computer graphics and animation

كنت أعمل كـ community manager و graphic designer

من أهم ما يعرف عني بأني أعشق الشبيبة بل أنا أتنفس الشبيبة رغم مدتي القصيرة وخبرتي البسيطة بها التي لا تتجاوز الثلاث سنوات! كنت عضوًا في شبيبة تلاع العلي، وعضوًا في لجنة العاملة بالأمانة العامة للشبيبة المسيحية 2014.

كيف شعرت بالدعوة الكهنوتية؟

بدأت قصتي مع الدعوة عندما كنت في الصف الحادي عشر فطلب مني كاهن مدرستي أن أذهب لكي أختبر دعوتي في دير للفرنسيسكان في الأردن. عشت أسبوعان تقربت فيهما كثيرا من يسوع، فأردت آنذاك أن ألتحق بالسمينير في بيت جالا، فذهبت إلى كاهن رعيتي الذي قال لي: أكمل التوجيهي ثم عد لي.

أنهيت التوجيهي وكلي فرح وأمل لكي ألتحق بالسمينير وإذ بي أنصدم برفض كاهن رعيتي مبررا بأنه يتوجب علي أن أختبر حياة الجامعة وأن أعيش أكثر في العالم! فعدت الى منزلي وكلي أسى وحزن، وأصبحت من بعدها لا أبالي كثيرا بقداديس الأحد ولم أكن ملتزما بأي فعالية للكنيسة،كنت ملتزما فقط بقداديس الأعياد وكم كنت أتململ منها!

فدخلت الجامعة وصرت أهتم بأي نشاطات تطوعيه فيها وأشارك في المسابقات واكسب الجوائز! ولكن من ناحيه الروحية أصبحت أسوأ فصرت أشك في داخلي إذا كان هناك فعلا وجود لله الخالق! وبعدها تخرجت من الجامعة وبدأت بالعمل بتخصصي كما كنت دائم التغيير لعملي كنت أشعر بالفراغ وأن ليس هناك ما يعجبني وأطمح دائما للتجديد والتغيير!

وفي إحدى الأيام وبعد إصرار أهلي الطويل أن أصلي في كل أحد، جائني شعور مفاجئ للصلاة في ذلك اليوم فذهبت للقداس وشعرت براحه نفسية غريبة لم تكن تغمرني من قبل، كلمات كاهن رعيتي لمستني بشكل عجيب وأحسست بالذنب تجاه ما مضى، وبعد أشهر من إلتزامي بالقداديس وبعد إصرار أخي عليّ قررت الإلتحاق بالشبيبة. فصرت عضوا ملتزما تعلمت منها ومن إخوتي فيها الكثير، وبعد فتره بدأت أسعى دائما للتطوير وأن أخدم بكل ما أعطاني الله من قوة ومن بعض المعرفة لأخوتي في شبيبتي الغاليه.

في إحدى الأيام سأل أحد أعضاء الشبيبة الكاهن: ماذا يحدث لو رفضت دعوة الله؟

قال له: “الذي يرفض الدعوه كأنه يرفض النعمه”

