التراث العربي المسيحي القديم
الفصل السابع والعشرون
دراسات حول بعض اللاهوتيين العرب
(15) ايليا النصيبني (975-1046)
(مقال للاب سمير خليل في مجلة “المشرق” تموز-كانون اول 2002 ص 443-458)
يعتبر ايليا مطران نصيبين، المعروف بايليا بن السني، من المع شخصيات الكنيسة المشرقية في القرن الحادي عشر. كان ايليا، مع صديقه الكاهن عبدالله بن الطيب المشرقي، الطبيب والفيلسوف واللاهوتي والمفسر العلامة المتوفى سنة 1043، ممن رفع عاليا لواء المسيحية في انحاء الشرق. ويعتبر ايليا من أئمة الفكر العربي في عصره، وان لم يشتهر شهرة ابن الطيب لاهتمامه بالامور الدينية والعرفانية اكثر منه بالامور العلمية والفلسفية.
اولا – حياة ايليا
1. نشأته
وُلد ايليا يوم الخميس 11 شباط سنة 975م، في السنّ، وهي قرية قريبة من الزاب الاصغر، تابعة لابرشية تكريت، تبعد عن تلك المدينة نحو 35 كم شمالا. وعندما بلغ التاسعة عشرة، رسمه المطران نتنائيل كاهنا، وعينه رئيسا على دير مار سمعان. وكان ذلك يوم الاحد 15 ايلول العام 994م.
وبعد سنتين، أي في 996، انتقل ايليا الى دير مار ميخائيل، بالقرب من الموصل. وتتلمذ على يد احد الرهبان المثقفين، يدعى يوحنا الاعرج. فاكمل معه دراساته العلمية والادبية والفسلفية واللاهوتية؛ وكانت الدروس الكهنوتية عند المشارقة تشمل: العلوم، الرياضية، والطب، والمنطق، واللاهوت، والتفسير.
2. سيامته مطرانا
ولما توفي البطريرك، اجتمع الرأي على اختيار المطران نتنائيل جاثوليقا (أي بطريركا) على الكنيسة المشرقية. فتم تنصيبه يوم الاحد 26 تشرين اول سنة 1000م، وسمّي باسم يوحنا الخامس بن عيسى.
ولم تعبر سنة وربع سنة، حتى رسم البطريرك الجديد أيليا مطرانا على ابرشية “بيت نهاذرة”. وكان عندئذ ابن 27 سنة. فتمت الرسامة يوم الاحد 15 شباط سنة 1002.
ثم توفي “يهبالاها” مطران نصيبين، يوم الاربعاء 3 كانون الاول سنة 1007. فخلا الكرسي الاسقفي سنة وثلاثة اسابيع، ولم يجد البطريرك من ينوب مكان “يهبلاها” من الرهبان ويكون كفءاً لهذا المنصب، نظرا الى أهمية هذا الكرسي. وكانت نصيبين آنذاك أهم الايبارشيات المشرقية، ومركز اشعاع للفكر المسيحي. فدعي ايليا، والتجأ اليه. واضطر الى ان ينقله من “بيت نهاذرة” الى نصيبين. ولم يعترض احد على هذا الاختيار، لحسن سيرته وغزير علمه. وتم تنصيبه يوم الاحد 26 كانون الاول سنة 1008م.
3. نشاطه الفكري
لما وصل ايليا نصيبين، وجد في المطرانية مكتبة عامرة، علمية ودينية. فظل يتابع نشاطه الرعوي والروحي، ولكنه لم يهمل النشاط العلمي. وسار على خطى الآباء الأولين، الذين كانوا رجال زهد ورجال علو في آن واحد.
فأخذ يؤلف كتبا في شتى الميادين. وله مؤلفات قيّمة في اللغة، والتاريخ، والمنطق، والعلوم والفلسفة. كما أن له مؤلفات أدبية اخلاقية روحية ممتازة. وكتابه في تاريخ العالم، الذي وضعه سنة 1019م باللغتين السريانية والعربية، كان من أفضل التواريخ المعروفة.
ولكنه اعتنى اعتناء خاصا بالدفاع عن الدين المسيحي دفاعا هادئا، بعيدا عن روح المجادلات. فشرح عقائد النصرانية (الثالوث والتوحيد والتجسد، وقانون الايمان، والامور الاخرى الفلسفية المرتبطة بالدين) لصديقه الوزير ابي القاسم الحسين بن علي المغربي، ومن خلاله لكبار المفكرين الذين كانوا يفدون الى مجلس الوزير.
وكان اذا هوجم، لا يهاجم، بل يدافع عن عقيدته بدون تعصب او مجادلة كما فعل لما دافع عن العفة المسيحية اجمل دفاع ردا على رأي الجاحظ. ويكاد لا يخلو كتاب من كتبه من الطابع الدفاعي. وان كان اسلوبه هادئا لينا، الا ان افكاره كانت دائما جريئة، بعيدة كل البعد عن الخوف او التملق.
4. نهاية حياة ايليا
تابع ايليا نشاطه العلمي والثقافي، الى جانب خدمته الرسولية، طوال عشرين سنة. فإنه ألف في تلك المدة، اكثر من عشرة مؤلفات، باللغة العربية، إضافة الى ما وضعه باللغة السريانية.
وفي يوم الجمعة 18 تموز سنة 1046م، توفي ايليا السنّي، في الثانية والسبعين من عمره، بعد ان دافع عن ايمانه احسن دفاع.
ثانيا: مؤلفات إيليا أسقف نصيبين
من الرقم 1 إلى 7 تكون كتاب المجالس:
1- المجلس الأول: وحدانية الله وثلاثية أقانيمه.
2- المجلس الثاني: التجسد والوحدة الأقنومية.
3- المجلس الثالث: الإيمان بالله الواحد عند المسيحيين بحسب القرآن.
4- المجلس الرابع: البرهان على إيمان المسيحيين بالعقل والعجائب.
5- المجلس الخامس: الإعتراف بإيمان التوحيد عند إيليا أسقف نصيبين.
6- المجلس السادس: في قواعد اللغة والمفردات والخطوط واللاهوت.
7- المجلس السابع: رأي المسيحيين عن علم النجوم، المسلمون والنفس.
8- المراسلة بين إيليا والوزير.
9- رسالة في وحدانية الخالق وتثليث أقانيمه.
10- رسالة في الخالق.
11- رسالة عن خلق العالم، وحدانية وثلاثية الله.
12- دراسة حول معنى كلمة ” كيان” و ” إله”.
13- كتاب البرهان على صحيح الإيمان.
14- مقالة في نعيم الآخرة.
15- همسات شكوك وأجوبيتها.
16- رسالة في فضيلة العفاف.
17- كتاب دفع الهم.
18- الحكم النافعة للنفس والبدن.
19- تسبحة مار إيليا.
20- تفسير الأمانة الكبير.
21- كتاب الأزمنة.