عن موقع أبونا / احتفل الاب برنارد بوجي بقداسه الأول يوم امس الاحد في كنيسة القديس توماس مور في مدينة سان فرانسسكو الامريكية، بحضور غبطة البطريرك فؤاد الطوال وحشد من الكهنة وابناء الرعية الامريكية العربية ووالدة الاب برنارد المسام يوم السبت كاول كاهن للبطريركية اللاتينية في اميركا.
وفي بداية القدس رحب الاب يوسف كيكاتي بالحضور باسم كاهن الرعية الأب لبيب قبطي الذي تعرض قبل يومين من الرسامة لوعكة صحية، واحيت القداس جوقة ترانيم الرعية والفرق الشكفية ومجلس الرعية وفرسان القبر المقدسمن لوس انجلوس وسان فرانسيسكو.
وشارك الى جوار الكاهن الجديد اشبينه الاب حنا سالم ورئيس المعهد الاكليريكي الاب جمال خضر، والكهنة القادمون من الاردن وفلسطين، وهم الاباء رفعت بدر وعلاء علمات وجورج ايوب والياس تبان والاباء الجدد في البطريركية بهاء اسطفان وفارس سرياني وبشار فواضلة.
ووسط تاثر كبير لم يخل من الدموع، ألقى الاب برنارد كلمة معبرة، باللغتين العربية والانجليزية، عبر فيها عن امتنانه الكبير للرب ولكل من اسهم بايصاله الى درجة الكهنوت الغالية على قلبه. وكابن وحيد في العائلة، وبكل تأثر حيا الاب برنارد والدته وقال لها انك الام والاب في البيت، فشكرا لك ولشقيقتي، يا من لا استطيع ان افيكما حقما من العرفان والشكران.
وشكر الكاهن الجديد أسرة البطريركية اللاتينية ممثلة بالبطريرك الحاضر فؤاد الطوال واسرة المعهد الاكليريكي وكذلك رعية توماس مور وكاهنها الاب لبيب قبطي، متمنياً له وللاب سامي طوطح الشفاء باذن الله.
وقدمت عائلة الغيشان الورود وزين المذبح عن روح الراحل اياد الغيشان الذي توفي بعمر الشباب قبل ثلاثة سنوات بالتمام.
وفيما يلي النص الكامل لكلمة الاب برنارد بوجي:
مع بداية انطلاقة رحلتي نحو الكهنوت المقدس، استطعت أن اتأمل في سؤال كان يراودني باستمرار ويهز كياني ويؤرق منامي وهو: لمن انا مدين بكل هذه الامور الجميلة التي احصل عليها باستمرار في حياتي؟ ولمن انا مدين لشفائي من مرض سرطان الدم الذي اصابني عندما كنت صغيراً، وشفيت منه بواسطة جلسات علاج كيماوي ما زال تحت التجربة؟ ولمن انا مدين للتضحية الكبرى التي قدمتها أمي من أجل إعاشتنا وتربيتنا انا واختي؟ لمن انا مدين بالتدخل السامي في عالمي الصغير جداً بلمحة من القديسة مريم العذراء؟ ولمن انا مدين بالطلب الذي سمح لي بالمشاركة في رعية كنيستي؟ ولمن انا مدين بأحد عشر سنة من الخدمة وتلقي المحبة من تلك الرعية؟ ولمن انا مدين لقدومي الى الاراضي المقدسة للوصول الى الله؟ لمن انا مدين بكل هذا؟
لدى ارتدائي الثوب الاكليريكي، وهو أول خطوة في اتجاه تكريس حياتي لله، سألتُ هذه الاسئلة كلها بسؤال واحد بلسان المزمور: “ماذا اردّ الى الرب عن كل ما صنعه بي من الخير؟” (مزمور 116: 12) وقد ادركت الآن ان كل هذه الاسئلة لا تحتاج جواباً عليها ولكنها تبحث عن تعبير حقيقي بالامتنان والشكر.
