التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية المقدسة
الفصل الثالث
خلاص الله : الشريعة والنعمة
1949- ان الانسان الذي دعي الى السعادة وجرحته الخطيئة هو بحاجة الى خلاص الله. ويأتيه العون الالهي في المسيح بالشريعة التي توجهه وبالنعمة التي تعضده:
“اعلموا لخلاصكم في خوف ورعدة؛ لان الله هو الذي يفعل فيكم الارادة والعمل نفسه على حسب مرضاته ” (في 12:2-13)
المقال الأول
الشريعة الأخلاقية
1950- الشريعة الاخلاقية هي من عمل الحكمة الالهية. ويمكن تحديدها، بالمعنى الكتابي، بانها تعليم ابوي وتربية من الله. انها ترسم للانسان سبل السلوك وقواعده التي تقود الى السعادة الموعودة؛ وتحظر سبل الشر التي تصرف عن الله ومحبته. انها، في ان واحد، متشددة في اوامرها وطيبة في وعودها.
1951- الشريعة قاعدة سلوك تضعها السلطة الصالحة لأجل الخير العام. وتفترض الشريعة الاخلاقية نظاما عقليا قائما بين الخلائق لاجل خيرهم، وفي سبيل غايتهم، بقدرة الخالق وحكمته وجودته. وكل شريعة تجد في الشريعة الازلية حقيقتها الاولى والقصوى. والشريعة وينشئها العقل كمشاركة في عناية الله الحي خالق الجميع وفاديهم. “ان توجه العقل كمشاركة في عناية الله الحي خالق الجميع وفاديهم. “ان توجه العقل هذا ما يسمى بالشريعة”
” يستطيع الانسان وحده ، بين جميع الكائنات الحية، ان يفتخر بانه كان جديرا يتقبل شريعة من الله. وبما انه اختص بالعقل، وكان قادرا على الفهم والتمييز، فهو ينظم سلوكه مستعينا بالحرية والعقل، خاضعا لمن سلمه كل شيء” .
1952- تتنوع التعابير عن الشريعة الاخلاقية، وهي كلها تتناسق بعضها مع بعض: الشريعة الازلية، هي ، في الله ، مصدر جميع الشرائع ، الشريعة الطبيعية، والشريعة المنزلة التي تضم الشريعة القديمة والشريعة الجديدة أو الانجيلية ؛ واخيرا الشرائع المدنية والكنسية.
1953- تجد الشريعة الاخلاقية في المسيح كمالها ووحدتها. ويسوع المسيح هو بشخصه طريق الكمال. هو غاية الشريعة، لانه وحده يعلم ويعطي بر الله: “لان غاية الناموس هي المسيح الذي يبرر كل من يؤمن” ( رو4:10).
1. الشريعة الطبيعية
1954- يشارك الانسان الخالق في حكمته وجودته. والخالق يمنحه التسلط أعماله ، والقدرة على التحكم بذاته في سبيل الحقيقة والخير. وتعبر الشريعة الطبيعية عن الحس الاخلاقي الاصلي، الذي يسمح للانسان ان يميز بالعقل ما هو الخير والشر والحقيقة والكذب:
” ان الشريعة الطبيعية مكتوبة ومحفورة في نفس كل الناس وكل انسان، لانها العقل البشري الذي يأمر بالعمل الصالح وينهى عن الخطيئة. (…) ولكن ما يرسمه العقل البشري لا يمكن ان تكون له قوة الشريعة، ما لم يكن صوتا وترجمة لعقل اعلى لا بد ان يخضع له عقلنا وحريتنا “
1955- ان الشريعة “الالهية والطبيعية” تبين للانسان السبيل الذي عليه أن يسلكه لممارسة الخير وبلوغ غايته. والشريعة الطبيعية تعلن الوصايا الاولى والاساسية التي تهيمن على الحياة الاخلاقية. ومحورها التوق الى الله والخضوع له، هو مصدر كل خير وديانة، وكذلك الاحساس بالاخر مساويا للذات. وهي معروضة في فرائضها الاساسية في الوصايا العشر. وتدعى هذه الشريعة طبيعية لا بالنسبة الى الكائنات غير العاقلة، وانما لان العقل الذي يامر بها من خصائص الطبيعة البشرية :
” أين كتبت اذن هذه القواعد ما لم تكن في كتاب ذلك النور الذي نسميه الحقيقة؟ فكل شريعة عادلة مكتوبة هناك، وتعبر هناك الى قلب الانسان الذي يتمم العدل. فلا تهاجر اليه، ولكن تضع عليه طابعها مثل الختم الذي ينتقل من الخاتم الى الشمع ، ولكن دون أن يبارح الخاتم” .
ليست الشريعة الطبيعية “سوى نور الدهن الذي وضعه الله فينا؛بها نعلم ما يجب عمله وما يجب تجنبه. والله هو الذي أعطى الخليقة هذا النور أو تلك الشريعة” .
