التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية المقدسة

5. صلاة التسبيح

2639- صلاة التسبيح هي نمط الصلاة الذي يعبر بالطريقة الآكثر مباشرة عن ان الله هو الله. انها تتغنى بة لآجل ذاته، وتمجده، الى ما هو ابعج من افعاله، لآنة كائن. وعي تشارك في طوبى القلوب النقية التى تحبه في الآيمان قبل ان تعاينه في النجد. بها ينضم الروح الى روحنا ليشهد بأنا اولاد الله(114)، ويشهد للآبن الوحيد الذي به حصل تبنينا، والذي بة نمجد الآب. والتسبيح يجمع في ذاته صيغ الصلاة الأخرى ، ويحملها الى من هو بدايتها وخاتمتها : ” الاله الواحد ، الآب، الذي منه كل شيئ ، ونحن الية” ( 1 كو 8:6).

2640- يذكر القديس لوقا مرارا في انجيله التعجب والتسبيح ازاء عجائب المييح ، ويبرزهما كذلك بالنسبة الة الآفعال الروح القدس التى هي اعمال الرسل: جماعة اورشليم (115)، والمعقد الذي شفاه بطرس ويوحنا (116) ، والجمهور الذي يمجد الله لذلك (117) ،ووثنيو بيسيذيه الذين ” فرحوا ومجدوا كلمة الرب” ( اع 13: 48).

2641- ” تحاوروا في ما بينكم بمزامير وتسابيح واناشيد روحية. رنموا واشيدوا للرب بكل قلوبكم”( اف 5:19)(118). ومثل الكتاب الملهمين ، تعيد الجماعات المسيحية الآولى قراءة كتاب المزامير ، متغنية فية بسر المسيح. وهي ايضا ، في جدة الروح ، تؤلف اناشيد وتسابيح انطلاقا من الحدث الغريب الذي اتمه الله في ابنه: تجسده، موته المنتصر على الموت، قيامته وصعوده الى يمينه (119). فمن ” عجائب ” كل تدبير الخلاص هذه ترتفع المجدلة وتسبيح الله (120).

2642- الكشف ” عما سيكون عن قريب” اوالرؤيا، تحمله تسابيح الليترجيا السماوية(121)،ولكن كذلك شفاعة” الشهود” ( الشهداء)(122). ان الآأنبياء والقديسين ، جميع الذين ذبحوا على الآرض ليشهدوا ليسوع(123) والجمع الكثير من الذين جاؤوا من المحنة الكبرى،قد سبقونا الى الملكوت وهم يتغنون بتسبحة مجد من يجلس على عرش الحمل (124) . وبالاشتراك معهم تتغنى كنيسة الآرض ايضا بهذه التسابيح في الآيمان والمنحة. والايمان في الطلب والشفاعة، يرجو على خلاف كل رجاء ، وشكر ” ابا الانوار، الذي من لدنه تهبط كل عطية صالحة”(125) الآيمان هو هكذا تسبيح محض.

2643- تحوي الآفخارستيا كل صيغ وتعبر عنها. انها ” التقدمة الزكية” لكل جسد المسيح ” لمجد اسمه” (126) . انها بحسب تقليدي الشرق والغرب ” ذبيحة التسبيح”

بايجاز

2644-ان الروح القدس الذي يعلم تاكنيسة ويذكرها بكل ما قاله يسوع يربيها ايضا على الحياة الصلاة ، بايجاد تعابير تتجدد ضمن انماط باقية: المباركة ، والطلب، والشفاعة، والشكر والتسبيح.

2645- اذا كان قلب الآنسان يستطيع ان يرد بمباركة من هو ينبوع كل بركة، فلان الله قد باركة.

2646- صلاة الطلب موضوعها المغفرة، والسعي الى الملكوت، وكل احتياج حقيقي.

2647- صلاة الشفاعة هي طلب لآجل اخر، وهي ليس لها حدود وتمتد الى الآعداء.

2648- كل فرح وكل مشقة، وكل حدث وكل احتياج يمكن ان يكونوا موضوع الشكر الذي ، بالاشتراك مع شكر المسيح ، يجب ان يملآ الحياة كلها : اشكروا على كل شئ” ( 1 تس 5: 18)

2649- صلاة التسبيح ، المنزهة عن المصلحة تتوجة نحو الله . فتتغنى بة ، ولاجله ، وتمجده الى ما هو ابعد من افعاله ، لآجل ذاته.

الفصل الثاني

تقليد الصلاة

2650- لا تقصير الصلاة على ان تكون تفجرا تلقائيا داخلي: لا بد ان نريد الصلاة لكي نصلي ولا يكفي كذلك ان نعلم مكا يكشفه الكتاب عن الصلاة ، يجب ايضا ان نتعلم الصلاة. وفي الواقع ان الروح القدس، بنقل حي ( التقليد المقدس) ،في الكنيسة المؤمنة والمصلية (1) يعلم اولاد الله ان يصلوا.

2651- تقليد المسيحية هو وجة ومن جوه نمو تقليد الآيمان، خصوصا بالتامل والبحث لدى الؤمنين الذي يحفظون في قلوبهم الآحداث وكلام تدبير الخلاص وبتعمقهم في الحقائق الروحية التي يختبرونها (2).

