الأبوان إبراهيم ويعقوب يحتفلان باليوبيل الكهنوتي

احتفل كل من الأبوين الفاضلين إبراهيم شوملي ويعقوب رفيدي باليوبيل الفضي لرسامتهما الكهنوتية، مساء يوم الأحد 27 حزيران 2021م، في كنيسة البشارة الرعوية في بيت جالا. وقد ترأس احتفال قداس الشكر سيادة المطران بولس ماركوتسو، النائب البطريركي في القدس، بحضور عائلة الإكليريكية، ولفيف من كهنة البطريركيّة اللاتينية، والرهبان والراهبات، بالإضافة إلى أهل الكاهنين المحتفى بهما. فيما أحيت جوقة الرعاة وجوقة السيمنير بقيادة الأستاذ جورج سلسع ترانيم قداس الشكر، بأصوات جميلة وألحان شجيّة. وقد بُث الاحتفال على المواقع الالكترونية. وبعد القداس مباشرة قدم الجميع التهاني والتبريكات للأبوين إبراهيم ويعقوب في باحة كنيسة الرعية على أنغام الفرقة الموسيقية لكشافة الرعية.

وكان الأب يعقوب رفيدي قد وجه كلمة في بداية القداس هذا نصها:

“ماذا أردّ إلى الرب عن كل ما أحسن به إلي؟ أرفع كأس الخلاص وأدعو باسم الرب”. (مز116: 12-13)

تعبر هذه الآية من سفر المزامير عن الفرح الكبير الذي يغمر القلب والامتنان العميق للرب وللكنيسة على نعمة اليوبيل الفضي لرسامتنا الكهنوتية، والتي جعلت حياتنا الكهنوتية والعائلية والشخصية جميلة ومشرقة، ونأمل بعون الله أن نظل أمينين لنعمة الكهنوت المقدس متى حيينا.

أدعوكم اخوتي وأخواتي الأحباء أن نوجه أنظارنا إلى الله، فهو الذي يجب أن نحتفل به وهو الذي يجب أن نشكره على نعمه وعطاياه الكثيرة. فمركز احتفال اليوبيل الكهنوتي هو الله الذي دعانا “لم تختاروني أنتم بل أنا اخترتكم” )يو 15:16)، وأقامنا في عداد خدامه ضمن اكليروس البطريركية اللاتينية الأورشليمية، الكنيسة الأم، يوم 28 حزيران 1996م على يدي غبطة البطريرك ميشيل صباح في كنيسة القديسة كاترينا في بيت لحم. كان احتفالا مهيبا ومؤثرا جدا حيث عانقنا الرب حول مذبحه المقدس، وجعل من ضعفنا البشري أداة ثمينة لإعلان الإنجيل وخدمة الاسرار وتقديم أعمال الرحمة والمحبة الإلهية. بعد 25 سنة من الكهنوت في حقل الرب، لابد أن أتوقف للحظة: أنظر فيها إلى الوراء وأتطلع إلى الأمام.

أنظر إلى الوراء بقلب مليء بالشكر والامتنان، وكلي ايمان بأن ما اختبرناه خلال 25 سنة كان نعمة كبيرة ورحمة عظيمة وفرح عميق خصنا به راعي الرعاة والكاهن الأعظم: السيد المسيح له المجد، ونحن غير مستحقين. فالشكر وكل الشكر للرب على عطية الكهنوت التي لا تقدر بثمن: والتي لا يمكن فهمها إلا من منظار سر محبة الله لنا.

وأنا أنظر إلى الوراء أفكر في العديد من الأشخاص الذين وضعهم الله في حياتنا والذين كانوا قريبين منا بطريقة أو بأخرى، ورافقونا ودعمونا وتحملونا في بعض الأحيان وتعاونوا معنا على مر السنين: الأهل في الدم والأهل في الكهنوت والأهل في الخدمة. البعض انتقل من هذه الحياة وكثيرون ما زالوا موجودين. نضع الجميع: الحاضرين منهم والغائبين في قلب صلاتنا اليوم أمام هيكل الرب.