1956- ان الشريعة الطبيعية، بما انها موجودة في قلب كل انسان، وقد اقامها العقل، فهي شاملة في رسومها، وتمتد سلطتها الى كل انسان. انها تعبر عن كرامة الشخص وتحدد القاعدة التي تقوم عليها حقوقه وواجباته الاساسية:
“أجل، هناك شريعة هي العقل المستقيم؛ انها مطابقة للطبيعة، منتشرة عند جميع الناس؛ انها ابدية لا تتغير؛ أوامرها تدعو الى الواجب، ونواهيها تحيد عن الزلل. (…) استبدلها بشريعة مخالفة هو تعد على القدسيات. ممنوع تجاوز أي رسم من رسومها، اما الغاؤها الغاء تاما فليس في مقدور أي انسان” .
1957- تطبيق الشريعة الطبيعية يتغير كثيرا؛ فقد تقتضي تفكيرا متناسبا مع تعدد الاوضاع الحياتية، بحسب الاماكن، والظروف. ومع ذلك، تبقى الشريعة الطبيعية ، في تنوع الثقافات، قاعدة تربط بين الناس، وتفرض عليهم، في ما هو ابعد من الخلافات التي لا منا منها، مبادئ مشتركة.
1958- الشريعة الطبيعية لا تتغير وتستمر في تقلبات التاريخ؛ انها تبقى تحت مد الافكار والاخلاق وتساند تقدمها. والقواعد التي تعبر عنها تبقى قائمة في جوهرها. حتى وان انكر الانسان مبادئها ذاتها، فلا يمكن تدميرها ولا ازالتها من قلب الانسان. فهي تنبعث دوما في حياة الافراد والمجتمعات :
” اجل السرقة شريعتك، ايها السيد، والشريعة المكتوبة في قلب الانسان، والتي لا يمحوها الشر نفسه ” .
1959- ان الشريعة الطبيعية، التي هي عمل جيد جدا صنعه الخالق، توفر الاساس الصلب، الذي يستطيع الانسان ان يقيم عليه بناء القواعد الاخلاقية، التي ترشد اختياراته. وهي تضع ايضا الاساس الاخلاقي الذي لا بد منه لبناء جماعة البشر. وهي توفر اخيرا الاساس الضروري للشريعة المدنية التي ترتبط بها اما بتفكير يستخلص النتائج من مبادئها، واما باضافات ذات طبيعية ايجابية وحقوقية .
1960- لا يرى الجميع مبادىء الشريعة الطبيعية بوجه واضح ومباشر. وفي الوضع الحالي لا بد للانسان الخاطىء من النعمة والوحي حتى يتمكن من معرفة الحقائق الدينية والاخلاقية “جميع الناس بدون صعوبة، وبيقين راسخ لا يمازجه خطأ” . ان الشريعة الطبيعية توفر للشريعة الالهية وللنعمة قاعدة أعدها الله متناسقة مع عمل الروح .
2. الشريعة القديمة
1961- لقد اختار الله خالقنا وفادينا لنفسه اسرائيل خاصا، وأوحى اليه بشريعته مهيئا هكذا مجيء المسيح. وتعبر شريعة موسى عن حقائق عدة يمكن العقل ان يبلغها بوجه طبيعي، وهي معلنه ومثبتة داخل عهد الخلاص .
1962- الشريعة القديمة هي الشريعة الموحى بها في حالتها الاولى. وفرائضها الاخلاقية تختصرها الوصايا العشر. ان اوامر الوصايا العشر تضع اساس دعوة الانسان، الذي صنع على صورة الله، فتنهى عما هو على ضمير كل انسان ليكتشف له دعوة الله وطرقه، وليصونه من الشر :
” لقد كتب الله على ألواح الشريعة ما لم يكن الناس يقرأونه في قلوبهم” .
1963- ان الشريعة، وفاقا للتقليد المسيحي، مقدسة ، وروحية ، وصالحة ولكنها ما تزال ناقصة . انها، كالمربي ، تظهر ما يجب عمله، ولكنها لا تعطي بذاتها القوة ولا نعمة الروح القدس لفعله. وهي تبقى بسبب الخطيئة التي لا تستطيع ازالتها، شريعة عبودية. ومهمتها، بحسب القديس بولس، هي على الخصوص، ان تعلن وتظهر الخطيئة التي هي “شريعة شهوة” في قلب الانسان . ولكن الشريعة تبقى المرحلة الاولى على طريق الملكوت . وهي تهيىء وتعد الشعب المختار وكل مسيحي للتوبة وللايمان بالله المخلص. وهي تمنح تعليما يبقى ابدا، مثل كلام الله .
1964- الشريعة القديمة هي تهيئة للانجيل . “ان الشريعة هي نبوءة عن الحقائق الاتية وتربية عليها” . فهي انباء بعمل التحرير من الخطيئة الذي سيتمه المسيح وايماء اليه، وهي تعطي العهد الجديد الصور و”المثل” والرموز للتعبير عن الحياة بحسب الروح. وتكتمل الشريعة اخيرا بتعليم الكتب الحكمية والانبياء الذين يوجهونها نحو العهد الجديد وملكوت السماوات .