المقال الأول

ينابيع الصلاة

2652- الروح القدس هو” الماء الحي” الذي ، في قلب من يصلي ” يتفجر حياة ابدية” .(3) وهوم الذي يعلمنا ان نتقبله من الينبوع نفسه أي المسيع . وهناك في الحياة الميسحية اماكن فيها ينابيع ينتظرنا عندها المسيح ليروينا من الروح القدس.

كلام الله

2653- الكنيسة” تحرص تحريصا ملحاحا خصوصا جميع المسحين(…) علي ان يدركوا بالمواظبة على القراءة الكتب الالهية،” معرفة يسوع المسيح السامية” (في 3:8) (…) ولكن يجب ان يقرنوا الصلاة بقراة الكتب المقدسة، لينشأ حوار بين الله والناس ، ” فالى الله نتحدث عندما نصلي ، واليه نستمع عندما نقرا ايات الوحي الآلهي(4) .

2654- لقد علق الآباء الروحيون على متي 7:7 فلخصوا هكذا استعدادات القلب المغتذي بكلام الله في الصلاة: ” اطلبوا وانتم تقراون فتجدوا وانتم تتأملون. اقرعوا وانتم تصلون ففيفتح لكم بالتأمل”.(5)

ليترجيا الكنيسة

2655- ان الرساله الكنسية والروح القدس، التي تعلن سر الخلاص وتجعله حاضرا وتبلغه، في الليترجيا الآسرارية وتستمر في قلب من يصلي. وقد شبه الآباء تاروحيون احيانا القلب بالمذبح. فالصلاة ،تدخل الليترجيا في الصميم وتتمثلها قبل الآحتفال بها وبعده. والصلاة ، حتي عندما يحياها الانسان ” في الخفية” (متى 6:6) ، هي دائما صلاة الكنيسة وهي اتحاد مع الثالوث الآقدس (6).

الفضائل الإلهية

2656- يدخل الآنسان في الصلاة كما يدخل في الليترجيا ، أي من باب الآيمان الضيق ونحن من خلال علامات حضور الرب ، انما نلتمس وجهة ونتوق الية ، ونريد ان نسمع كلامه ونحفظه.

2657- ان الروح القدس، الذي يعلمنا القيام بالليترجيا في انتظار عودة المسيح، يربينا على الصلاة في الرجاء. وبالعكس، ان الصلاة الكنسية والصلاة الشخصية تغذيان فينا الرجاء . والمزامير على الخصوص ، بلغتها الحسية والمتنوعة ، تعلمنا ان نضع رجاءنا في الله: ” رجوت الرب رجاء فحنا علي وسمع صراخي ” ( مز 40:2). ” ليؤتكم اله الرجاء ملء الفرح والسلام في الايمان ، حتى تفيضوا رجاء الروح القدس”( رو 15:13).

2658- ” الرجاء لا يخزي ، لآن محبة الله قد افيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي اعطيناة ” (رو 5:5) . والصلاة التي تنشئها الحياة الليترجية تستمد كل شئ من المحبة التي احبنا بها المسيح، والتي تولينا الاجابة عنها بأن نحبه كما احبنا هو. المحبة هي ينبوع الصلاة ، ومن اغترف منها قمة الصلاة :

” احبك يا الهي ، ورغبتي الوحيدة هي في ان احبك حتى اخر نفس في حياتي . احبك يا الهي الجدير بالحب اللامتناهي ، وافضل ان اموت وانا احبك على ان احيا دون ان احبك . احبك يا رب، والنعمة الوحدة التي التمسها منك ان احبك مدى الآبد.(…) يا الهي ، اذا عجز لساني عن ان يقول في كل لحظه اني احبك فمرادي ان يكرر لك قلبي على عدد انفاسي ” (7)

” اليوم”

2659- نتعلم الصلاه احيانا بالاستماع لكلام الرب، وبالاشتراك في سشره الفصحي. ولكن روحه يعطي لنا لينبع فينا الصلاة ، في كل وقت ، وفي احداث كل يوم. وتعليم يسوع عن الصلاه الى ابينا هو ذات سياق تعليمه عن العناية الا لهية (8) الزمان هو بين يدي الاب . ونحن نلتقيه في الحاضر ،لا البارحة ولا غدا وانما اليوم: “اليوم اذا سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم ” ( مز 95:8)

2660- الصلاة وسط احداث كل يوم ، وكل لحظة، هي واحد من اسرار الماكوت المعلنة ” للصغار “، لخدام المسيح ، لمساكين التطويبات . من القويم والصالح ان نصلي لكي يؤثر في مجرى التاريخ مجئ ملكوت العدالة والسلام. ولكن من المهم ايضا ان نعجن بالصلاة عجينة الاحوال اليومية الوضيعة. ويمكن ان تكون جميع صيغ الصلاة تلك الخميرة التي يشبه بها الرب الملكوت.(9)

بإيجاز

2661- ان الروح القدس يعلم ابناء الله الصلاة في كنيسة بنقل حي هو التقليد.

2662- كلام الله ، وليتورجيا الكنيسة ، وفضائل الايمان والرجاء والمحبة هي ينابيع الصلاة.

