البابا بولس السادس طوباوياً

87532123

البابا بولس السادس طوباوياً

الفاتيكان – إذاعة الفاتيكان

ترأس قداسة البابا فرنسيس عند العاشرة والنصف من صباح الأحد، التاسع عشر من تشرين الأول أكتوبر، القداس الإلهي في ساحة القديس بطرس، بمشاركة أعداد غفيرة من المؤمنين، وحضور بندكتس السادس عشر، مختتما الجمعية العامة الاستثنائية الثالثة لسينودس الأساقفة حول العائلة ومعلنًا بولس السادس (جوفاني باتيستا مونتيني) طوباويًا. وقد استهل الحبر الأعظم عظته من كلمات إنجيل هذا الأحد بحسب القديس متى (22، 21) “أدوا إذًا لقيصر ما لقيصر، ولله ما لله”، وقال: لقد أصغينا للتوّ إلى إحدى أشهر العبارات في الإنجيل، مضيفًا أن يسوع ردّ بهذه العبارة العبقرية على استفزاز الفريسيين، وهو جواب يعطيه الرب لكل الذين يطرحون مشاكل الضمير لاسيما عندما يتعلق الأمر بمصالحهم، غناهم، نفوذهم، سلطتهم وسمعتهم، وهذا يحصل دائما وفي كل زمان.

وتابع البابا فرنسيس عظته مسلطا الضوء على القسم الثاني من هذه العبارة “(أدوا) لله ما لله”، وقال: يعني ذلك الاعتراف والاعلان بأن الله وحده هو سيد الإنسان، وهذه هي الحداثة الأبدية التي ينبغي إعادة اكتشافها كل يوم، من خلال التغلب على الخوف الذي غالبا ما نشعر به أمام مفاجآت الله. وأكد البابا أن الله يجددنا باستمرار، مشيرا إلى أن المسيحي الذي يعيش الإنجيل هو “حداثة الله” في الكنيسة والعالم. “أدوا لله ما لله” يعني أن ننفتح على مشيئته، ونكرس له حياتنا ونتعاون في ملكوته، ملكوت الرحمة والمحبة والسلام. وهنا تكمن قوتنا الحقيقية، الخميرة التي تخمّرها والملح الذي يعطي نكهة لكل جهد إنساني ضد التشاؤم السائد الذي يعرضه علينا العالم. وهنا يكمن رجاؤنا ـ أضاف الحبر الأعظم ـ لأن الرجاء في الله ليس هروبًا من الواقع أو ذريعة، مشيرا إلى أن المسيحي ينظر إلى الله كي يعيش الحياة بملئها ويجيب بشجاعة على التحديات الجديدة التي لا تُحصى.

مضى البابا فرنسيس قائلا: لقد رأينا ذلك هذه الأيام خلال السينودس الاستثنائي للأساقفة ـ فكلمة “سينودس” تعني “السير معا”. وبالفعل، فإن كهنة وعلمانيين من مختلف أنحاء العالم حملوا إلى روما صوت كنائسهم الخاصة لمساعدة عائلات اليوم في السير على طريق الإنجيل، ونظرها شاخص نحو يسوع. لقد كانت خبرة كبيرة عشنا خلالها السينودسية والمجمعية، وشعرنا بقوة الروح القدس الذي يقود ويجدد الكنيسة باستمرار، هي المدعوة للاعتناء بالجراح النازفة وإعادة إشعال الرجاء لدى كثير من البشر فقدوا الرجاء.

ومن أجل عطية السينودس والروح البنّاءة التي أظهرها الجميع، نقول مع بولس الرسول “نشكرُ اللهَ دائمًا في أمركم جميعًا ونذكُركم في صلواتنا” وليرافق الروح القدس الذي منحنا أن نعمل بسخاء خلال هذه الأيام وبحرية حقيقية وإبداع متواضع، (ليرافق) المسيرةَ نحو سينودس الأساقفة العادي في تشرين الأول أكتوبر من العام 2015. لقد غرسنا وسنواصل ذلك بأناة ومواظبة، كلنا يقين بأن الرب هو الذي ينمّي ما زرعناه.

وفي يوم تطويب بولس السادس، أستذكر كلماته حين أسس سينودس الأساقفة “تفحص علامات الأزمنة بعمق والسعي كي تتلاءم الطرق والأساليب… مع احتياجات زمننا وتغيرات المجتمع”. وتابع الحبر الأعظم واصفًا بولس السادس بالبابا العظيم والمسيحي الشجاع والرسول الذي لم يعرف التعب، وقال: لا نستطيع اليوم أمام الله إلا أن نقول كلمة بسيطة وصادقة: شكرًا! شكرًا أيها البابا العزيز والحبيب بولس السادس! شكرا لشهادتك المتواضعة والنبوية في محبة المسيح وكنيسته. كما ووصف البابا فرنسيس في عظته بولس السادس بالربّان العظيم للمجمع، وأشار بعدها إلى أنه عرف أن يقود بحكمة دفة سفينة بطرس، فيما كان يرتسم مجتمع معلمن، بدون أن يفقد أبدًا الفرح والثقة بالرب. وفي ختام عظته في القداس الإلهي في ساحة القديس بطرس لمناسبة اختتام أعمال الجمعية العامة الاستثنائية الثالثة لسينودس الأساقفة حول العائلة، وإعلان بولس السادس طوباويا، قال البابا فرنسيس: عرف بولس السادس بحق أن يؤدي لله ما لله، مكرسا حياته كلها لمواصلة رسالة المسيح على الأرض.

 

Facebook
WhatsApp
Email