كاهن يصلي

ab-barhooom

كاهن يصلي

عيون بلا دموع لأنها جفت من كثرة البكاء… ولسان لا ينطق: فقد فقدت كل الكلمات معانيها… قلب يضخ دماً فقط ويلتقط أنفاسه الأخيرة… أذن لا تسمع سوى الإهانة والكفر… هذا هو إنسان عام 2014

إنسان بدون أمل أو مآوى… لا يعرف كيف يحصد أو يزرع… لا يعرف إن كان سيستيقظ صباحاً لذلك راح يميل للسهر طويلاً جداً فقد كاد ينسى معنى النوم… جعل من الهواء الملوث والأدخنة هواءه الطبيعي متمنياً أن تنهتي حياته قبل أن يحدث له أي شيء… نعم إنه إنسان القرن… بالرغم من التطورات الرهيبة جداً في عالم التكنولوجيا والمواصلات… إلا أنها قادت الإنسان إلى دمار لا حد له… وإلى حزن بدون انتهاء… وجعلت من ماضيه حاضره ومن مستقبله عدم…

ولكن !

هناك في هذه القاعة صغيرة، هناك إنسان واقف، محني الظهر، يمسك بيديه خبزة صغيرة وكأساً من الخمر أمامه… ضوء الشمعة يجعلني لا أرى بوضوح… ولكني أسمعه يردد فيقول: “خذوا فكلوا… خذوا فاشربوا… الذي يراق عنكم وعن الكثيرين” نعم إنه الكاهن المصلي.

مازال يرفع جسد المسيح عالياً وإلى أعلى ليصبح النور في الظلمة… ليجعل حاضري آمناً ومستقبلي مشرقاً… ليعيد للعين رونقها وللسان لغته وللأذن عذوب الأصوات… هو كاهن يصلي…

فصلِّ لي يا أبونا ولا تنساني… أرفعنا وارفع بلادي عالياً مع القربان الطاهر… ليستجب لك الرب ويمنحنا بفضل صلاتك السلام والراحة والأمن والاستقرار…

صلِّ يا أبونا ولا تنسى أحداً… صلِّ يا أبونا وأشركنا بصلاتك فنحن معك نمجد الآب والابن والروح القدس…

صلِّ يا أبونا ولا تنسى مرضانا وأسرانا وأوطاننا وشرقنا… صلِّ يا أبونا ولا تنسى طلابنا وطالباتنا وعائلاتنا… لا تنسى بصلاتك يا أبونا أن تحنن قلب الله علينا ليغفر ضعفنا… ويجدد حياتنا… وينقلنا إلى مسيرة تنعم بالهدوء والسلام…

صلِّ لنا يا أبونا لنستطيع أن نحمل صلبان حياتنا يومياً… كن لنا يا أبونا (سمعان القيرواني) الذي أعان يسوع على حمل الصليب… فتقودنا وتساندنا وهذا ليس أنت بل هو المسيح من خلالك…

صلِّ يا أبونا ونعدك نحن أن نصلي من اجلك ليقدس الله خدمتك ويبارك خطواتك ويمنحك قلباً فهماً حكيماً… صلِّ يا أبونا

الأب إبراهيم نينو 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *