اللجنة الكاثوليكية والارثوذكسية تحتفل بقداس من أجل الوحدة والسلام
ضمن فعاليات الاجتماعات الحالية للجنة المشتركة بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية، والتي تجري لأول مرة في الأردن، ترأس الكاردينال كيرت كوخ، رئيس المجلس البابوي لتعزيز الوحدة المسيحية في حاضرة الفاتيكان، قداساً احتفالياً في كنيسة العذراء الناصرية التابعة للبطريركية اللاتينية في الأردن، وشاركه فيه الكاردينال ليوناردو ساندري، رئيس المجمع البابوي للكنائس الشرقية، وعدد من الأساقفة المحليين والضيوف المشاركين، بحضور عدد كبير من الأساقفة الممثلين للكنائس الأرثوذكسية في العالم، وحشد كبير من المؤمنين.
ورحب كاهن الرعية الأب طوني هريمات بالحضور، معبراً عن سعادته وأبناء رعيته باحتضان هذا القداس التاريخي، والأول من نوعه. وألقى الكاردينال كوخ عظة القداس الرئيسية، عبّر فيها عن سعادته بالعودة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، بعد أن رافق البابا فرنسيس في أيار الماضي في زيارته إلى الأرض المقدسة، مبتدئاً من الأردن. وصلّى من أجل الوحدة المسيحية وبالأخص بين الكنيستين الشقيقتين الأرثوذكسية والكاثوليكية، واستذكر قول البطريرك الأرثوذكسي أثيناغورس قبل خمسين سنة: “لقد حانت ساعة الشجاعة المسيحية، فنحن نحب بعضنا بعضاً، ونشترك معاً في الإيمان الواحد، فلنسر معاً إلى مجد المشاركة على مذبح واحد”.
وتطرق الكاردينال كوخ السويسري الأصل (64 عاماً) لما يحدث من اضطهاد للمسيحيين في العراق وسوريا وغيرهما من بلدان العالم، وقال بأننا نستطيع القول بأن لدينا شهداء في الأوقات الحالية أكثر من أولئك الذي سقطوا إبان الاضطهاد الروماني في نشأة الكنيسة. وقال بأننا اليوم نجتمع للصلاة من أجل وحدة المسيحيين، ومن أجل السلام، فإنّ المسيحيين المضطهدين لا يتألمون كونهم أرثوذكساً أو كاثوليك أو بروتستانت أو غيرهم. بل هم يتألمون لأنه مسيحيون، وهذا يحفزنا على العمل من أجل الوحدة وروح الانفتاح نحو العالم وبالأخص لخدمة الفقراء والمحتاجين، وكذلك في حوارنا مع الإخوة المسلمين وغيرهم من أتباع الديانات الأخرى.
وفي نهاية القداس، ألقى الكاردينال ساندري كلمة مقتضبة، استذكر فيها زيارة قداسة البابا فرنسيس وكان أحد مرافقيه، كما عبّر عن تضامنه مع الكنائس الشرقية المتألمة، بعد أن شارك الأسبوع الفائت بمؤتمر دولي جرى في العاصمة الأمريكية واشنطن لدعم المسيحيين في الشرق، ومنح بعدها ميدالية تذكارية من البابا إلى المطران مارون لحّام، مطران اللاتين في الأردن، والأب طوني هريمات، كاهن الرعية.
يذكر أن اللجنة المشتركة للحوار اللاهوتي بين الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية، قد انطلقت في موقع المغطس الثلاثاء الماضي، وانعقدت على مدار الأيام الماضية في فندق اللاندمارك في عمان، وتنتهي يوم بعد غد الثلاثاء، وهي تجري للمرة الأولى في الأردن.