ترأس الأب يعقوب رفيدي، رئيس المعهد الإكليريكي، الاحتفال بعيد القديس البابا يوحنا بولس الثاني شفيع سنة الروحانيات. وقال في عظته: يجمعنا هذا المساء عيد البابا القديس يوحنا بولس الثاني شفيع سنة الروحانيات. وهو من البابوات العظام في تاريخ الكنيسة. سمي بـ “بابا الشباب” وهو مدرسة في الروحانيات، لذلك اختاره كهنة المعهد حتى يكون مثال ومرافق وشفيع سنة الروحانيات. فالكنيسة تدعونا جميعا في هذا اليوم للتمثل بفضائله الكثيرة خاصة صلاته وتواضعه وإنسانيته وقربه من الناس ودفاعه عن الفقير والمظلم والمهمش. هذا فعلا برنامج حياة لسنة الروحانيات ولنا جميعا.
كما أضاف: من الكلمات القوية التي كان يرددها البابا القديس أمام الجموع: لا تخافوا! افتحوا الأبواب على مصراعيها للمسيح! هذه الكلمات ملأت قلبه وإيمانه، فكان على قناعة بأن الله هو محور شؤون البشر. “لا تخافوا” هي رسالة البابا فويتيلا لنا اليوم في زمن الوباء الذي ولد المعاناة والقلق والتشتت والفوضى. في هذه الأيام الصعبة بسبب الفيروس، يقدم لنا البابا يوحنا “التعزية وبصيص الأمل”. كون السمة المميزة ليوحنا بولس الثاني كانت إيمانه الراسخ بالله وثقته بالإنسان. لم يفقد البابا، الذي عاش في أوقات صعبة جدا، إيمانه بعظمة وكرامة الإنسان، ولم يفقد الأمل أبدًا. ونحن مقتنعون أنه اليوم يصلي من أجلنا ويتشفع لنا ويشجعنا من السماء حتى لا نفقد الأمل.
كما أشترك في هذا الاحتفال العائلي البهيج سيادة المطران يوسف متى، رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل للروم الملكيين، وقام بتسليم طلاب الروحانيات الكتاب المقدس بهذه الكلمات قائلا: “هاك الكتاب المقدس، ليكون دستورا لحياتك ومنارة لك في طريق دعوتك نحو الكهنوت المقدس”. كما سلمهم الصليب المقدس قائلا: “هاك الصليب المقدس، رمز الحب والحياة، فكن شاهدا لحب المسيح المصلوب الذي مات من أجلك وهو الآن حي من أجلك”.
وقبل انتهاء الاحتفال وجه مسؤول سنة الروحانيات، الأب بشار فواضلة هذه الكلمات العميقة لطلابه سلامة عازر وفارس طنوس وفادي فتال، قائلا: “ذلك الذي بحثتم عنه في حياتكم هو نفسه وجدكم! أنتم اليوم تخطون الخطوات الأولى في درب الكهنوت، ولأنه يحبكم يطلب منكم أن ترافقوه في درب الحياة نحو الكهنوت المقدس … وهو نفسه سيرافقكم في مسيرة تنشئتكم هذه. فسيروا معه ومن أجله ولأنكم بحثتم عنه فقد وجدكم هو!
نبارك لطلاب سنة الروحانيات بعيد شفيعهم وتسلمهم الكتاب والصليب المقدسين، ونتمنى ولهم لنا جميعا الخير والبركة والثمار الغزيرة في المسيرة نحو الكهنوت.
وكل عام وأنتم بألف خير.