” لقد كان هناك (…) في ظل العهد القديم اناس يملكون المحبة ونعمة الروح القدس، ويتوقون قبل كل شيء إلى المواعيد الروحية والابدية، فهم بذاك كانوا مرتبطين بالشريعة الجديدة. وبالعكس، هناك في ظل العهد الجديد اناس جسديون، لا يزالون بعيدين عن كمال الشريعة الجديدة: فكان الخوف من العقاب، وبعض المواعيد الزمنية ضروريين لحثهم على الاعمال الصالحة حتى في ظل العهد الجديد. وفي كل حال، وان كانت الشريعة القديمة تفرض المحبة، فهي لم تكن لتعطي الروح القدس الذي به “أفيضت المحبة في قلوبنا” (رو 5: 5)” .
3. الشريعة الجديدة او الشريعة الانجيلية
1965- الشريعة الجديدة او الشريعة الانجيلية هي على الارض كمال الشريعة الالهية، الطبيعية والموحى بها. انها من عمل المسيح وتتبين على الخصوص في العظة على الجبل. وهي ايضا عمل الروح القدس، وبه تصبح شريعة المحبة في الداخل: “أقطع مع بين اسرائيل عهدا جديدا … أحل شرائعي في بصيرتهم ، واكتبها على قلبهم، واكون لهم الها، وهم يكونون لي شعبا” (عب 8:8و 10) .
1966- الشريعة الجديدة هي نعمة الروح القدس المعطاه للمؤمنين، بالايمان بالمسيح. وهي فاعلة بالمحبة، تستخدم عظة الرب لتعلمنا ما يجب عمله، والاسرار لتمنحنا النعمة لفعل ذلك :
” من اراد يتأمل بتقوى وتبصر في العظة التي ألقاها ربنا على الجبل، كما نقرأها في انجيل القديس متى، يجد فيها، بدون أي شك، المحبة الكاملة في الحياة المسيحية . (…) هذه العظة تتضمن جميع الرسوم الهادية إلى الحياة المسيحية” .
1967- الشريعة الانجيلية “تتمم” وتشحذ، وتتجاوز، وتقود إلى الكمال الشريعة القديمة. وهي في التطويبات المواعيد الالهية وتسمو بها وتوجهها نحو “ملكوت السماوات” . انها لاولئك الذين فيهم الاستعداد لتقبل هذا الرجاء الجديد بايمان: الفقراء، والمتواضعين، والحزانى، والقلوب الطاهرة، والمضطهدين لاجل المسيح، فترسم هكذا السبل العجيبة إلى الملكوت .
1968- الشريعة الانجيلية تتمم وصايا الشريعة . وعظة الرب لا تلغي او تسقط من قيمة الفرائض الاخلاقية الموجودة في الشريعة القديمة، بل تستخرج امكاناتها الخفية وتبعث منها مقتضيات جديدة: انها تظهر كل حقيقتها الالهية والانسانية. وهي لا تزيد فرائض خارجية جديدة، ولكنها تذهب إلى حد اصلاح اصل الاعمال، أي القلب، حيث يختار الانسان بين ما هو طاهر وما هو دنس ، وحيث يتكون الايمان والرجاء والمحبة، ومع هذه الفضائل الاخرى. ويقود الانجيل الشريعة هكذا إلى كمالها بالاقتداء بكمال الاب السماوي ، والمغفرة للاعداء، والصلاة لاجل المضطهدين ، على مثال كرم الله .
1969- الشريعة الجديدة تمارس افعال الديانة أي الاحسان، والصلاة، والصوم، موجهة اياها نحو “الاب الذي يرى في الخفية” بخلاف الرغبة في “ان يرانا الناس” . وصلاتها هي : ” ابانا…” .
1970- الشريعة الانجيلية تقتضي الاختيار الحاسم بين “الطريقين” وممارسة كلام الرب ، وهي تختصر بالقاعدة الذهبية :” كل ما تريدون ان يفعل الناس بكم فافعلوه انتم ايضا بهم، فذلك هو الناموس والانبياء” (متى 7: 12) . الشريعة الانجيلية كلها موجودة في وصية يسوع الجديدة ان نحب بعضنا كما احبنا .
1971- ينبغي ان يضاف إلى عظة الرب “التعليم الديني الاخلاقي في التعاليم الرسولية”، كما في رو 12-15؛ 1 كو 12-13؛ كو 3-4؛ أف 4-6؛ الخ؛ هذه العقيدة تنتقل تعليم الرب موثقا بسلطة الرسل؛ خصوصا في عرض الفضائل الناجمة عن الايمان بالمسيح، والتي تحييها المحبة، موهبة الروح القدس الرئيسة. “لتكن المحبة بلا رثاء. (…)احبوا بعضكم بعضا حبا اخويا(…)؛ وليكن فيكم فرح الرجاء؛ كونوا صابرين في الضيق، مواظبين على الصلاة ابذلوا للقديسين في حاجاتهم، واعكفوا على ضيافة الغرباء” (رو 12: 9-13). وهذا التعليم الديني يلقننا ايضا ان نعالج حادث الضمير في ضوء علاقتنا بالمسيح وبالكنيسة .