المقال الثاني

طريق الصلاة

2663- كل الكنيسة ، في الصلاه الحي ، تعرض على مؤمنيها ، بحسب القر نية التارخية والآجتماعية والثقافية ، لغة صلاتهم : من الكلام، وانغام ، وحركات وايقونات ويعود الى السلطة التعليمية(10) ان نتميز الآمانة ، في طرق الصلاة هذه ن لتقليد الآيمان الرسولي ، ويعود الى الرعاة ومعلمي الدين شرح معانيها المرتبطة دائما بالمسيح.

الصلاة الى الآب

2664- ليس من الطريق للصلاة المسحية غير المسيح. فسواء كانت صلاتنا جماعية او شخصية ، كلامية او قلبية ، فهي لن تصل الى الآب الا اذا صلينا ” في اسم ” يسوع. فبشرية يسوع المقدسة هي اذن الطريق الذي يعلمنا به الروح القدس ان نصلي لله ابينا .

الصلاة الى يسوع

2655- تعلمنا صلاة الكنيسة، التي يغذيها كلام الله والاحتفال بالليترجيا، الصلاة الى الرب يسوع. وهي، وان وجهت خصوصا الى الاب، تحوي في جميع التقاليد الليترجية صيغ صلاة موجهة الى المسيح. بعض المزامير، بحسب جعلها انية في صلاة الكنيسة، والعهد الجديد يضعان على شفاهنا ويحفران في قلوبنا ادعية هذه الصلاة الى المسيح.

بايجاز

2692- الكنيسة المترحلة على الارض تشترك في صلاتها مع كنيسة القديسين الذين تلتمس شفاعتهم . 

2693- تساهم الروحانيات المسيحية المختلفة في تقليد الصلاة الحي، وهي بمثابة ادلاء ممتازين على الحياة الروحية . 

2694- الاسرة المسيحية هي المكان الاول للتربية على الصلاة . 

2695- الخدام المرسومون ، والحياة المكرسة ، والتعليم الديني، وجماعات الصلاة، و”الارشاد الروحي” تؤمن في الكنيسة عونا على الصلاة . 

2696- الاماكن الاكثر صلاحا للصلاة هي المعبد الشخصي والعائلي، والاديار، ومعابد الحج، وخصوصا الكنيسة التي هي المكان الخاص بالصلاة الليترجية لجماعة الرعية، والمكان المتميز للعبادة الافخارستية .

الفصل الثالث 

حياة الصلاة

2697- الصلاة هي حياة القلب الجديد. ولا بد من ان تنعشنا في كل لحظة. وفي الواقع نحن ننسى من هو حياتنا وكل شيء لنا. لذلك يلح الاباء الروحيون، في سياق تثنية الاشتراع والانبياء، في الصلاة “كذكر لله”، وايقاظ متكرر “لذاكرة القلب”: “يجب ان نتذكر الله تكرارا اكثر مما نتنفس” . ولكن لا يستطيع الانسان ان يصلي “في كل وقت”، ان لم يصل في بعض الاحيان، بارادته : انها اوقات الصلاة المسيحية القوية بشدتها ومدتها .

2698 – يعرض التقليد الكنسي على المؤمنين ايقاعات صلاة معدة لتغذية الصلاة المتواصلة. بعضها يومي: صلاة الصبح والمساء، والتي قبل تناول الطعام وبعده، وليترجيا الساعات. ويوم الاحد المرتكز على الافخارستيا، تقدسه خصوصا الصلاة. ثم ان دورة السنة الليترجية وأعيادها الكبيرة هي ايقاعات اساسية في حياة الصلاة المسيحية .

2699-لرب كل انسان في السبل وبالطريقة التي ترضيه.وكل مؤمن يجيبه ايضا بحسب عزم قلبه وتعابير صلاته الشخصية. ومع ذلك فقد حفظ التقليد المسيحي ثلاثة تعابير كبرى عن حياة الصلاة: الصلاة الشفوية، والتأمل ، والصلاة العقلية. وبينها رابط أساسي مشترك هو خشوع القلب. وهذا التيقظ للحفاظ على كلام الله والمكوث في حضرته يجعل من هذه التعابير اوقاتا مكثفة لحياة الصلاة .

المقال الاول 

تعابير الصلاة

1 . الصلاة الشفوية

2700- يخاطب الله الانسان بكلامه. وبالكلام الذهني او الصوتي تتخذ صلاتنا كينونة لها. ولكن الاهم هو حضور القلب لذلك الذي نكلمه بالصلاة . “الاستجابة لصلاتنا تتعلق لا بكمية الكلام وانما بحرارة نفوسنا” .

2701- الصلاة الشفوية هي معطى لا بد منه للحياة المسيحية. ان التلاميذ الذين اجتذبتهم صلاة معلمهم الصامتة قد لقنهم هو صلاة شفوية هي “الابانا” . ويسوع لم يصل الصلوات الليترجية في المجمع فحسب، وانما نراه في الاناجيل يرفع صوته ليعبر عن صلاته الشخصية، من مباركة الاب بابتهاج ، إلى ضيقة الجسمانية .

2702- ان الحاجة إلى اشراك الحواس في الصلاة الداخلية تتوافق وما تقتضيه طبيعتنا البشرية. فنحن جسد وروح، ونشعر بالحاجة إلى التعبير عن عواطفنا تعبيرا خارجيا. ويجب ان نصلي بكل كياننا لندعم ابتهالنا بكل القوة الممكنة .
2703- هذه الحاجة تتوافق ايضا تتوافق ايضا وما تقتضيه الله. فالله يطلب عبادا بالروح والحق، وبالتالي صلاة ترتفع حية من أعماق النفس. وهو يريد ايضا التعبير الخارجي الذي يشرك الجسد في الصلاة الداخلية، لانه يحمل الية ذلك الاكرام الكامل من كل ما له حق فيه .

