الدعوة الكهنوتية هي دعوة مجانية من الله وهي عطية حب من قلبه الأبويّ. فالله هو الذي يقوم بالخطوة الأولى، ليس بفضل طيبتنا بل بفضل فيض محبته التي “أفيضت في قلوبنا بالروح القدس” (روما 5:5). لذا فالدعوة الكهنوتية هي قبل كل شيء دعوة إلهية، حسب قول الرب: ”لم تَخْتاروني أَنتُم، بل أَنا اختَرتُكم” (يوحنا 15: 16). فالشاب المدعو إلى الكهنوت يشعر بصوت الرب يدوي في اعماقه ”تعال اتبعني”، وهذا النداء الإلهي هو جوهر الدعوة الكهنوتية، فالكاهن يدعى ويرسل إلى العالم لا من قبل ذاته فقط أو من قبل الناس، بل من قبل الله الذي يختار من يريد.
يقول البابا فرنسيس: “الله يدعوك لأن تتخذ قرارا جذريا، ولديه خطة لك: وهي أن تكتشف هذه الدعوة وتتجاوب معها، وما تجاوبك إلا خطوة نحو امتلائك الشخصي”.
فإن دعاك الرب، أو سمعت صوته، أو شعرت بلمسته، فلا تتردد في اتباعه والسير معه، لأنه يحبك حبا ابديا. اترك ما وراءك وتأمل في عيني يسوع، وفكر في صفاء دعوته، وانظر إلى حبك وغايتك الكبرى. لن يتركك يسوع أبدا ولكنه يحترم قرارك، وهو يثق بك بالرغم من ضعفك، وهو قادر أن يعطيك القوة والشجاعة لتؤدي الرسالة بفرح.
وأخيرا نقول لك، لا تخف من أن تفكر بالدعوة الكهنوتية وتتفحص صداها في داخلك. وإذا أردت التجاوب والبدء بمشروع المحبة هذا، اسأل كاهن رعيتك أو الطلبة الإكليريكيين ممن تعرفهم، أو اتصل مباشرة بالمعهد الإكليريكي وتواصل مع مسؤول الدعوات لتهيئة الأجواء واتخاذ قرار الاتباع والدخول كتلميذ في مدرسة يسوع.