1972- تدعى الشريعة الجديدة شريعة محبة لانها تحمل على تفضيل التصرف بفعل المحبة التي يبثها الروح القدس على التصرف بالخوف؛ وتدعى شريعة نعمة لانها تمنح قوة النعمة للتصرف بوساطة الايمان والاسرار وتدعى شريعة حرية ، لانها تحررنا مما في الشريعة القديمة من رسوم طقوسية وقانونية، وتميل بنا إلى التصرف تلقائيا بدافع المحبة، وتجعلنا اخيرا نتتقل من حالة العبد “الذي لا علم له بما يصنع سيده” إلى حالة صديق المسيح، “لاني اطلعتكم على كل ما سمعت من ابي” (يو 15: 15)، او إلى حالة الابن الوارث ايضا .
1973- تحتوي الشريعة الجديدة، فضلا عن فرائضها، على المشورات الانجيلية. والتمييز التقليدي بين وصايا الله والمشورات الانجيلية قائم بالنسبة إلى المحبة، كمال الحياة المسيحية. فالفرائض وضعت لاقصاء ما لا يتوافق مع المحبة. والمشورات غايتها اقصاء ما يمكنة ان يعيق نمو المحبة ، وان لم يناقضها .
1974- المشورات الانجيلية تظهر المحبة الكاملة الجازعة ابدا من انها لا تعطي اكثر. وهي تؤكد اندفاعها وتستدعي تحفزنا الروحي. كمال الشريعة الجديدة هو بوجه اساسي في فريضتي محبة الله ومحبة القريب. اما المشورات فتدل على سبل اقوم، ووسائل اسهل، ويمارسها كل انسان بحسب دعوته :
” لا يريد الله من كل انسان ان يعمل بكل المشورات، وانما فقط يتلك الملائمة بحسب تنوع الاشخاص، والاوقات، والظروف، والقوى، كما يقتضي المحبة؛ لان هذه، بكونها ملكة كل الفضائل وكل الوصايا، وكل المشورات، وبالاختصار، كل الشرائع وكل الافعال المسيحية، هي التي تمنحها جميعا المنزلة والمرتبة والوقت والقيمة” .
بايجاز
1975- ان الشريعة، وفاقا للكتاب، هي تعليم ابوي من الله يرسم للانسان السبل التي تعود إلى السعادة الموعودة وينهى عن سبل الشر .
1976- “الشريعة هي توجيه العقل نحو الخير العام، يصدره من هو مسؤول عن الجماعة” .
1977- المسيح هو غاية الشريعة ، وهو وحده يعلم ويمنح بر الله .
1978- الشريعة الطبيعية هي مشاركة الانسان في حكمة الله وصلاحه، الانسان الذي صنع على صورة خالقه. وهي تعبر عن كرامة الشخص البشري، وهي قاعدة حقوقه وواجباته الاساسية .
1979- الشريعة الطبيعية لا تتغير وهي مستمرة في التاريخ. والقواعد التي تعبر عنها تبقى قائمة في جوهرها. وهي اساس ضروري لبناء القواعد الاخلاقية والشريعة المدنية.
1980- الشريعة القديمة هي الشريعة الموحى بها في حالتها الاولى. وفرائضها الاخلاقية تختصرها الوصايا العشر .
1981- تحتوي شريعة موسى على حقائق عدة يستطيع العقل البشري بلوغها. وقد اعلنها الله لان الناس ما كانوا يقرأونها في قلوبهم .
1982- الشريعة القديمة هي تهيئة للانجيل .
1983- الشريعة الجديدة هي نعمة الروح القدس المعطاة بالايمان بالمسيح والفاعلة بالمحبة. وهي تتبين على الخصوص في عظة الرب على الجبل، وتستخدم الاسرار لتمنحنا النعمة.
1984- الشريعة الانجيلية تتمم الشريعة القديمة، وتتجاوزها، وتقودها إلى كمالها: كمال مواعيدها بتطويبات ملكوت السماوات، وكمال وصاياها باصلاح اصل الافعال أي القلب.
1985- الشريعة الجديدة هي شريعة محبة، وشريعة نعمة وشريعة حرية .
1986- تحتوي الشريعة الجديدة، فضلا عن فرائضها، على المشورات الانجيلية. “قداسة الكنيسة تغذى بوجه خاص بالمشورات العديدة التي عرضها الرب على تلاميذه في الانجيل لكي يمارسوها ” .
المقال الثاني
النعمة والتبرير
1. التبرير
1987- ان نعمة الروح القدس قادرة على تبريرنا،أي على غسلنا من خطايانا واعطائنا “بر الله بالايمان بيسوع المسيح” وبالمعمودية :
” فان كنا قد متنا مع المسيح،نؤمن انا سنحيا ايضا معه،علمين ان المسيح،بعدما اقيم من بين الاموات،لا يموت ايضا.فالموت لا يسود عليه من بعد.فانه بموته قد مات للخطيئة الى الابد،وبحياته يحيا لله.فكذلك انتم ايضا،احسبوا انفسكم امواتا للخطيئة،احياء لله في المسيح يسوع”(رو 11:6-8).