2704- بما ان الصلاة الشفوية خارجية ومتجذرة في الطبيعة البشرية، فهي صلاة الجماهية بامتياز. ولكن حتى الصلاة عمقا في النفس لا تستطيع اهمال الصلاة الشفوية. وتصبح الصلاة الداخلية بمقدار وعينا لذاك “الذي نخاطبه” . وعندئذ تصبح الصلاة الشفوية صيغة اولى للصلاة التأملية . 

2. التأمل

2705- التأمل هو على الخصوص سعي. فيسعى الذهن إلى ادراك الحياة المسيحية : لماذا هي، وكيف هي، حتى يعتنق ما يطلبه الرب ويستجيب له. ويجب لذلك انتباة ليس من السهل ضبطه. ويستعين الانسان عادة بكتاب، والكتب متوفرة للمسيحيين: من الكتب المقدسة، إلى الانجيل بنوع خاص، إلى الايقونات المقدسة، والنصوص الليترجية اليومية او الموسمية، وكتابات الاباء الروحيين، والمؤلفات الروحية، وكتاب الخلق الكبير والتاريخ، وصفحة “حاضر” الله.

2706- التأمل في ما نقرأ يقود إلى تملكه بمقابلته مع الذات. وهنا كتاب اخر مفتوح ، انه كتاب الحياة. فنعبر من الفكر إلى الواقع. فنكتشف فيه بمقياس التواضع والايمان الحركات التي تختلج في القلب ونستطيع تمييزها. والمقصود ان نعمل الحقيقة لنبلغ النور:” يا رب، ماذا تريد أن افعل؟” .

2707- طرائق التأمل متنوعة بعدد المعلمين الروحيين. ومن واجب المسيحي ان يريد التأمل بانتظام، والا فهو يشبه انواع الارض الثلاثة الاولى في مثل الزارع . ولكن الطريقة ليست سوى دليل. المهم هو التقدم، مع الروح القدس، على طريق الصلاة الوحيد، يسوع المسيح .

2708- التأمل يحرك الفكر والمخيلة والانفعال والرغبة. وهذا التجييش ضروري لتعميق اليقين الايماني، وبعث توبة القلب ودعم ارادة اقتفاء المسيح. والصلاة المسيحية تؤثر العكوف على تأمل “اسرار المسيح”، كما في “القراءة الالهية” او الوردية. وهذه الصيغة أبعد، أي المعرفة المحبة للرب يسوع والاتحاد به.

3. الصلاة العقلية

2709- ما هي الصلاة العقلية؟ تجيب القديسة تريزيا :” الصلاة العقلية ليست في نظري سوى علاقة صداقة حميمة، يتحدث فيها الانسان مرارا مع الله وحده، مع ذاك الاله الذي يعرف انه يحبه” . الصلاة العقلية تسعى إلى “ذاك يحبه قلبي” (نش 1: 7) . انه يسوع، وفيه الاب. نسعى اليه لان الرغبة فيه هي دائما بدء المحبة، والسعي يكون في الايمان المحض، الذي يجعلنا نولد منه ونعيش فيه. وبالامكان التأمل ايضا في الصلاة العقلية، الا ان النظر يحدق إلى الرب.

2710- يتعلق اختيار وقت الصلاة العقلية ومدتها بارادة محددة، تكشف اسرار القلب. لا يقوم الانسان بهذه الصلاة عندما يتوفر له الوقت، وانما يتخذ الانسان الوقت ليكون للرب، مع التصميم الثابت على عدم استرجاعه في خلال المسيرة، مهما كانت المحن ويبوسة اللقاء. لا يستطيع الانسان ان يتأمل دائما. ولكنه يستطيع ان يصلي دائما صلاة عقلية،بمعزل عن أوضاع الصحة، والعمل والنوازع النفسية. فالقلب هو مكان السعي واللقاء، في الفقر وفي الايمان .

2711- الدخول في الصلاة العقلية يشبه الدخول في الليترجيا الافخارستية: “تجميع” القلب، وحشد كل كياننا في الخضوع للروح القدس، والاقامة في مسكن الرب الذي هو نحن، وايقاظ الايمان للدخول في حضرة ذاك الذي ينتظرنا ، واسقاط اقنعتنا، واعادة قلبنا إلى الرب الذي يحبنا لنسلم له ذاتنا كتقدمة لينقيها ويغيرها .

2712- الصلاة العقلية هي صلاة ابن الله، والخاطىء الذي حصل على المغفرة ووافق على قبول المحبة التي احب بها، واراد ان يجيب عنها بأن يحب اكثر ايضا . ولكنه يعلم ان حبة بالمقابل هو الذي يفضيه الروح القدس في قلبه، لان كل شيء نعمة من لدن الله. الصلاة العقلية هي التسليم المتواضع والمسكين لارادة الاب المحبة، باتحاد يزداد عمقا بابنه الحبيب . 

