جوعنا المقدس
لقد إقترب وقت العملية فأرجوك أن تبدأ بالصوم لتجنب الاخطاء و حفاظاً على نفسك!
نطيع هذه التعليمات إذا كانت من طبيب و ننتبه جيداً لتعليماته و نطبقها بحذافيرها و نحرص على أخذ الدواء بدقة خوفاً على حياتنا.
لكن لما لا نطيع الطبيب الإلهي عندما يطلب منا الصوم، ليقوم هو بنفسه بالعملية الإلهية؟
نبدأ بالتشكك و الإستفسارات لماذا نصوم؟ نصوم لكي نحصل على النِعَّم و العطايا و لنتخلص من الخطايا.
فسوف يقول لي الكثيرون ألا نستطيع الحصول عليها إلا من خلال الصوم؟
سأقول من الممكن الحصول عليها! لكننا بالصوم سنعبر عن تواضعنا وضعفنا أمام الله و عن شدة حاجتنا و رغبتنا لما نطلب بتجريد ذاتنا مما نحب و نشتهي.
وسيسألون ثانية، هل ينتظر الله منا شئ أو بالأحرى هل يريد تعبنا و ألمنا؟
الله لا ينتظر منا شئ سوى محبتنا له. ونحن كبشر إذا أردنا أن نعبر لشخص ما عن ما مدى حبنا له نهديه أجمل هدية و أثمنها و ثمن هذه الهدية هو من تعبنا و ألمنا و مقتطع من ما كنا سنشتريه لأنفسنا و نتمع به.
لكن في حالة الله ليس هناك ما هو كافي لنعبر له عن حبنا أجمل و أثمن من أن نهديه “جوعنا المقدس” فهو الشئ الوحيد النابع من ذاتنا وليس من فائضنا (لكن علينا الإنتباه بدون أن نأذي أجسادنا).
وهكذا سيبدأ الطبيب الإلهي بعمل العملية الإلهية بإنتزاع خطايانا و ملئنا بالنِعَم و العطايا، ودوائنا لكي نشفى تماماً ما هو إلا أعمال الرحمة و بدون أن نأخذ هذا الدواء لن يكتمل شفاؤنا و ستفشل العملية.
ملاحظة هامة: تصدق بكل ما وفرته بالصوم هذه هي أجرتي
أحبك، الطبيب الإلهي
الإكليريكي لويس سلمان