1988- بقوة الروح القدس يكون لنا نصيب في الام المسيح بالموت عن الخطيئة،وفي قيامته بالولادة لحياة جديدة.اننا اعضاء جسده الذي هو
الكنيسة ،والاغصان المطعمة مع الكرمة التي هو اياها .
” اننا بالروح لنا نصيب في الله،وبالمشاركة في الروح نصبح مشاركين في الطبيعة الالهية(…).لذلك فاولئك الذين يسكن فيهم الروح هم مؤهلون” .
1989- ان اول اعمال نعمة الروح القدس التوبة التي تصنع التبرير،بحسب ما اعلنه يسوع في مطلع الانجيل: “توبوا، فان ملكوت السماوات قريب”(متى 17:4).
فالانسان،بدافع من النعمة،يتجه نحو الله،ويحيد عن الخطيئة،متقبلا هكذا المغفرة والبر من العلاء.” فالتبرير يحتوي اذن مغفرة الخطايا والتقديس وتجديد الانسان الداخلي” .
1990- التبرير يفصل الانسان عن الخطيئة التي تناقض محبة الله،ويطهر منها قلبه.والتبرير مبادرة رحمة الله التي تقدم المغفرة.فيصالح الانسان مع الله،ويحرر من عبودية الخطيئة ويشفي.
1991- التبرير هو في الوقت ذاته تقبل بر الله بالايمان بيسوع المسيح.ويدل البر هنا على استقامة محبة الله.ومع التبرير يفاض في قلوبنا الايمان والرجاء والمحبة،وتمنح لنا الطاعة لمشيئة الله.
1992- استحقت لنا التبرير الام المسيح الذي قدم ذاته على الصليب ذبيحة حية مقدسة مرضية لله،والذي صار دمه اداة تكفير عن خطايا جميع البشر.ويمنح التبرير بالمعمودية،سر الايمان.فيجعلنا نشابه بر الله الذي يبررنا داخليا بقوة رحمته.وغايته مجد الله والمسيح وموهبة الحياة
الابدية :
” اما الان فقد اعتلن بر الله بمعزل عن الناموس،مشهودا له من الناموس والانبياء،بر الله بالايمان بيسوع المسيح الى جميع الذين يؤمنون،اذ ليس من فرق:فالجميع قد خطئوا فاعوزهم مجد الله.والجميع بنعمته يبررون مجانا،بالفداء الذي بالمسيح يسوع،الذي سبق الله فاقامه اداة تكفير بالايمان بدمه،لاظهار بره،بعد اذ تغاضى عن الخطايا السالفة في عهد صبره الالهي،لاظهار بره، اذن،في الزمان الحاضر باعتلانه بارا،ومبررا من امن بيسوع ” (رو 26:3-21).
1993- التبرير ينشئ التعاون بين نعمة الله وحرية الانسان. ويظهر من جهة الانسان في القبول الايماني لكلام الله الذي يدعوه الى التوبة،وفي المحبة المتعاونة مع حافز الروح القدس الذي ينبهه ويحفظه:
” عندما يلمس الله قلب الانسان بانارة الروح القدس،لا يكون الانسان بلا عمل،وهويتقبل ذلك الوحي،الذي يستطيع في كل حال رفضه.وفي الوقت ذاته لا يستطيع ايضا بدون نعمة الله ان يقبل بارادته الحرة الى البر امامه” .
1994- ان التبرير هو العمل الاسمى الذي تقوم به محبة الله المعتلنة في المسيح يسوع،والتي يهبها الروح القدس.ويرى القديس اوغسطينوس “ان تبرير المنافق عمل اعظم من خلق السماء والارض”،لان “السماء والارض تزولان بينما خلاص المختارين وتبريرهم يبقيان” .بل هو يرى ان تبرير الخطأة يفوق خلق الملائكة في البر بكونه يؤكد رحمة اعظم.
1995- الروح القدس هو المعلم في الداخل.وعندما يجعل التبرير “الانسان الباطني” يولد ،فهو يتضمن تقديس الكائن كله:
” فكما انكم قد جعلتم اعضاءكم عبيدا للنجاسة والاثم،للاثم،اجعلوا الان اعضاءكم عبيدا للبر،للقداسة.(…) اما الان،وقد اعتقتم من الخطيئة،فصرتم عبيدا لله،فانكم تحوزون ثمرا للقداسة،والعاقبة حياة ابدية”(رو 22:6-19).
2. النعمة
1996- ياتي تبريرنا من نعمة الله.والنعمة هي جميل وعون مجاني يعطينا الله اياهما لتلبية بان نصير ابناء الله ،ابناء بالتبني ،مشارمين في الطبيعة الالهية ،وفي الحياة الابدية .
1997- النعمة مشاركة في حياة الله،تدخلنا في صميم الحياة الثالوثية:فبالمعمودية يشترك المسيحي في نعمة المسيح رأس جسده.وبكونه “ابنا بالتبني” يستطيع ان يدعو الله “ابا” بالاتحاد مع الابن الوحيد.وهو يتقبل حياة الروح الذي ينفخ فيه المحبة والذي يكون الكنيسة.