2713- وهكذا تكون الصلاة العقلية التعبير الابسط عن سر الصلاة . انها موهبة ونعمة، ولا يمكن قبولها الا في التواضع والفقر. الصلاة العقلية علاقة عهد يقيمه الله في أعماق كياننا . انها مشاركة، فيها يطابق الثالوث الاقدس الانسان، صورة الله، “على مثاله”.

2714- والصلاة العقلية هي ايضا زمن الصلاة المكثف بامتياز. وفيها الاب يؤيدنا بقوة روحه في الانسان الباطن، ليحل المسيح بالايمان في قلوبنا حتى نتأصل في المحبة ونتأسس عليها .

2715- المشاهد نظرة ايمان، تحدق إلى يسوع .”انظر الية وانظر الي”، هذا ما كان يقوله في زمن خورية القديس فلاح أرس المصلي أمام بيت القربان . وهذا الانتباة الية هو تخل عن “الانا” . نظرته تنقي القلب. ونور نظرة يسوع يضىء عيون قلبنا، ويعلمنا ان نرى كل شيء في نور حقيقته واشفاقه على جميع الناس .والمشاهدة تحدق ايضا إلى اسرار حياة يسوع، فتعلم هكذا “المعرفة الداخلية للرب” لتزداد حبا واقتفاء له .

2716- الصلاة العقلية هي اصغاء إلى كلام الله. وليس هذا الاصغاء سلبيا، انما هو طاعة الايمان، وقبول العبد غير المشروط، والتصاق الابن المحب. انه يشارك في “نعم” الابن الذي صار عبدا، وفي “ليكن لي” التي قالتها الامة المتواضعة .

2717- والصلاة العقلية هي صمت، هذا “الرمز للعالم الاتي” او هي “محبة صامته” . والكلام في الصلاة العقلية ليس خطابا وانما غصينات تغذي نار المحبة.ففي هذا الصمت، الذي لا يطيقه الانسان “الخارجي”، يقول لنا الاب كلمته المتجسد في الامة وموته وقيامته، ويجعلنا الروح النبوي نشارك في صلاة يسوع .

2718- الصلاة العقلية هي اتحاد بصلاة المسيح بمقدار ما تجعلنا نشترك في سره. وسر المسيح تحتفل به الكنيسة في الافخارستيا، والروح القدس يحييه في الصلاة العقلية حتى تظهره المحبة الفاعلة .

2719- الصلاة العقلية هي شراكة محبة تحمل الحياة للكثيرين، بمقدار ما هي موافقة على البقاء في ليل الايمان. فليل القيامة الفصحية يمر بليل النزاع والقبر. فهذه الاوقات الثلاثة المكثفة في ساعة يسوع هي التي يحييها روحه (وليس الجسد الذي هو ضعيف)في الصلاة العقلية. ويجب ان نوافق على “السهر ساعة معه” .

بايجاز

2720- تدعو الكنيسة المؤمنين إلى صلاة منتظمة: صلوات يومية، ليترجيا الساعات، الافخارستيا في الاحاد، وأعياد السنة الليترجية . 

2721- التقليد المسيحي يحوي ثلاثة معايير كبرى عن حياة الصلاة: الصلاة الشفوية، والتأمل، والصلاة العقلية. ويجمع بينها خشوع القلب . 

2722- الصلاة الشفوية المؤسسة على اتحاد الجسد والروح في الطبيعة البشرية تجعل الجسد يشترك في صلاة القلب الداخلية، على مثال المسيح الذي صلى إلى ابيه وعلم تلاميذه “الابانا” . 

2723- التأمل سعي تصحبه الصلاة تحرك الفكر والمخيلة والانفعال والرغبة. وغايته التملك في الايمان لموضوع التفكير بالمقابلة مع واقع حياتنا . 

2724- الصلاة العقلية هي التعبير البسيط عن سر الصلاة. انها نظرة ايمان تحدق إلى يسوع، واصغاء إلى كلام الله، ومحبة صامتة. انها تحقق الاتحاد بصلاة يسوع بمقدار ما تجعلنا نشترك في سره .

المقال الثاني 

جهاد الصلاة

2725- الصلاة موهبة من النعمة وجواب ثابت من قلبنا. انها تفترض دائما جهدا. وذلك ما يعلمنا اياة المصلون الكبار في العهد القديم قبل المسيح، وكذلك ام الله، والقديسون : ان الصلاة جهاد. ضد من؟ ضد انفسنا، وحيل المجرب الذي يعمل كل ما في وسعه ليصرف الانسان عن الصلاة، والاتحاد بالهه. يصلي الانسان كما يعيش، لانه يعيش كما يصلي. فاذا لم يرد الانسان ان يعمل عادة بحسب روح المسيح، فلن يستطيع ان يصلي عادة باسمه . “الجهاد الروحي” في حياة المسيحي الجديدة لا ينفصل عن جهاد الصلاة .

1. الاعتراضات على الصلاة :

2726- في جهاد الصلاة، علينا ان نجابه فينا وحولنا مفاهيم خاطئة للصلاة. فبعضها يرى فيها نفسية لا غير، وبعضها الاخر جهدا في التركيز الداخلي للوصول إلى الفراغ الذهني. بعضها يقوننها في وقفات وكلمات شعائرية. وفي لاوعي الكثيرين من المسيحيين ان الصلاة شغل لا يتفق مع كل ما عليهم ان يعملوا : فليس لديهم الوقت. ومن يسعون إلى الله بالصلاة تهن عزيمتهم سريعا لانهم يجهلون ان الصلاة تأتي ايضا من الروح القدس وليس منهم وحدهم .

