الإنسان البسيط ليس أحمق!

1280انا مع المانيا وانا مع البرازيل… أريد هذا الموبايل ولا أريد هذا… صايميين ومحملينا جميلة!…. ما في وقت! شوب كتير… اليوم عطلة بدي أنام… شو باسورد النت! ما بدكم توخدوني معكم… دخان وأراجيل وأغلى أنواع المشروب… الفساتين والعطور والموضة… لقد نسيت العائلة وهمومها: الأب الذي لا يعرف سوى الصراخ، الأم التي تشعرها بحالة نرفزة دائمة، الإخوة غير متحابين: الجميع متوتر ويصرخ اثناء الكلام…

قد تشعرون بالسلبية الكبيرة بكل ما أقوله: ولكني فقط أريد أن أضع كثير من الأمور التي أراها حولي والتي أقع فيها كتجربة أو ضعف! ولكن عند قرائي لإنجيل هذا الأحد المبارك (14 من الزمن العادي): أحمدك يا ابت لأنك اخفيت هذه الأشياء عن الحكماء وكشفتها للصغار. وضعتني أمام مفترق طرق للتفكير: أن أكون طفلاً صغيراً بسيطاً أو أرجع لما ذكرته سابقاً في الفقرة الأولى.

إن البساطة  لا تدعو لأن يكون الإنسان (أحمق أو جاهل أو غبي) كما هو تفكير كثير من الأشخاص بل هي دعوة لعيش البساطة الإنسانية والمسيحية وفي عالم يتسابق في مجادلة بعضهم البعض ويلتقط كل كلمة من فم الإنسان ليسحقه ويدينه. إن البساطة التي نتكلم بها هي دعوة للرجوع إلى صميم وعمق حياتنا الإنسانية والمسيحية في قبول الحقائق الإيمانية المسيحية (البساطة مع الله) وفي علاقاتنا الإجتماعية بين الأفراد والأشخاص (البساطة مع الآخرين) وفي احترام ضعفنا وطبيعتنا (البساطة مع الذات) وفي استخدامنا للأشياء من حولنا من سيارات وموبايلات وتكنولوجيا وأن نعي بأنها تهدف كلها لخدمتنا وليس لجعلنا عبيداً لها (البساطة في استخدام الأشياء).

إن البساطة طريق القديسين وحياة الإيمان: والتي تستدعي الإنسان أن يكون حكيماً في اختياره بين الشر والخير وأن يستطيع التمييز بينهما وأن يختار الحق دائماً. والبساطة قادرة على جعلنا متيقظين لهجمات العدو الشيطان وأفكاره السيئة والبذيئة وأن ننتصر عليها بإشارة الصليب وبرفضها بالكامل.

حبذا لو يعود الإنسان إلى بدائية الحياة الأولى: بعيداً عن ضوضاء العالم ومغرياته ولو لفترة زمنية بسيطة ليعود ويكتشف إنسانيته الطيبة والرائعة والجميلة. وهذا ما يدعون إليه في نص الإنجيل لهذا الأحد: تعالوا إليّ أيها المثقلون والمتعبون وأنا أريحكم. تعال أيها الإنسان ولا تخف من حمل نير المسيح لأنه أخف من نير هذا العالم.

لعل هذه الكلمات البسيط تجد طريقها لقلوبكم فترشدكم إلى ما اختبرته بنفسه وفاض فيّ ينابيع مياه لا تنقص أبداً

أبونا إبراهيم نينو

Facebook
WhatsApp
Email