بهذه الروح اسمحوا لي ان اتقدم بكلمة شكر الى جميع من عملوا من اجل جعل هذا اليوم الذي كرّستُ فيه نفسي لخدمه الله عن طريق كهنوت المسيح، يتحقق. اولا وقبل كل شيء اسمحو لي ان اتقدم بالشكر الى الله وامه القديسة مريم العذراء. واود ان اشكر البطريركية اللاتينية في القدس وبشكل خاص غبطة البطريرك فؤاد الطوال لقدومه الى هنا ليرسمني كاهناً في مدينة سان فرانسيسكو ولكل الحب الأبوي والدعم الذي احاطني به غبطته.
أود أيضاً أن أتقدم بالشكر الجزيل للمعهد الإكليريكي للبطريركية اللاتينية في القدس، وأخص بالذكر رئيسه الحالي قدس الاب جمال خضر، والرئيس السابق قدس الاب اديب الزعمط. كما اود ان اشكر جميع الكهنة القائمين على ادارة هذا المعهد، اخوتي الاكليريكيين وجميع العاملين فيه. واسمحوا لي أن أذكر أيضاً هؤلاء الذين رافقوني من الأراضي المقدسة وحضروا الى هنا لمشاركتي بالاحتفال بهذا اليوم الخاص جدا لنا كلنا.
كما أود ان اشكر رعيتي المحبوبة، لحبهم الكبير الذي أظهروه لي، بتحضيراتهم وإعدادهم واهتمامهم بهذا اليوم العزيز. وأود أن أوجه كلمة شكر خاصة إلى القانوني اندرو جونسون، وقدس الأب يوسف كيكاتي، والشماس خالد والى جميع اعضاء اللجنة التحضيرية.
واسمحوا لي أيضاً أن أقول كلمات شكر خاصة إلى افراد عائلتي. أمي جورجيت، اختي فيرونيكا وجميع اقاربي الذي منحوني اعظم ما يمكنه ان يعطيه احد من حب، ولأنهم علموني كثيراً.
أخيراً أريد ان اتوجه بكلمة الى هؤلاء الذين سأقوم على خدمتهم روحياً، لكم جميعاً. مع بداية رسالتي الكهنوتية، أود أن أطلب منكم ان تصلوا من اجلي. لقد تمت رسامتي كاهنا من قبلكم ولكم، وتأكدوا أني ساكون قريباً منكم، وسأبذل نفسي لخدمتكم، واريدكم ان تعرفوا اني انا هنا من اجلكم، (بصرف النظر عن مكان تعييني) واعلموا انكم ستكونون دائماً جزءاً مني في المسيح، الراعي الصالح. ويحدوني امل وطيد بان الله سيمنحنا الفرصة لنعمل سويا من اجل مستقبل شبيبتنا، ابناءكم وابنائي، من اجل منفعة العائلات. ان عائلتكم هي عائلتي، ومن اجل الاهتمام بالمسنّين والمرضى، اهلكم واهلي، ومن اجل اخوتنا واخواتنا في وطننا الاصلي، الاراضي المقدسة، وطنكم ووطني. دعونا نعمل سوياً لبناء شيئا يمجّد الله ويحافظ على تراثنا وتقاليدنا.
عندما ظهر المسيح لتلاميذه على بحر الجليل سأل بطرس: هل تحبني؟، اجاب بطرس: نعم يا رب انت تعلم اني احبك. فقال له يسوع ارع خرافي. واليوم أجدد انا هذه الكلمات، انا ايضا اجيب: نعم يا رب انت تعلم اني احبك واعدك بأنْ اعتني بقطيعك في حياتي كلها. ارجو ان تتقبل فعل التكريس هذا المتواضع كعربون شكر مني لك وساعدني لأن اعمل مشيئتك الان ودائما. امين
[nggallery id=383]