2727- وعلينا ايضا ان نجابة عقليات من “هذا العالم” . وهي تنفذ الينا اذا لم نكن متيقظين، من مثل ان الحقيقي هو فقط ما يحققه العقل والعلم (والصلاة تتجاوز وعينا ولاعينا)؛ومثل قيم الانتاج والمردود (والصلاة غير منتجة ، فهي اذن لا فائدة منها)، والاعتداد بالمحسوس وبالرخاء كمقاييس للحق والخير والجمال (والصلاة “حب الجمال” فيلوكاليا مشغوفة بمجد الله الحي الحقيقي)؛ وفي ردة فعل على الفعلانية تبدى الصلاة كهروب من العالم (والصلاة المسيحية ليست خروجا من التاريخ ولا طلاقا من الحياة).

2728- على جهادنا اخيرا ان يجابه ما نشعر به كأنه اخفاقات في الصلاة : من فتور الهمة امام ما ينتابنا من يبوسة، وحزن لاننا لا نعطي كل شيء للرب، اذ لدينا “خيرات كثيرة” ، وخيبة لعدم الاستجابة لنا بحسب ارادتنا الخاصة، وجرح كبريائنا التي تتأبى ذل كوننا خطاة، وحساسية بالنسبة إلى مجانية الصلاة، الخ. والنتيجة هي دائما: ما الفائدة من الصلاة؟ ولا بد، للتغلب على هذه العراقيل،من المجاهدة للحصول على التواضع والثقة والثبات .

2. يقظة القلب المتواضعة 

ازاء مصاعب الصلاة

2729- الصعوبة العادية في صلاتنا هي التشتت، الذي قد يصيب الكلمات ومعناها في الصلاة الشفوية؛ وقد يكون له عمق اشد فيصرف عن ذلك الذي نصلي اليه، في الصلاة الشفوية (الليترجية او الشخصية)، وفي التأمل والصلاة العقلية . والسعي إلى مطاردة هذا التشتت يكون وقوعا في فخاخة، بينما يكفي ان نعود إلى قلبنا: فالتشتت يكشف لنا ما نحن متعلقون، وهذا الوعي المتواضع امام الرب يجب ان يوقظ محبتنا وتفضيلنا له، فنقدم له قلبنا بعزم حتى ينقية . هنا موضع الجهاد واختيار المعلم الذي تجب خدمته .

2730- ومن الناحية الايجابية يكون جهاد الانا المتملك والمتسلط بالتيقظ وقناعة القلب. وعندما يلح يسوع في طلب التيقظ، فهذا مرتبط دوما به، وبمجيئة في اليوم اليوم الاخير وفي كل يوم: “اليوم” . فالعروس يأتي في نصف الليل، والنور الذي يجب ان لا ينطفىء هو نور الايمان :” فيك قال قلبي: ” التمسوا وجهي” (مز 27: 8).

2731- هناك صعوبة اخرى خصوصا للذين يريدون ان يصلوا بصدق وهي اليبوسة. وهي جزء من الصلاة العقلية حيث يفطم القلب، فلا يتذوق الافكار، والذكريات والعواطف حتى الروحية. انه اوان الايمان الخالص، الذي يقف بأمانة مع يسوع في النزاع والقبر.”ان ماتت، فانها تأتي بثمر كثير” (يو 12: 24). واذا كانت اليبوسة لانعدام التأمل ، اذ وقع الكلام على الصخر، فالجهاد يرتبط بالتوبة .

ازاء تجارب الصلاة

2732- التجربة الاكثر شيوعا والاخفى هي قلة الايمان، التي تبدو في تفضيل واقعي اكثر مما في عدم ايمان معلن. فعندما نبدأ بالصلاة، تحضرنا، وكأن لها الاولية، الاف الاعمال والهموم التي نعدها ملحة. وهذا هو، من جديد، اوان حقيقة القلب وما تفضله محبته. وحينا نلتفت إلى الرب كملاذنا الاخير: ولكن هل نؤمن بذلك؟ وحينا نتخذ الرب كحليف، ولكن القلب لا يزال بالاعتداد. وفي كل حال تظهر قلة ايماننا اننا لسنا بعد في استعداد القلب المتواضع :” انكم بدوني لا تستطيعون ان تفعلوا شيئا” (يو 15: 5).

2733- هناك تجربة اخرى يفتح لها الاعتداد بالنفس الباب وهي السأم. ويعني بذلك الاباء الروحيون شكلا من اشكال سقوط الهمة سببه التراخي في الرياضة الروحية، والضعف في التيقظ، واهمال القلب :” ان الروح نشيط، اما الجسد فضعيف” (متى 26: 41).وكلما سقط الانسان من عل،كان الاذى اللاحق به اكبر. وهبوط العزم الاليم هو الوجه الخلفي للاعتداد: فمن كان متواضعا لا يتعجب من شقائه، الذي يحمله على مزيد من الثقة، وعلى الصمود في الثبات .