1998- هذه الدعوة الى الحياة الابدية تفوق الطبيعة.وهي خاضعة تماما لمبادرة الله المجانية،لانه وحده يستطيع اظهار ذاته واعطاءها.وهي تسمو على ما عند البشر،بل كل خليقة،من امكانات الادراك وقوى الارادة .
1999- نعمة المسيح هي الموهبة المجانية التي يمنحها بها الله حياته،فيسكبها الروح القدس في نفسنا لشفائها من الخطيئة،ولتقديسها:انها النعمة المبررة او المؤلهة،المقبولة في المعمودية.انها فينا ينبوع عمل التقديس :
” اذن ان كان احد في المسيح،فهو خليقة جديدة،فالقديم قد اضمحل وكل شيء قد تجدد.والكل من الله الذي صالحنا مع نفسه بالمسيح”(2 كو 18:5-17).
2000- النعمة المبررة هي موهبة عادية،استعداد ثابت وفائق الطبيعة.يكمل النفس ذاتها ليجعلها اهلا لتعيش مع الله وتعمل بمحبته.وتتميز النعمة العادية،أي الاستعداد الدائم للعيش والعمل وفاقا لنداء الله،من النعم الحالية التي تطلق على المداخلات الالهية اما في اساس التوبة واما في مجرى عمل التقديس.
2001- اعداد الانسان لتقبل النعمة هو ايضا من عمل النعمة.فهذه ضرورية لكي تثير وتساند مساهمتنا في التبرير بالايمان والتقديس بالمحبة.والله ينهي فينا ما بدأه،”فهو يبدأ بحيث يجعلنا بعمله نريد:وينهي بالتعاون مع ارادتنا وقد تابت” :
” اجل نعمل نحن ايضا،ولكننا لا نقوم الا بالعمل مع الله الذي يعمل.لان رحمته قد سبقتنا حتى نبرأ،ولانها تتبعنا ايضا حتى اذا ما شفينا تنتعش فينا الحياة؛ انها تسبقنا لنكون مدعوين،وهي تتبعنا لنكون ممجدين؛انها تسبقنا لنحيا حياة التقوى،وتتبعنا لنحيا ابدا مع الله لاننا بدونه لا نستطيع شيئا” .
2002- مبادرة الله الحرة تستدعي جواب الانسان الحر، لان الله خلق الانسان على صورته،اذ منحه مع الحرية القدرة على معرفته ومحبته.والنفس لا تدخل الا بحريتها في وحدة المحبة.فالله يلمس مباشرة ويحرك مباشرة قلب الانسان.لقد جعل في الانسان توقا الى الحق والخير لا يشبعه سواه.ومواعيد “الحياة الابدية” تستجيب لهذا التوق استجابة لا يدانيها رجاء:
” اذا كنت انت،في نهاية اعمالك الحسنة جدا(…)،قد استرحت في اليوم السابع،فذلك لكي تسبق وتقول لنا بصوت كتابك اننا في نهاية اعمالنا “الحسنة جدا” ، اذ انك انت من اعطانا اياها،نحن ايضا في سبت الحياة الابدية سنستريح فيك” .
2003- النعمة هي اولا واساسا موهبة الروح الذي يبررنا ويقدسنا.ولكن النعمة تحتوي ايضا على المواهب التي يمنحنا اياها الروح ليشركنا في عمله،ويجعلنا قادرين على المساهمة في خلاص الاخرين،وعلى انماء جسد المسيح أي الكنيسة.انها النعم الاسرارية،أي المواهب الخاصة بمختلف الاسرار.انها،فضلا عن ذلك،النعم الخصوصية المسماة “مواهب” بحسب التعبير اليوناني الذي استعمله القديس بولس،والذي يعني الجميل،العطية المجانية،الانعام .و”المواهب” هذه،مهما تكن خصائصها احيانا غير عادية،من مثل موهبة العجائب او التكلم بلغات،فهي معدة للنعمة المبررة،وغايتها خير الكنيسة العام.انها في خدمة المحبة التي تبني الكنيسة .
2004- ينبغي ان نذكر بين النعم الخصوصية بعم الحالة التي ترافق ممارسة مسؤوليات الحياة المسيحية والخدم في الكنيسة:
” واذ لنا مواهب مختلفة بحسب النعمة المعطاة لنا،فمن اوتي النبوة فليتكلم بحسب قاعدة الايمان؛ومن اوتي الخدمة فليلازم الخدمة،والمعلم التعليم،والواعظ الوعظ،والمتصدق سلامة النية،والمدبر الاجتهاد والراحم البشاشة”(رو 8:12-6).
