أولاً: إنّ القدّيس يوسف هو صورة لموسى الجديد.
لقد قاد موسى الشعب العبراني “الإبن البكر” من مِصرَ عَبرَ البحر الأحمر، وها هو يوسف يقود المسيح “الابن الوحيد والبكر”، من مصر إلى الارض، وبهذا يحقّق نبؤة العهد القديم “من مصر دعوت ابني”.
ثانياً: إن القديس يوسف هو صورة أيضاً ليشوع بن نون الثاني.
الذي دخل بالشعب إلى أرض الميعاد عن طريق نهر الأردن حاملاً تابوت العهد الذي يحتوي على ألواح الشريعة والمنّ وعصى موسى. وها هو القدّيس يوسف يقود التابوت الجديد التي هي مريم العذراء، حاملةً ابنها الكلمة يسوع المسيح “الإبن البكر”. فالمسيح هو المن أي الخبز النازل من السماء، وعصا موسى هي عصا الرعاية التي سيرعى بها يسوع شعب الله.
فإن عبور نهر الأردن، هو يرمز الى معمودية المسيح بالماء والدم، فبنزوله في الماء يحمل المسيح خطايا العالم ويتمم الفداء على الصليب.
ثالثاً: برارة القدّيس يوسف.
إن برارته كانت نتيجة علاقته العميقة بالله، وقد انعكست هذه البرارة على البشر وخاصة على مريم، حيث أراد أن يطلّقها سرّاً وأن لا يشهّرها عندما علِمَ أنها “حبلى من الرّوح القدس”. بمعنى آخر حافظ القديس يوسف على سمعتها وحماها من الرّجم والقتل.
رابعاً: القديس يوسف في صمته، إصغائه، طاعته وتسليمه للآب.
إن القديس يوسف هو المثال الصالح في الطاعة والصبر. فبالرغم من صعوبة فهم ما يحدث مع خطّيبته العذراء مريم، “قام وفعل بما أمَرَهُ الملاك”.
خامساً: القديس يوسف مثالاً للأبوَّة.
لقد حافظ القديس يوسف على يسوع، وقام بتربيته وكأنه “عظمٌ من عظمه، ولحمٌ من لحمه”، رغم علمه أن المولود ليس من مشيئة بشر.
يا أيّها القديس يوسف، نطلب منك أن تقودنا وتُرشدَنا لنكون أبناء و”إخوة كثيرين” للربّ يسوع المسيح.
تشفّع لنا يا أيها القديس يوسف، واحمينا من هجمات العدو وخاصة في هذا الزمن المقدّس، آمين.
(الطالب الإكليريكي: يوسف حداد)