3. الثقة البنوية

2734- الثقة البنوية تمتحن- وتبرهن عن ذاتها- في الشدة . والصعوبة الكبرى هي في صلاة الطلب لاجل الذات او لاجل الاخرين في الشفاعة. وبعضهم يتوقف حتى عن الصلاة لانهم يحسبون ان سؤلهم لم يستجب. وهنا يطرح سؤالان : لماذا نحسب ان سؤلنا لم يستجب؟ وكيف تستجاب صلاتنا وتكون “فاعلة” ؟

لماذا نشتكي من اننا لم نستجب ؟

2735- هناك أمر يدعو اولا إلى العجب. عندما نسبح الله او نشكره لاجل احساناته عموما،لا تقلق لمعرفة هل صلاتنا مرضية لدية. وبازاء ذلك نقتضي ان نرى نتيجة طلبنا. فما هي اذن صورة الله التي تحملنا على الصلاة؟ وسيلة نستعملها او أبو ربنا يسوع المسيح؟

2736- هل نحن متيقنون “اننا لا نعرف كيف نصلي كما ينبغي” (رو 8: 26)؟ هل نسأل الله “الخيرات الموافقة”؟ وأبونا يعلم جيدا بما نحتاج اليه،قبل ان نسأله ، ولكنة ينتظر سؤالنا لان كرامة اولاده هي في حريتهم. ومن الواجب ان نصلي مع روحه، روح الحرية لكي نستطيع ان نعرف في الحقيقة رغبته . 

2737- “ليس لكم شيء لانكم لا تطلبون. تطلبون ولا تناولون لانكم تسيئون الطلب، اذ تبتغون الانفاق في ملذاتكم” (يع 4: 2-3) . فاذا سألنا بقلب مقسم “فاجر” ، لا يستطيع الله الاستجابة لنا، لانه يريد خيرنا، وحياتنا. “او تظنون ان الكتاب يقول عبثا: ان الله يحب، حتى الغيرة، الروح الذي احله فيكم؟ ” (يع 4: 5). الهنا “غيور” علينا، وهذا هو الدليل على صدق محبته . لندخل في رغبة روحه فيستجاب لنا: “لا تجزع اذا لم تتلق من الله على الفور ما تسأله ؛ فهو يزيدك خيرا بمواظبتك على البقاء معه في الصلاة ” . انه يريد “ان تمتحن رغبتنا في الصلاة . انه يهيئنا لتقبل ما هو مستعد لمنحنا ” .

كيف تكون صلاتنا فاعلة ؟

2738- ان الكشف عن الصلاة في تدبير الخلاص يعلمنا ان الايمان يستند إلى عمل الله التاريخ. والثقة النبوية مبعثها عمله المتميز أي الام ابنه وقيامته. والصلاة المسيحية هي مساهمة في عنايته، وفي تصميم حبة للبشر .

2739- هذه الثقة هي، عند القديس بولس، جريئة ، مرتكزة على صلاة الروح فينا، وعلى محبة الاب وأمانته، هو الذي أعطانا ابنه الحبيب ، وتبدل القلب الذي يصلي هو الجواب الاول عن سؤالنا .

2740- صلاة يسوع تجعل الصلاة المسيحية طلبا فاعلا . انه مثالها، فهو يصلي فينا ومعنا. وبما ان قلب الابن لا يلتمس الا ما يرضي الاب، فكيف يتعلق قلب الاولاد بالتبني بالعطايا اكثر مما بالمعطي ؟

2741- يسوع يصلي ايضا لاجلنا، وبدلا منا ولمصلحتنا. وكل طلباتنا قد جمعت مرة واحدة عن الكل في صراخة على الصليب، واستجابها الاب في قيامته . لذلك فهو لا ينب يشفع فينا عند الاب . واذا كانت صلاتنا متحدة بقوة بصلاة يسوع، في ثقة وجرأة بنوية، نحصل على كل ما نسأل باسمة، واكثر من هذا وذاك، على الروح القدس عينه الذي يحوي جميع المواهب .

4. الثبات على المحبة

2742- “صلوا بلا انقطاع” (1 تس 5: 17)، “في كل وقت وعلى كل حال اشكروا الله الاب، باسم ربنا يسوع المسيح” (أف 5: 20). “صلوا كل حين في الروح كل صلاة ودعاء. اسهروا لهذا في مواظبة لا تني، وصلوا لاجل جميع القديسين ” (أف 6: 18). “لم يفرض علينا ان نعمل ونسهر ونصوم دائما، بينما الزمنا بشريعة الصلاة بلا انقطاع” . وهذا النشاط الذي لا يكل لا يمكن ان يأتي الا من المحبة. وجهاد الصلاة ضد ثقلنا وكسلنا هو جهاد المحبة المتواضعة ، الواثقة ، المثابرة . وهذه المحبة تفتح قلوبنا على ثلاث بينات منيرة ومحيية :

2743- الصلاة هي ممكنة دائما : فزمن المسيحي هو زمن المسيح القائم الذي هو “معنا كل الايام” (متى 28: 20)، مهما كانت العواصف . زمننا هو بيد الله : “من الممكن حتى في السوق او في نزهة منفردة ان تصلي صلاة كثيرة وحارة، وأنت جالس في حانوتك سواء للشراء او للبيع ، او حتى للطبخ” .

2744- الصلاة ضرورة حياتية . والبرهان بالعكس لا يقل اثباتا لذلك: فنحن ان لم ننقد للروح فسنقع تحت عبودية الخطيئة . كيف يستطيع ان يكون “حياتنا” اذا كان قلبنا بعيدا عنه؟ ” لا شيء تساوي الصلاة قيمة؛ انها تجعل المستحيل ممكنا، والصعب سهلا. من المستحيل على الانسان الذي يصلي ان يخطأ” . “من يصل يخلص بالتأكيد : ومن لا يصل يهلك بالتأكيد ” .