2005- بما ان النعمة هي فوق الطبيعة،فلا تقع تحت الاختبار ولا نستطيع معرفتها الا بالايمان.فلا نستطيع اذن الاعتماد على عواطفنا او اعمالنا لنستنتج اننا مبررون او مخلصون .ومع ذلك،فبحسب كلام الرب:”من ثمارهم تعرفونهم”(متى 20:7)،يعطينا تبصر احسانات الله في حياتنا وحياة القديسين كفالة بان النعمة تعمل فينا،ويحفزنا على ايمان يعظم دوما وموقف مسكنة واثقة.
نجد احد افضل التمثيل لهذا الموقف في جواب القديسة جان دارك عن سؤال مفخخ من قضاتها الكنسيين:”سئلت هل تعرف انها في حالة نعمة الله،فاجابت:اذا لم اكن فيها ارجو من فضل الله ان يجعلني فيها.واذا كنت فيها ارجو من فضل الله ان يحفظني فيها” .
2. الاستحقاق
2006- “انك ممجد في جماعة القديسين،فعندما تكلل استحقاقاتهم تكلل مواهبك انت” .
كلمة “استحقاق” تعني على العموم الجزاء الواجب على جماعة او مجتمع لعمل احد الاعضاء،بكونه احسانا او اساءة،اهلا للمكافأة او للعقاب.والاستحقاق يرجع الى فضيلة العدالة بحسب مبدأ المساواة الذي يسودها.
2007- ليس من استحقاق للانسان تجاه الرببمقتضى حق بالمعنى الحصري.فالتفاوت بينه وبينا لا قياس له،لاننا قد نلنا كل شيء منه،هو خالقنا.
2008- استحقاق الانسان عند الله،في الحياة المسيحية،يتأتى من تدبير الله الحر ان يشرك الانسان في عمل النعمة.فعمل الله الابوي هو الاول بدفعه،وعمل الانسان الحر هو ثان بمساهمته.بحيث ان تنسب استحقاقات الاعمال الصالحة الى نعمة الله اولا،والى المؤمن بعد ذلك.ومن ناحية اخرى،يعود استحقاق الانسان نفسه الى الله،لان اعماله الصالحة تصدر في المسيح عن مبادرات ومساعدات من الروح القدس.
2009- ان بنوتنا بالتبني،اذ تجعلنا مشاركين بالنعمة في الطبيعة الالهية،تستطيع ان تولينا،بحسب عدالة الله المجانية،استحقاقا حقيقيا.وهذا حق بالنعمة،وملء حق المحبة،الذي يجعلنا “وارثين مع” المسيح،واهلا للحصول على “ميراث الحياة الابدية” الموعود.ان استحقاقات اعمالنا الصالحة هي عطايا من جودة الله .” لقد سبقت النعمة؛والان نعيد ما يجب علينا.(…)الاستحقاقات هي عطايا من الله” .
2010- بما ان المبادرة في مجال النعمة،هي لله،فليس بامكان احد ان يستحق النعمة الاولى التي في اصل التوبة والمغفرة والتبرير.ونستطيع بعد ذلك،بدافع من الروح القدس والمحبة،ان نستحق لانفسنا ولغيرنا النعم المفيدة لتقديسنا،ولنمو النعمة والمحبة،وللحصول على الحياة الابدية.ويمكن ايضا،بحسب حكمة الله،استحقاق الخيرات الزمنية ذاتها،من مثل الصحة،والصداقة.هذه النعم وهذه الخيرات هي موضوع الصلاة المسيحية.وهذه تلبي احتياجنا الى النعمة في سبيل الافعال ذات الاستحقاق.
2011- محبة المسيح هي فينا ينبوع استحقاقاتنا جميعها امام الله.فالنعمة،اذ تجعلنا متحدين بالمسيح بمحبة فاعلة،تؤمن لافعالنا الصفة الفائقة الطبيعة،وبالتالي،ما لها من استحقاق امام الله وامام البشر.والقديسون كانوا دوما يعون وعيا شديدا ان ان استحقاقاتهم هي نعمة محض.
” عندما ينتهي زمن منفاي على الارض،رجائي ان اذهب وانعم بك في الوطن.ولكني لا اريد ان اكدس الاستحقاقات للسماء،اريد ان اعمل لاجل حبك وحده (…).في مساء هذه الحياة سأظهر امامك صفر اليدين،لاني لا اسألط،يا رب،ان تحسب اعمالي.فكل بر فينا لا يخلو من العيب في عينيك.اريد اذن ان اتلبس برك انت الخاص، وان اتقبل من حبك امتلاكك انت الى الابد” .
4- القداسة المسيحية
2012- “ان الله في كل شيء يسعى لخير الذين يحبونه.(….) لان الذين سبق فعرفهم سبق ايضا فحددهم اياهم دعا ايضا،والذين دعاهم اياهم برر ايضا،والذين دعاهم اياهم برر ايضا،والذين بررهم اياهم مجد ايضا” (رو 30:8-28).
2013- “ان الدعوة الى ملء الحياة المسيحية وكمال المحبة موجهة الى جميع المؤمنين بالمسيح ايا كانت رتبتهم وحالتهم” .كلهم مدعوون الى القداسة:”كونوا كاملين كما ان اباكم السماوي هو كامل”(متى 48:5).