ثم نوجه قلبنا ووجداننا إلى المستقبل بأمل كبير وثقة بنوية عالية بالذي دعانا، لأن تلك النعمة التي رافقت السنوات الماضية، بكل تأكيد سترافق السنوات القادمة. نعم المستقبل بيد الله لكن هذا لا يعفينا من تحمل مسؤولياتنا في الرسالة. دعوة يسوع لنا في الانجيل هي الثبات في المحبة: اثبتوا في محبتي. عندها أي خدمة وأي رسالة نقوم بها متحدين بالمسيح وبمحبته تأخذ كامل قيمتها ومعناها وتأتي بثمار كثيرة رغم الصعوبات وعدم التقدير والالم البشري في بعض الاحيان.

أخيرًا أنهي مع الكلمات الجميلة للبابا القديس يوحنا بولس الثاني: “هذا وقت رائع أن تكون كاهنًا!”. أدعوكم إخوتي وأخواتي الأحباء أن تصلوا من أجلنا ومن أجل جميع الكهنة، كي نكون رعاة صالحين متواضعين على حسب قلب الراعي الصالح، بعيدين عن الغرور والكبرياء، كهنة مطيعين رحماء رؤوفين وخدام حقيقيين لقطيع الرب.

وقبل نهاية قداس الشكر هذا قدم الاب ابراهيم شوملي هذه الكلمات:

اعود معكم ايها الاخوة والأخوات الى 25 سنة مضت لأتذكر ذلك اليوم بكثير من التأثر، حيث دعانا الرب لنكون رعاة في كرمه المقدس. استذكر معكم كلمات اشبيني العزيز سيادة المطران وليم شوملي، في القداس الاحتفالي الأول حيث دعاني الى ان اكون قناة تحمل الناس الى المسيح وتحمل المسيح الى الناس، قريبا من الفقراء والمظلومين، داعيا باسمه بشجاعة بطرس، وحماس واصرار بولس، وجرأة يوحنا المعمدان، اشكره من صميم القلب على كل ما قدمه لنا وما زال يقدمه للكنيسة.

“لا تخف!”
أمام كلّ المسؤوليّات والواجبات والمهمّات، التي القاها الرب علينا كانت كلمة الرّب: “لا تخف”، وهي عبارة ترددت 365 مرّة في الكتاب المقدّس، أي مرّة كلّ يوم! وطمأن يسوع الرّسل بعد هبوب العاصفة. ولم يكن تطمينًا عاطفيًّا، بل أسكن الأمواج. فالله يطمئن والله يدبّر (كما قال ابراهيم لابنه اسحق قبل ان يقدمه ذبيحة). وأذكر بتأثّر مع القديس بولس الرّسول حين ظهر له الرب وقال له: “تشجّع واشحذ عزمك، فإنّ لي شعبًا كثيرًا في هذه المدينة” (18: 9- 10). وعندما يعلم المرء أنّ تلك المدينة كانت قورنتس يُدرك صعوبة الرّسالة فيها وكثرة الخطيئة، وفي نفس الوقت سموّ الكهنوت، وارتفاع الرّسالة، وفيض النّعمة!

فكن مستعدًّا!
لتحمل الصّليب كلّ يوم بشجاعة أتباع المسيح، وبطولة المحبّين “المحبوبين، في أحشاء الرّحمة واللّطف والتّواضع والوداعة والأناة” (قولسّي 3: 2- 13). واحمل بفرح صليب الآخرين، أبًا وراعيًا ومرشدًا ومعلّمًا.

شكر
وقدم الأب إبراهيم الشكر لله أولا، ثم العائلة الصغيرة (الأهل والاقارب)، والعائلة الكبيرة (عائلة البطريركية)، ولجميع الحضور، للكهنة والراهبات. كما قدم الشكر الجزيل والامتنان العميق لكهنة المعهد الإكليريكي على مبادرة إقامة اليوبيل وعلى عناء التحضيرات الرائعة للاحتفال، وخص بالشكر راهبات المعهد وجوقة الترتيل وطلاب المعهد. ودعا الجميع للمرافقة والاتحاد بالصلاة: صلوا من أجلنا.

Facebook
WhatsApp
Email