2745- لا يمكن الفصل بين الحياة المسيحية والصلاة لان موضوعهما هو المحبة ذاتها والتجرد ذاته الناتج عن المحبة؛ والمطابقة النبوية المحبة ذاتها لقصد محبة الاب؛ والاتحاد ذاته الذي يحولنا في الروح القدس، والذي يجعلنا نزداد دوما تطابقا مع المسيح يسوع؛ والمحبة ذاتها لجميع البشر، وهي من تلك المحبة التي أحبنا بها يسوع. “يعطيكم الاب جميع ما تسألونه باسمي. فما أوصيكم به اذن هو ان يحب بعضكم بعضا” (يو 15: 16-17). “ذاك يصلي بلا انقطاع من يقرن الصلاة بالاعمال والاعمال بالصلاة. هكذا فقط نستطيع ان نرى مبدأ الصلاة بلا انقطاع قابلا للتطبيق” .

صلاة ساعة يسوع

2746- عندما حانت ساعة يسوع، صلى إلى الاب . وصلاته، التي هي أطول ما نقله الانجيل، تتناول كل تدبير الخلق والخلاص، وكذلك موته وقيامته. ان صلاة ساعة يسوع تبقى دائما له، مثلما فصحه الذي حدث “مرة فقط” يبقى حاضرا في ليترجيا الكنيسة .

2747- التقليد المسيحي يدعوها بحق صلاة يسوع “الكهنوتية” . انها صلاة حبرنا الاعظم، وهي لا تنفصل عن ذبيحته، وعن “عبورة” (الفصح)إلى الاب حيث يكرس كله للاب .

2748- في هذه الصلاة الفصحية المرتبطة بالذبيحة، كل شيء “يستعاد مختصرا فيه” : الله والعالم، الكلمة والجسد، الحياة الابدية والزمن، المحبة التي تسلم ذاتها والخطيئة التي تخونها، التلاميذ الحاضرون والذين يؤمنون به عن كلامهم، الاتضاع والمجد. انها صلاة الوحدة .

2749- لقد أكمل يسوع كل شيء من عمل الاب.وصلاته، كذبيحته ، تمتد إلى انتهاء الزمن. وصلاة “الساعة” تملا الازمنة الاخيرة وتؤدي بها إلى نهايتها. ان يسوع، الابن الذي أعطاه الاب كل شيء ، قد سلم ذاته كلها للاب، وفي الوقت ذاته، هو يتكلم بحرية عظيمة ، بالسلطة التي اولاه الاب اياها على كل جسد. والابن الذي جعل نفسه عبدا هو الرب القدير (بانتوكراتور). وحبرنا الاعظم الذي يصلي لاجلنا هو ايضا الذي يصلي فينا، والالة الذي يستجيب لنا .

2750- بدخولنا في اسم الرب يسوع القدوس، نستطيع ان نتقبل من الداخل الصلاة التي يعلمنا اياها :” ابانا”. فصلاته الكهنوتية توحي من الداخل بطلبات الابانا الكبرى: الاهتمام باسم الاب ، والهيام بملكوته (المجد) ، واتمام مشيئة الاب، وتصميمه الخلاصي ، والتحرير من الشر .

2751- اخيرا يكشف لنا يسوع في هذه الصلاة ويعطينا “معرفة” الاب والابن التي لا يمكن فصلها،والتي هي سر حياة الصلاة بعينه.

بايجاز

2752- تفترض الصلاة جهدا وجهادا لانفسنا ولحيل المجرب.وجهاد الصلاة لا يمكن فصله عن “الجهاد الروحي” الضروري للسلوك عادة بحسب روح المسيح:يصلي الانسان كما يعيش لانه يعيش كما يصلي.

2753- في جهاد الصلاة علينا ان نجابه مفاهيم خاطئة،وتيارات متنوعة من العقليات،واختبار اخفاقاتنا.فينبغي ان نجيب بالتواضع والثقة والثبات عن هذه التجارب التي تلقي الشك في فائدة الصلاة بل في امكانها ذاته.

2754- المصاعب الكبرى في ممارسة الصلاة هي التشتت واليبوسة.والعلاج هو في الايمان والتوبة وتيقظ القلب.

2755- هناك تجربتان تهددان مرارا كثيرة الصلاة: قلة الايمان والسام،الذي هو شكل من اشكال سقوط الهمة ناتج عن التراخي في الرياضة الروحية ودافع الى فتور العزم.

2756- توضع الثقة النبوية موضع الامتحان عندما نشعر باننا لم نستجب دائما.فيدعونا الانجيل الى ان نتساءل عن تطابق صلاتنا ورغبة الروح.

2757- “صلوا بلا انقطاع”(1 تس 17:5).ان الصلاة ممكنة دائما،بل هي ضرورة حياتية ولا يمكن فصل الصلاة عن الحياة المسيحية.

2758- ان صلاة “ساعة” يسوع،المسماة بحق “صلاة كهنوتية”،تستعيد وتختصر كل تدبير الخلق والخلاص.وهي توحي بطلبات “الابانا” الكبرى.