” على المؤمنين ان يسعوا بكل قواهم،بمقدار موهبة المسيح،للحصول على هذا الكمال،حتى اذا (…) نفذوا في كل شيء مشيئة الله يقفون ذواتهم،بكل نفوسهم،على مجد الله وخدمة القريب.
وهكذا تتفتق قداسة شعب الله عن ثمار وافرة،كما يشهد بذلك بوجه ساطع تاريخ الكنيسة من خلال سيرة القديسين .
2014- يسعى التقدم الروحي الى اتحاد بالمسيح يزداد ابدا الفة.هذا الاتحاد يدعى “سريا”،لانه يشارك في سر المسيح بوساطة الاسرار- “الاسرار المقدسة” – وفي المسيح يشارك في سر الثالوث الاقدس.فالله يدعونا جميعا الى هذه الوحدة الاليفة معه،وان لم تمنح نعم خاصة بهذه الحياة السرية،او علامات خارقة لها،الا لبعض الناس لاظهار العطية المجانية الممنوحة للكل.
2015- يمر طريق القداسة عبرالصليب.وليس من قداسة تخلو من التجرد ومن الجهاد الروحي .والتقدم الروحي يتضمن الجهاد والامانة اللذين يؤديان تدريجا الى العيش في سلام التطويبات وفرحها.
” من يصعد لا يتوقف ابدا عن الانطلاق من بداية الى بداية،ببدايات ليس لها نهاية.من يصعد لا يتوقف ابدا عن التوق الى ما يعرفه من قبل” .
2016- ان اولاد الكنيسة المقدسة امنا يرجون عن حق نعمة الثبات الاخير، ومكافاة الله ابيهم،عن الاعمال الصالحة التي صنعوها بنعمته،وبالاتحاد مع يسوع .والمؤمنون اذ يحافظون على قاعدة الحياة نفسها،يشاركون في “الرجاء السعيد” اولئك الذين تجمعهم رحمة الله في “المدينة المقدسة،اورشليم الجديدة النازلة من السماء من عند الله مهيأة كالعروس المزينة لعريسها”(رؤ 2:21).
بايجاز
2017- نعمة الروح القدس تمنحنا بر الله.والروح،اذ يجعلنا نتحد بالايمان والمعمودية بالام المسيح وقيامته،يجعلنا نشترك في حياته.
2018- التبرير كالتوبة له وجهان.فبدافع من النعمة يتوجه الانسان نحو الله ويحيد عن الخطيئة،فيتقبل هكذا المغفرة والبر من العلاء.
2019- التبرير ينطوي على مغفرة الخطايا،وعلى التقديس،وعلى تجديد الانسان الباطن.
2020- الام المسيح استحقت لنا التبرير.وقد منح لنا عبر المعمودية.وهو يصورنا على صورة بر الله الذي يجعلنا ابرارا.غايته مجد الله والمسيح،وعطية الحياة الابدية.انه اسمى افعال رحمة الله.
2021- النعمة هي المساعدة التي يمنحنا الله اياها للاستجابة لدعوتنا أي ان نصير ابناءه بالتبني.انها تدخلنا في مؤالفة الحياة الثالوثية.
2022- المبادرة الالهية في عمل النعمة تسبق وتهيء وتثير جواب الانسان الحر.والنعمة تستجيب لتوق الحرية البشرية العميق.وتدعوها للتعاون معها وتكملها.
2023- النعمة المبررة هي حياة الله التي يمنحنا اياها بعطية مجانية،ويبثها الروح القدس في نفسنا ليبرئنا من الخطيئة ويقدسها.
2024- النعمة المبررة تجعلنا ” مرضيين لدى الله”.”والمواهب” التي هي نعم خصوصية من الروح القدس،معدة للنعمة المبررة،وغايتها خير الكنيسة العام.ويعمل الله ايضا بالنعم الحالية المتعددة المميزة من النعم العادية الدائمة فينا.
2025- ليس لنا من استحقاق امام الله الا بقصد الله الحر ان يشرك الانسان في عمل نعمته.والاستحقاق يعود اولا الى نعمة الله،وثانيا الى تعاون الانسان.ان استحقاق الانسان يعود الى الله.
2026- تستطيع نعمة الروح القدس،بفعل بنوتنا بالتبني،ان تولينا استحقاقا حقيقيا وفاقا لعدالة الله امجانية.والمحبة هي فينا الينبوع الرئيس للاستحقاق امام الله.
2027- ليس بامكان احد ان يستحق النعمة الاولى التي هي في اصل التوبة.ونستطيع،بدافع من الروح القدس،ان نستحق لانفسنا ولغيرنا جميع النعم المفيدة لبلوغ الحياة الابدية،وكذلك الخيرات الزمنية الضرورية.
2028- “ان الدعوة الى ملء الحياة المسيحية وكمال المحبة موجهة الى جميع المؤمنين بالمسيح” .”والكمال المسيحي ليس له سوى حد واحد وهو انم لا يكون له حد” .
2029- “من اراد ان يتبعني،فليكفر بنفسه،وليحمل صليبه،ويتبعني” (متى 24:16).