فأحسست وكأن أحدا لطمني على وجهي! عدت للمنزل وفكرت كثيرا وبدأت أتكلم مع الله، هل تريدني؟ أعطني إي إشاره لو كنت تريدني! في اليوم الثاني ذهبت كالعاده إلى عملي وإلا بي أتفاجئ بـ friend request  من سمينير بيت جالا! سيقول لي الكثيرون صدفه! سأقول لكم وأنا قلت كذلك أيضا ولم أريد أن أصدق في وقتها بأنها إحدى الرسائل. عدت إلى المنزل وأنا في حيرة وصداع إذا كنت مدعوا أم لا؟ في صباح اليوم التالي لم أذهب إلى عملي كان لدي شعور المرض! وبقيت في المنزل وبدأت أتكلم مع الله من جديد، ومن ثم تذكرت أن أخي قال لي في إحدى المرات: الله يتكلم معنا بالإنجيل عندما نفتحه عشوائيا! فمسكت الإنجيل بلا مبالاه وبدون خشوع لله وفتحته فلم أجد ما يعنيني وكررت المحاوله وبالتأكيد فشلت أيضا! فتذكرت بانه عندما أريد أن أطلب من إنسان شئ يجب أن أحترمه وأطلب منه بكامل المحبه فكيف إذا كان الله! فأغمضت عينيي وحضنت إنجيلي وصليت كما لم أصلي من قبل و عندما فتحته كان مكتوب:”اليوم، إن سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم”. هذه الاية كانت نقطة التغيير ولم تترك لي مجالا للشك، فقررت أن أذهب وأتكلم إلى كاهن رعيتي، فقلت له كل ما حصل معي وعن حياتي وأيضا إعترفت بخطاياي بعد إنقطاع عن هذا السر دام 8 سنين! وعند انتهائي من كلامي ابتسم وقال لي “دعوتك واضحه بنسبه إلي”. ولكني كنت رافضا لدعوتي وأخبرته بذلك فكنت أحب حياتي ومستمتع بها و أخبرته أيضا بشكّي بالله في كثير من الأوقات! فقال لي: “لا تقلق هذه أعمال الشيطان للتشويش عليك وهي نتاج لقوه الدعوة لديك! ولكن لترتاح وتتأكد من دعوتك، صلِّ التساعية على نية الدعوة وأنا سأذكرك في كل صلاه وقداس لي.”

عدت إلى المنزل وكان رأسي سينفجر من التفكير. كانت الساعة السابعة مساء وكان عليّ أن أرد جواب لوظيفة جديده كانت من إحدى أحلامي كنت قد أنهيت مقابلتها و تم الموافقه عليّ قبل ذهابي للكاهن، و لكن من تعب التفكير، صليت و نمت، هنا لا أذكر ماذا حدث ولكن أمي تقول بأنها نادت عليّ لتسألني إذا كنت أرغب في الوظيفة لأنها كانت عن طريق الجيران، فأجبت لا وقلت لها: “خليني مع يسوع” ثلاث مرات وأكملت نومي وإستيقظت وكأن شيئا لم يحدث! كنت مرتاحا وسعيدا لا أشعر بالألم و الصداع.

في كل يوم بالتساعيه كان الرب يلمسني ويشعرني بأنه يريدني، سواء بإنجيله أو بالمواقف أو من خلال الأشخاص ولم يدع لي أي مجال للشك، لكن في اليوم التاسع حدث ما لم أكن أتوقعه؛ رن هاتف المنزل وإذ به بالكاهن الذي رفضني منذ 8 سنوات، كان يعلم من أهلي بأني أريد أن أصبح كاهنا ولكن لا أحد يعلم بأني أصلي التساعية من أهلي!

الكاهن: “سمعت بدك تصير خوري؟”

أنا: “مزبوط أبونا”

الكاهن: “ألف مبروك، بتعرف ليش أنا رفضتك زمان؟”

أنا: “الله يبارك فيك أبونا، لأ؟”

فقال لي لماذا رفضني! و ثم قال: “الف مبروك مره ثانية، سلام، الله يقويك”

أنا: “الله يبارك فيك سلام أبونا”

بعد 8 سنوات ففهمت ومازلت أحاول أن أفهم وأكتشف نعم الله ومشيئته في حياتي.

ماذا تقول لكل شاب يرغب في إتباع الكهنوت المقدس؟

أصغِ دائما إلى صوت الله في داخلك، مهما كنت تعتقد بأنك بعيدا عنه، وتحب مغريات الدنيا، فالله يتحدث دائما إلينا ولكن نحن لا نريد سماعه، فلنغص بأعماقنا لأنها أفضل طريقه لنتصل بالله ونلتقي به، لأن الحقيقة حاضرة في داخلنا.

صلوا لأجلي

Facebook
WhatsApp
Email